فيما 12 طفل يلقون مصرعهم في حوادث إنفجار..تلوث 13 مديرية من أصل 15 في صعدة بالمتفجرات
لقي ما لا يقل عن 12 طفلا?ٍ في أنحاء مختلفة من اليمن مصرعهم عام 2010 نتيجة لحوادث عرضية متمثلة بإنفجار عبوات ناسفة من مخلفات الحرب? فيما أصيب 20 طفلا?ٍ آخرين بجروح خطيرة في حوادث مماثلة. وكان آخر حادث إصابة هو تعرض صبي من محافظة صعدة إلى جروح بالغة في وقت سابق هذا الشهر وذلك عندما كان يعبث بلغم أرضي بالقرب من منزله في مديرية ساقين. أدى هذا الحادث إلى أن يخسر الصبي أربعة من أصابعه بعدما انفجرت العبوة التي يحملها.
ويقول جيرت كابيليري – ممثل اليونيسف في اليمن “من المؤسف للغاية أن يسقط العديد من الأطفال ضحية للألغام الأرضية وغيرها من الذخائر التي لم تنفجر في اليمن هذا العام. وعلى الرغم من إتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مطلع 2010? إلا أن الأطفال ما زالوا يدفعون ثمن ذاك النزاع ولدينا إلتزام واضح لحماية هذه الأرواح وتوفير العيش الكريم لهم”.
وتشكل الألغام وغيرها من الذخائر التي لم تنفجر تهديدا?ٍ خطيرا?ٍ للسكان الذين يعيشون في المحافظات المتضررة من النزاع في اليمن وخاصة صعدة حيث أن 13 من أصل 15 مديرية فيها تعتبر مناطق تلوثت بشكل كبير جدا?ٍ خلال الحروب الستة بين الحكومة والحوثيين والتي دارت رحاها بين عامي 2004 و 2010.
كما أن الأطفال هم على نحو خاص أكثر عرضة للخطر جراء حوادث الألغام والذخائر الغير منفجرة? لأن الكثيرين منهم يخطئون بظنهم أنها ألعاب. علاوة على ذلك? الأطفال الذين يرعون قطعانهم في المناطق النائية هم أيضا?ٍ من بين ضحايا لحوادث الألغام الأرضية لهذا العام.
وقد عانى الأطفال المشردين جراء النزاع في صعدة كثيرا?ٍ بسبب الألغام والذخائر الغير منفجرة. حيث قتل ثلاثة أطفال في إنفجار لغم أرضي بالقرب من مخيم المزرق للنازحين في محافظة حجة المجاورة في شهر مارس من هذا العام. وكان الضحايا قد عثروا على اللغم في ساحة للخردة داخل أحد الأسواق بمنطقة قريبة من المخيم.
وتعتبر عملية التخلص من الألغام الخطوة الهامة نحو السلام الدائم والتنمية في المناطق المتضررة من النزاع –بحسب البيان الصادر عن منظمة اليونيسيف والتي قالت فيه أن هذه خطوة هامة أيضا?ٍ لتسهيل عودة السكان المشردين والذي يشكل نسبة 60 في المائة منهم أطفالا?ٍ. وقد تم بلورة خطة لدعم جهود التخلص من الألغام من قبل المركز اليمني التنفيذي لمكافحة الألغام بالتعاون مع منظمة اليونيسف? وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والوكالات الإنسانية الأخرى. وتتضمن هذه الخطة التخلص من الألغام ومساعدة الضحايا والتوعية بمخاطر الألغام. وهذه القدرات لطالما عانت بسبب عدم القدرة على الوصول إلى المناطق المتضررة.
يضيف كابيليري “في ظل استمرار سقوط ضحايا أو حدوث تشوهات للأطفال نتيجة حوادث الألغام الأرضية? وعدم قدرة موظفو العون الإنساني على بلوغ مناطق الصراع? يؤدي ذلك إلى حرمان هؤلاء الأطفال وعائلاتهم من الحصول على العون الذي يحتاجونه ويستحقونه بالفعل. لذلك? فإننا ندعو جميع أطراف النزاع في صعدة لتوفير المساحة الإنسانية اللازمة حتى نتمكن من تنفيذ خطة عمل المساعدة وبشكل عاجل”.
الجدير ذكره أن قرابة 1,750 طفل في صعدة يعانون من إعاقات خطيرة بسبب العبوات الناسفة من مخلفات الحرب وفقا?ٍ لجمعية المعاقين في صعدة. كما تشير مصادر إعلامية إلى أن 35,000 فرد تقريبا?ٍ قد ق?ْتلوا أو أ?ْص?ْيبوا نتيجة الألغام الأرضية أو الذخائر الغير منفجرة في اليمن على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية.
الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة موجودة في مناطق القتال السابقة من اليمن. مع ذلك? فإنها تتواجد أيضا?ٍ في مناطق مأهولة بالسكان جراء القصف الجوي للقرى والمدن. وقد شمل استخدام الألغام زرع ألغام ?ْمصن?ِعة مضادة للأفراد والمركبات فضلا?ٍ عن تصميم أسلحة مضادة للأفراد والمركبات. وهذه غالبا?ٍ ما تكون عبوات ناسفة محلية الصنع تنفجر جراء تنشيط الضحية لها أو بأمر تفجير.