عبقرية سياسية أم سقوط سياسي ?!!
عندما نتأمل إلى الحال في الساحة السياسية اليمنية وخاصة الأوضاع التي تمر بها البلاد ? وتأخذ طابع التدهور من فضيع إلى افضع ? ومن سيئ إلى أسوئ ? وارى الأزمات تتراكب وتتكاثر وتتراكم بعضها فوق بعض ? وارى الاحتقانات تعصف هنا وهناك ? اغلب المناطق يسيطر عليها الانفلات الأمني فتسقط منطقة تلو الأخرى ? وارى قيادات وشخصيات وطنية كبيرة تعبر عن استياؤها من هذا الوضع? وسياسات مسئولين وقيادات في الدولة يخيم على تصرفاتهم الفساد والتأمر على منجزات الوطن والوحدة ? والتعامل مع أعداء الوطن جهارا نهارا ? وارى المواجهات التي تندلع مع الدولة في تزايد مستمر في أماكن متفرقة من البلد ? ويؤكد ضعف سيطرة الدولة على اغلب المناطق ? وفقدان هيبتها في اغلب الأماكن حتى أنها لم تعد تستطيع من السيطرة حتى على مكاتبها ومرافقها الحكومية في اغلب المناطق التي تعاني من احتقانات باستمرار ? ولا تستطع على ضبط موظفيها ? وإهمال للقانون والدستور بشكل مريب واللامبالاة في تطبيقه ? ولا تقدر على فرض قوانينها التي جاءت بها ? وسيطر فاسدون متنفذون على الكيان المؤسسي للدولة وأصبح كيان شللية وعصابات يتبع إفرادا ومتنفذون في الدولة ? يكايدون ويتصارعون فيها على هواهم ويقيمون فيها ولاءات وتحالفات لأشخاصهم ? المسئول فيهم يبطش وينهب بكل أيديه ورجليه وكأنه هارب من الوطن? وكأن أموال الدولة على وشك أن تخلص وهذه فرصته التي لا تعوض ? أو أن الدولة على مشارف النهاية كلا يأخذ حقه منها قبل أن تنتهي صلاحياتها ? والأقوى فيهم يحصل على الأكثر ولا احد يحاسبهم ولا يعاقبهم ولا حتى يقول كفايتكم خلاص ? ولم يؤدوا أي أعمال في مهامهم وفق القانون لخدمة الوطن الذي يعاني من ويلاتهم الكثير من المشاكل والآفات ? ولا يؤدون مهامهم في خدمة المواطن الذي يشكي ويبكي يعمل ويكدح ويتابع على حقه ولم يجده في اغلب الأحيان? في هذه الحالة أصير في حال التشاؤم وارى أن كل ذلك يدل على سقوط سياسي محتمل للنظام القائم ولم يعد يسيطر على زمام الأمور ألا في نسبة قليلة من البلاد فهل هذا يمثل قدره المحتوم مثله مثل باقي الأنظمة السياسية التي من قبلة ولم يكن مصيرها إلا السقوط .
ولكن أني أفكر تارة أخرى وأقول أن كل المشاكل والأزمات هي مفتعلة بفعل فاعل أي من قبل قيادات ومسئولون في الدولة? وبطرق وأساليب مختلفة تضعنا أمام يقين بان إسقاط الأنظمة يدار هكذا من خلال مؤامرات وتنازلات من قبل قيادات داخل النظام نفسه? ولكن يراودنا الشك مرة أخرى ونعتقد بان ممارسات قيادات في الدولة لهذه الأساليب لها أهداف ونوايا سياسية قد تكون أسرارها في نفس يعقوب? ولكن عندما أخوض بالتفكير وأخوض في التحليلات متفائلا من خلال النظر بعيون النحلة التي اخبرونا عنها أنها تحول البشع جميلا? واعتبرت أن تراجع سيطرة الدولة على اغلب المناطق في البلاد لم تكن مجرد صدفة وإنما هي بإرادتها وبقناعاتها وخاصة عندما تلاقي معارضة من موطنين فهي سرعان ما تتنازل عن قراراتها وتوجهاتها تلبية لندا ومعارضة المواطنين وجهات أخرى? بل أنها تكرمهم بمنحهم حقوقهم أفضل من المواطنين الذين يسكتون عن حقوقهم? وفكرت متفائلا أن هذا الطريق يمثل في السير نحو الديمقراطية الحقيقة وتشجيع الشعب على استعادة حقوقهم عن طريق المعارضة والمطالبة بها حتى تترسخ الديمقراطية أكثر وأكثر? كما انه يتم هناك وقف قيادات وشخصيات وطنية ونزيهة من مناصبهم ويتم تكريم بدلا عنهم مسئولين متنفذين فاسدين ممن نهبوا ثروات الوطن وسلبوا حقوق المواطنين واعتبرت ذلك هو امتحان وتكتيك وتخطيط سياسي في وقت واحد سيتم بعدها أجراء عملية تغيير واسعة النطاق لتكريم الشخصيات الوطنية وإعطائهم أكثر ثقة? والإطاحة بالفاسدين وإحساس الشعب بأهمية عملية التغيير حتى يتم أشعارهم بقوة الدولة وإرضاءهم بالتصحيح إلى الأفضل ليقبلوا الحزب الحاكم ومن معه بما حمل? وهذه الأساليب قد وصل بها الحاكم إلى حد العبقرية السياسية الهدف منه نقل اليمن والشعب اليمني إلى حياة الأفضل .
في كل الحالات فاني اجزم بان هناك بالتأكيد امرأ ما لم نكن على دراية به خلال زمن الحاضر ولا نعلم ما الذي يخبئ لنا في قادم الزمان فقد يكون انهيار مقدر ومكتوب للنظام أو مؤامرات سياسية مدروسة وقد يكون توجه تهدف به الدولة إلى الوصول إلى هدف ديمقراطي حر وإجراء حزمة من الإصلاحات ترضي به الجميع? ويعتبر هذا عبقرية سياسية فريدة من نوعها بهدف الانتقال من وضع قائم متدهور إلى وضع أو قرار سياسي أفضل نجهله ألان قد يكون في صالح الشعب والوطن فماذا عساها أن تكون عبقرية سياسية أم سقوط سياسي ?!! ونحن نأمل بان تكون عبقرية سياسية لإخراج اليمن والشعب اليمني من الظلام إلى دائرة النور والتطور والنهوض والبناء إن شاء الله .