الولايات المتحدة الأمريكية.. إذا وعدت كذبت
إن المتابع لمجريات وتطور الأحداث السياسية مؤخرا?ٍ ? يتأكد أننا أمام مؤامرة كبرى تقودها سرا?ٍ الولايات المتحدة الأمريكية واللوبي الصهيوني لمساعدة إسرائيل على ترتيب أوضاعها ومشروعها التوسعي بما يخدم أهدافها الإستراتيجية المستقبلية ? خاصة إذا حمل هذا المستقبل أي حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ? فهاهي إسرائيل تفرض الجغرافيا الجديدة للمناطق الفلسطينية من خلا توسيع الإستيطان بما ينفى وجود أي حدود لدولة فلسطينية حسب قرار الأمم المتحدة القاضي بالإنسحاب لحدود الرابع من حزيران 1967م ? وبالتالي فإن أي حل سوف يكون على أساس جغرافية الأمر الواقع التي تجعل من دولة فلسطين عبارة عن مناطق جغرافية منعزلة لشعب م?ْنعزل بين طرق التفافية وجدار فصل عنصري .
لقد تعودنا على مقولة شهيرة رددها أجدادنا وآبائنا بأن إسرائيل هي الإبن المدلل للولايات المتحدة الأمريكية لكن الحقيقة اتضحت غير ذلك ? فقد أثبتت إسرائيل أنها الأب الروحي للولايات المتحدة ? وهي الآمر الناهي في أي قرار يتعلق بمصير إسرائيل كدولة استعمار قائمة على أساس الإستيطان ونهب الأراضي واقتلاع الشعب الفلسطيني الأعزل من دياره بقوة الإرهاب .
حاول الرئيس أوباما ? أن ي?ْبرهن أنه صاحب قرار ويستطيع أن ي?ْنفذ وعد قطعه أمام الأمة العربية ? بإنهاء الصراع وإحلال السلام على أساس إقامة دولة فلسطينية قريبا?ٍ جدا?ٍ ? لكن الواضح أنه لم يستطيع إقناع إسرائيل بالتوقف عن بناء المستوطنات ? فكيف سيكون قادر على إنشاء دولة فلسطينية وهو متأكد أنه يتعامل مع حكومة لا تؤمن أصلا?ٍ بالسلام وقد شكلت تحالفها من أجل التعنت وعدم تقديم أي حلول سياسية ت?ْعطي الشعب الفلسطيني حقوقه في الأرض .
لقد برهنت الولايات المتحدة مجددا?ٍ أنها ليست وسيط نزيه في عملية السلام ? وإن أي رهان على هذه الإدارة أو غيرها سيكون مصيره الفشل الذريع خاصة أن عامل الوقت لصالح إسرائيل ? لأن ك?ْل دقيقة تعني بناء وحدة استيطانية جديدة ? وك?ْل دقيقة تعني تشريد أسرة فلسطينية من القدس ? وبالتالي فإن لعبة كسب الوقت أصبحت معلومة ويجب التنبؤ لها لأن الوقائع على الأرض ستجعل إسرائيل أكثر تمسكا?ٍ بالمستوطنات وبالمناطق التي تعتبرها إستراتيجية أمنية لها بالمستقبل .
آن الأوان للعرب أن يقفوا موقف جدي بإتجاه ك?ْل ما هو حاصل ? وأن يقتنعوا أن الولايات المتحدة الأمريكية إذا وعدت كذبت ? وإذا أقسمت أنكرت ? وإذا حاولت سوف تفشل ? لذلك فإننا أمام تجربة صعبة مطلوب منا العمل وبسرعة لإيجاد البدائل ? خاصة مع وجود بعض الدول الأوروبية القوية التي تستطيع أن تكون في موقف الند للسياسة الأمريكية ? وفي ظل وقت قصير لرئاسة أوباما الذي آتي وسيرحل ولن تكون هناك دولة فلسطينية لأن الواقع يقول ذلك .
إعلامي وكاتب فلسطيني
rm_sh76@hotmail.com