كتاب (برأه القرآن من تشابه التفاسير) للمفكر اليمني: إسماعيل عبد الحافظ في ندوة نقدية
نظم المركز الثقافي اليمني بالقاهرة فعالية الندوة الفكرية التي ناقشت الكتاب الفكري المثير للجدل (براءة القرآن من تشابه التفاسير: دعوة لتحرير فكر العقيدة) للمفكر الإسلامي اليمني إسماعيل عبد الحافظ? وقد دعي لهذه الفعالية كوكبة متميزة من العلماء والمفكرين مثلوا شرائح من الأساتذة المتخصصين بعلوم التفسير في جامعة الأزهر? ومتخصصين في اللغة العربية? ومفكرين وكتاب وإعلاميين من مصر وبلدان عربية مختلفة.
في بداية الفعالية رحب المستشار خالد عمر مدير المركز بالسادة الضيوف الذين حضروا لمناقشة فكر جديد على الساحة الفكرية العربية والإسلامية? والمتمثل بهذا الكتاب الذي بين أيدينا? بحضور المؤلف الذي قدم مادة جديرة بالوقوف عليها مليا?ٍ بين يدي المتخصصين في الشأن العقائدي. معتبرا?ٍ أن مصر بلد عربي رائد في العلوم والآداب والفنون ومنهلا?ٍ من مناهل العلم لكل البلدان العربية بلا استثناء.
شارك في الندوة كل من فضيلة العلامة الدكتور محمد محمد السيد عوض أستاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعة الأزهر? والخبير الإعلامي في إذاعة صوت العرب وتلفزيون النيل الأستاذ فتحي الملا? بحضور نخبة من المفكرين والمثقفين والأدباء والشعراء من جمهورية مصر العربية? الدكتور سليمان علام أستاذ اللغة العربية بجامعة القاهرة? والكاتبة والشاعرة فريال منصور? وعدد من الصحفيين? ومن سوريا الأديب الشاعر الكبير عدنان برازي? ومن جمهورية السودان الدكتور عباس يوسف التاجي أستاذ الفلسفة الإسلامية? ومن اليمن الدكتورة الهام صالح باسردة? والأستاذ عبدا لرقيب الشرجبي? نجيب سعيد مقبل العريقي الباحث في أصول الفقه? ومن المملكة العربية السعودية الشاعر والكاتب محمد بن حبيب العلوي? وعدد من الإعلاميين? والطلاب اليمنيين الدراسيين في الجامعات المصرية.
بعد ذلك قدم المؤلف مختصرا?ٍ لمضامين الكتاب المكون من 152 صفحة من القطع المتوسط وجاء في فصلين الفصل الأول تضمن التعريف بالقران الكريم باعتباره رسالة الله العظمى? ثم استعراضا موجزا للأسباب التي يرى المؤلف إنها كانت سببا في قصور التفاسير عبر القرون الماضية ? إما الفصل الثاني فقط تضمن الخطأ المتناقل والمتداول في مفهوم تلاوة القرآن وترتيله وقراءته مستعرضا?ٍ التبعات التي لحقت بالتفاسير نتيجة الاختلال في هذه المفاهيم مقدما الأدلة القرآنية المبينة على صحة ما يذهب إليه? خاصة ان مفهوم التلاوة لا يعني مطلقا?ٍ إنها القراءة ولا علاقة له بالترتيل باعتبار ان القران قد افرد مضامين للقراءة وردت استقلالا?ٍ في القران? وان الترتيل فعلا خاصا بالله تعالى ورسوله وليس من فعل البشر? ليتبين من ذلك ان التلاوة من الفعل تلا وتعني ان القران جاء تاليا للكتب السماوية السابقة ومحتويا لها? ومدللا?ٍ على أن مفهوم التلاوة والترتيل يمكن التأكيد على ملول ومعنى الآيات المحكمة والمتشابهة? والناسخ والمنسوخ? التي لا تعني مطلقا?ٍ ان التشابه والنسخ كائنا?ٍ في القرآن الكريم وإنما ان القرآن الكريم جاء محكما?ٍ في كل آياته وأن معنى والمتشابه هو ما تشابه من أحكام وفرائض مع الكتب السماوية السابقة معللا?ٍ ذلك في تناوله بالتفصيل لما ورد من أخطاء في التفاسير السابقة والمتلاحقة للقران وقارنها بما يذهب إليه في تفسيره للآية السابعة من سورة أل عمران وما انطبق على المتشابه ينطبق أيضا?ِ على الناسخ والمنسوخ? منتهيا?ٍ إلى إنكاره للتفاسير المعتمدة على الأخذ الكامل بأسباب ومكان التنزيل معتبرا?ٍ ان القرآن لم يتنزل من أجل أشخص بعينها عاصرت الدعوة والرسالة اللاهية ولا يمكن ان يتم تحجيمها في إطار ونطاق جغرافية الحجاز وما جاورها وإنما هدفها الإنسانية كلها في كل مكان? منتهيا?ٍ إلى الطريقة الممكن ان يكون عليها إعداد النشأة والمفسرين وفقا?ٍ لأسس تربوية وتعليمية تساعد على إعمال العقل والتحليل والفحص بعيدا?ٍ عن التقليد وجر أذيال الخطأ المتناقل والمتداول.
ثم تحدث بعد ذلك فضيلة العلامة الدكتور محمد محمد السيد عوض أستاذ التفسير وعلوم القران في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر الذي اثني ثناء كبيرا على القدرة التي تملكها المؤلف في تقديم فكر مختلف ربما لم يسبق إليه احد من قبل الا انه يظل اجتهادا منه? إلا انه قدم عملا وجهدا يشكر عليه على الرغم من عدم تخصصه في التفسير وعلم القران وكان الأحرى به عدم الخوض به طالما وهو غير متخصص?واستطرد في العلاقة التي تربط بين القران الكريم والكتب السماوية السابقة? ومختلفا مع المؤلف في تاريخ التفسير ومتفق معه في ان التفاسير السابقة كانت قد اعتمدت على ما اسماه التفسير الجمعي المعتمد على جمع كل ما ورد من كل المفسرين دون النظر إلى الأخطاء? إلا انه أكد وقوع المتشابه والناسخ والمنسوخ داخل القران? وان القاعدة المعمول بها في صدد أسباب النزول هو الاعتماد على القواعد الضابطة? وان التفسير اليوم يقوم على أساس التفسير التحليلي والتفسير الموضوعي والتفسير الإجمالي والتفسير المقارن? وانه إذا كان قائما على الناسخ والمنسوخ