إنفلونزا الطيور أكثر فتكا?ٍ في إندونيسيا
يقول المختصون أن عدد الوفيات الناجمة عن إنفلونزا الطيور في إندونيسيا هو الأعلى في العالم? نظرا?ٍ لبطء معدل الاستجابة والتحديات المتعلقة بالمراقبة.
وقالت بريندا لانغدون? مستشار وباء الإنفلونزا في مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في جاكرتا? في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن “معدل الوفيات الناجمة عن إنفلونزا الطيور في إندونيسيا البالغ 83 بالمائة هو الأعلى في العالم”.
وبعد تسجيل إصابة إمرأة تبلغ من العمر 21 عاما?ٍ بمدينة باندونج في جاوة الغربية يوم 9 ديسمبر? ارتفع عدد المصابين بالفيروس في إندونيسيا إلى 171 منذ عام 2003? لقي 141 منهم حتفه.
وإنفلونزا الطيور – التي تعرف أيضا?ٍ بإنفلونزا H5N1 – هي مرض شديد العدوى بين الدواجن وغيرها من الطيور. وينتقل الفيروس من مزرعة إلى أخرى عن طريق حركة الطيور والناس (الأحذية أو الملابس الملوثة)? ومن الطيور إلى البشر الذين يكون لهم احتكاك مباشر معها? وفقا?ٍ لمنظمة الصحة العالمية.
ومنذ اكتشاف المرض لأول مرة في جاوة الوسطى في عام 2003? انتشر في 31 إقليما?ٍ من أقاليم البلاد الـ33 وتسبب في خسائر اقتصادية تقدر بأكثر من 500 مليون دولار? وعطل سبل معيشة أكثر من 10 ملايين شخص يعتمدون على الدواجن? وفقا?ٍ لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو).
وأشارت لانغدون إلى أن احتمالات الوفاة بسبب إنفلونزا الطيور في إندونيسيا تصل إلى حوالي ثلاثة أضعاف مثيلتها في مصر? التي سجلت أكبر عدد لحالات الإصابة بإنفلونزا الطيور هذا العام? ولكن معدل الوفيات كان 32 بالمائة فقط.
استجابة بطيئة
وفي ظل عدم وجود أي لقاح للبشر? يبقى المطلوب هو عناية طبية مكثفة (باستخدام التاميفلو? العلاج الرئيسي المضاد للفيروس) في غضون أول 24 إلى 48 ساعة من ظهور الأعراض. مع ذلك? ينتظر العديد من المرضى طويلا?ٍ قبل التماس العناية الطبية.
وأضافت لانغدون أن “الجامو [الطب التقليدي] لا يزال تقليدا?ٍ قويا?ٍ هنا? لذا يجربه الناس قبل الذهاب إلى العيادة? ولكن يوجد أيضا?ٍ قيود مالية? بالنظر إلى الرسوم الإدارية وتكاليف النقل التي يضطر المرضى لدفعها من أجل الوصول إلى الرعاية الصحية هنا”.
تحديات المراقبة
وتمتد إندونيسيا على مساحة 4,000 كيلومتر تقريبا?ٍ من جاكرتا في الغرب إلى جايابورا (عاصمة إقليم بابوا) في أقصى الشمال الشرقي? وهي نفس المسافة تقريبا?ٍ من لندن إلى بغداد. فحجم إندونيسيا وجغرافيتها يجعلان مراقبة الفيروس صعبة للغاية? إذ تضم 17,000 جزيرة يعيش عليها 250 مليون شخص? وتعد رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان.
وأفادت لانغدون أنه “ربما لا يتم اكتشاف الحالات الأخف وطأة نظرا?ٍ لحجم البلاد واللامركزية المطبقة فيها? ولذلك يتم فقط ملاحظة الحالات الخطيرة جدا?ٍ”.
وفي ظل قلة عدد الاصابات البشرية وارتفاع معدل الوفيات? يجب بذل المزيد من الجهد لمنع انتشار فيروس H5N1 بين الحيوانات? بدلا?ٍ من التركيز فقط على العلاج عندما يصل إلى البشر? وفقا?ٍ لمكتب منظمة الصحة العالمية في جاكرتا.