بدوان يستعرض الأوضاع العربية والفلسطينية في محاضرة شاملة بجامعة بكين
في زيارته الأخيرة للعاصمة الصينية بكين? انجز الكاتب الفلسطيني علي بدوان? عددا?ٍ من الفعاليات? كان منها ترتيب زيارة عمل ليوم واحد الى كلية الآداب في جامعة بكين? قسم اللغات الأجنبية? وذلك وفق ترتيب
تم اجراءه بشكل مسبق مع ادارة الجامعة والكلية والقسم.
وقد التقى طلاب السنتين الثالثة والرابعة في قسم اللغة العربية? وقدم لهم صورة شاملة عن الأوضاع في المنطقة العربية? وفي الأراضي الفلسطينية? وأوضاع الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات بشكل عام? على ضوء انسداد افق التسوية الراهنة? واستمرار عمليات تهويد الأرض الفلسطينية? وغياب الدور الأمريكي النزيه والعادل في رعاية العملية التفاوضية. كما تضمن المحاضرة وفي الفترة الأولى منها? تقديم موجز تاريخي عن القضية الفلسطينية والمراحل التي سبقت وتلت نكبته وقيام “الدولة العبرية الصهيونية” على انقاض كيانه الوطني.
وفي سياق تقديمه للوضع الأخير في المنطقة وانسداد مسار المفاوضات? اشار علي بدوان في محاضرته الى العديد من المؤشرات والمعلومات التي تتراكم وتتواتر منذ شهرين تقريبا?ٍ? عبر المسارب الدبلوماسية المختلفة? وهي تتحدث عن رؤية أمريكية جديدة لإحداث تحول كبير في مسار التسوية بين الطرفين الفلسطيني و”الإسرائيلي” تحت عنوان “صققة شاملة” للتسوية بعد انسداد أفقها وفشل المفاوضات على مسارها المباشر وغير المباشر في تحقيق اختراق جدي ولو بالحد الأدنى.
وقال بأن العديد من المصادر العربية وغير العربية زكت المعلومات إياها? وبادرت بعض الجهات الأمريكية والإسرائيلية للإفصاح عنها? أو على عناوين هامة منها وتسريبها لوسائل الاعلام الدولية والإسرائيلية? خصوصا?ٍ بعد الزيارة الأخيرة لرئيس وراء “إسرائيل” بنيامين نتنياهو الواشنطن والتي عاد منها الى فلسطين المحتلة كالطاووس? بعد أن حصل وحمل معه (سلة جديدة من الإغراءات) الأمريكية بجوانبها المختلفة المادية والعسكرية وحتى السياسية.
وأوضح بأن المعلومات الجارية بأن واشنطن قد عرضت على تل أبيب صفقة تتضمن قيام إسرائيل بتمديد فترة تجميد الاستيطان مقابل الحصول على العديد من المزايا والمنافع? أولها حصول “إسرائيل” على (20) طائرة حربية من طراز (أف – 15) المعروفة بـ (الشبح) والتي تتميز بالقدرة على مراوغة وصد الرادارات اللاقطة لحركة الطيران الحربي? وذلك بالإضافة إلى (20) طائرة من الطراز نفسه والتي سبق أن خصصتها واشنطن لدولة الاحتلال الصهيوني. وثانيها توقيع اتفاقية دفاع مشترك (إسرائيلية/أمريكية) في حالة التوصل إلى اتفاق السلام (الإسرائيلي/الفلسطيني) المنشود أمريكيا?ٍ? تضمن تعهدا?ٍ أمريكيا?ٍ اضافيا?ٍ بحماية “أمن الدولة العبرية”. وثالثها استخدام واشنطن لحق النقض (الفيتو) لإسقاط أي مشروع قرار مناهض “لإسرائيل” يتم تقديمه في مجلس الأمن الدولي? أو حتى في المؤسسات الدولية المختلفة من قبل أي مجموعة دولية? وذلك بما يشمل أي مبادرات تقدم رؤية سياسية مغايرة لما هو متفق عليه أمريكيا?ٍ وإسرائيليا? والتصدي لأي محاولة فلسطينية من طرف واحد لإقامة دولة مستقلة كما تهدد بعض مصادر القرار في السلطة الفلسطينية? التي بدأت تتحدث عن جملة من البدائل من بينها إحالة ملف التسوية بكامله الى مجلس الأمن.
وشرح علائم وخطوط الرؤية الأمريكية الجديدة المعنونة بـ “الصفقة الشاملة” والتي قدمت الإدارة الأمريكية من أجلها سلة الإغراءات الواردة أعلاه للدولة العبرية الصهيونية? وهل يمكن لها أن (تشيل الزير من اليبر) على حد تعبير المثل الشعبي الفلسطيني? أم أنها لن تغير حقيقة مايجري على الأرض في ظل الموقف الأمريكي المنحاز والبعيد عن التوازن? وهو الموقف الذي لايصلح أساسا لتأهيل الولايات المتحدة للعب دور فع?ال لإقرار سلام حقيقي في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام? عماده قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وقال علي بدوان ان الدلائل والمؤشرات وعلى أكثر من صعيد? تشير بالفعل لوجود تفاهمات إسرائيلية أمريكية تمت مؤخرا?ٍ قبل زيارة نتنياهو الأخيرة للولايات المتحدة? وقد أ?ْنضجت تلك التفاهمات بعد انتهاء زيارة الأخير? بما فيها قبول الولايات المتحدة بإدارة العملية التفاوضيه الإسرائيلية/الفلسطينية انطلاقا?ٍ من الإقرار بإسرائيل كدولة يهودية? وعلى أخذ “الحقائق” الاستيطانية التوسعية التي أقامتها “إسرائيل” منذ احتلال عام 1967 وحتى الآن بالحسبان? وعلى ضرورة بقاء سيطرة “إسرائيل” على الحدود مع الأردن وعلى الأغوار حتى بعد قيام دولة فلسطينية? وعلى إقامة ترتيبات أمنية تحفظ أمن ودور وسلام “إسرائيل” بالمستقبل? إضافة إلى الحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي.
وأوضح أن الصفقة الشاملة تتضمن قيام الولايات المتحدة? بتعميم خارطة حديثة للحدود الدائمة للدولة الفلسطينية و “إسرائيل”? تستجيب للمطالب الأمنية الإسرائيلية التي تنادي بها حكومة نتنياهو? وهو مايتضمن تعديلات على مساحات معينة من الأراضي المحتلة عام 1967 تصل نسبتها الى (7%) من مساحة الضفة الغربية ماعدا القدس الشرقية? ب