ويكيلكس بالمفهوم اليمني?
ك?ْنا نتبادل الحديث مع بعض الإعلاميين عن ويكليكس في أحد مقاهي العاصمة وكان صاحب المقهى يستمع إلينا بنباهة حادة وشغف كبير والكل منا يردد مصطلح ويكليكس فإذا بالرجل يقترب مني ويهمس بأذني بعد الترحيب بي بالقول هذا ويكليكس (بينو عراقي) ..? طبعا?ٍ لم أفهم قصد الرجل إلا بعد دقائق حيث ظن الرجل أننا نتحدث عن أحد المواقع الإباحية للأسف فأشتبكت المصطلحات في ذهنه خاصة?ٍ مع التقارب بين ويكليكس و sex …
أحدث موقع ويكليكس زلزالا?ٍ عنيفا?ٍ في الوسط السياسي العالمي وتصدرت وثائقة أخبار وسائل الإعلام وتناول الكثير من الإعلاميين ومحللين تلك الوثائق بإستفاضة حتى البعض منهم ذهب إلى القول أن العالم قبل ويكيلكس غير العالم بعد ويكليكس تشبيها?ٍ بعالم ما بعد 11ستمبر
اليمن كان لها نصيب من تلك التسريبات التي كشفت الكثير من الحقائق بل وأكدت ما كان يدور من تحليلات وصفها البعض حينها بالمزايدة وأكاد أجزم أن الوسط السياسي اليمني خاصة?ٍ من محللي المعارضة في سعادة غامرة وهم يرون إثباتات الوثائق الأمريكية على هذا الموقع ولكن يتبادر الى الذهن هل أحسنت المعارضة إستخدام تلك الوثائق في الضغط على النظام أو حتى محاولة إستنهاض همم الجماهير بهذه الوثائق الكفيلة بإسقاط الحكومات إن كنا في بلد غير اليمن .. طبعا?ٍ ?
طبعا?ٍ أؤكد أن الصحافة لن تصنع شيئا?ٍ بل وحتى بقية وسائل الإعلام وعلى المعارضة أن تبحث عن وسائل جادة للإلتحام مع الجماهير وإيصال الرسالة اليها بطريقة واضحة خاصة?ٍ ونحن نعلم مستوى شراء الصحف الذي تقاس به ثقافة الشعوب بالخارج أما في اليمن فالصحافة “كلها خرط” حسب ما طبع النظام في أذهان الملايين من أبناء الشعب بل ذهب النظام الى الهجوم على الصحافة والإمعان في الإعتداء على الصحفيين والتنكيل بهم ناهيك عن تشويه دورها في صنع رأي عام وإيجاد ثقافة سياسية واعية لدى كافة أفراد الشعب في حين أن المعارضة نجدها عاجزة عن إبتكار وسائل إبداعية في التواصل مع الجماهير فإن مرت وثائق ويكليكس علينا مرور الكرام فأعتقد أن المعارضة فعلا?ٍ تفتقد الى المبادرة في الإقتراب من الجماهير وتأبى إلا أن تتقوقع في أماكنها لتنتهز الفرصة تلو والأخرى في صنع إتفاقات وصفقات تعقب أي أزمة مع النظام .
نحن معنيين كمواطنين أولا?ٍ في مطالبة كل من ورد إسمه في تلك الوثائق وعلى رأسها رئيس الجمهورية بتوضيح لنا صحة ذلك أو نفيه لأن ما ن?ْشر كفيل بتغيير الاوضاع الراهنة إذا وجدت القوى السياسية الحية ووجد الشعب الواعي لا كما قال لنا صاحب المقهى الباحث ومعه الكثير عن جديد إنتاج الأفلام الإباحية وهذا للأسف حول الكثير من الشباب عن دورهم الحقيقي فحين تتحدث الى أي شاب عن السياسية يجيب عليك ” خلينا والسياسة” وما لنا إلا علي …
وبالعودة الى صاحب المقهى الذي عبر عن خجلة بعد أن أوضحت له موقع ويكليكس وما ي?ْنشر فيه وه?ْنا يجب التطرق الى جهود كثير من الشباب خاصة?ٍ من طلاب كلية الإعلام بصنعاء الذين يحاولون تعريف المواطن العادي بالصحف وبأهم المواقع الإليكترونية وما تقدمة وهذه مهمة بدأتها أنا قبل سنوات إلا أن نسبة التجاوب كانت ضئيلة جدا?ٍ حيث قمت بنشر قائمة بأهم المواقع الإخبارية اليمنية وكذلك الصحف في محاولة ربط المواطن العادي بما يدور في وسائل الإعلام ولكن أعتقد أننا بحاجة الى جهود أكبر …