عدوان القضاء “الدولي” على المقاومة.. عدوان على لبنان كله والأمة بأسرها
ليس هو مجرد تسييس مكشوف الأغراض والمرامي هذا الذي نلمسه كل يوم في عمل المحكمة الدولية ولجان تحقيقها وقرارها ألاتهامي الموعود والاستقالات المتلاحقة لكبار العاملين فيها? والتسريبات المتدفقة عن توجهاتها? والآتية من معظم العواصم? بالإضافة للمخالفات الدستورية العديدة التي ينطوي عليها إقرارها ذاته تحت الفصل السابع? بل أن بعض القي?مين عليها يريدون لعملها أن يكون أيضا?ٍ تحضيرا?ٍ لعدوان قضائي شامل لا يقل في خطورته عما شهده سابقا?ٍ لبنان ودول المنطقة من مؤامرات وحروب وفتن? كما لا ينحصر? كما يظن بعض قصيري النظر? باستهداف المقاومة وحدها.
فما شهدته مصر عام 1967? بكل مقدماته والنتائج? لم يهدف إلى إسقاط جمال عبد الناصر وما تمثله قيادته من وزن كبير على المستويات القومية والإقليمية والدولية فحسب? بل كان الهدف أيضا?ٍ إسقاط دور مصر والنيل من أمنها القومي من ضمن إستراتيجية أعلنها هنري كيسنجر بعد حرب تشرين 1973? حيث تحدث عن اصطياد السمكة الكبيرة (أي مصر) ثم يسهل اصطياد السمك الصغير.
وما شهده العراق على امتداد عقدين? من حصار فحرب فاحتلال? تحت ذريعة أسلحة الدمار الشامل? لم يكن? كما يتضح اليوم? يستهدف نظاما?ٍ أو حزبا?ٍ أو فردا?ٍ فقط? وإنما العراق برمته? كما لم تكن الحرب على العراق حرب “تحرير” أو “تغيير”? كما توهم المتورطون في الرهان على المحتل? بل كانت مؤامرة ضخمة ضد بلد عربي وإسلامي هام تستهدف تدمير وحدته وتزييف هويته وتعطيل دوره التاريخي المعروف ونهب موارده الغنية وضمان أمن الكيان الصهيوني? بل كانت تلك الحرب مؤامرة تسعى إلى تصدير الفتن العرقية والطائفية والمذهبية من العراق إلى المنطقة كلها باسم مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي أعلن بوش الأصغر عنه عشية حربه على العراق عام 2003? كترجمة “للنظام الدولي الجديد” الذي أعلن بوش الأكبر ولادته عشية حربه على العراق أيضا?ٍ عام 1991? ولا ننسى هنا أن نتذكر محاكمات العراق “بإشراف دولي” وما أثارته من اعتراضات حتى داخل أهل البيت الدولي نفسه.
وما يشهده السودان منذ عقود? والذي سيصل إلى ذروته خلال أيام عبر تقسيمه وفصل جنوبه عن شماله? لا يستهدف رئيسه وحده? كما ظن كثيرون حين صدرت مذكرة أوكامبو بتوقيفه? والتي أعلنها البيت الأبيض قبل صدورها? كما لا تستهدف النظام القائم منذ 21 عاما?ٍ فحسب? بل يستهدف بلدا?ٍ هو الأكبر? وربما الأغنى? في دائرتيه العربية والأفريقية? ويستهدف ثرواته وموارده ودوره الهام في التواصل العربي – الأفريقي – الإسلامي? كما يستهدف من خلاله أمن مصر القومي والمائي لشطب أي تأثير لهذا البلد الكبير ذي الدور الفاعل عربيا?ٍ وأفريقيا?ٍ وإسلاميا?ٍ وعالميا?ٍ.
وما تعرضت له سوريا? وما تزال? من ضغوط وانقلابات وحروب وأحلاف ومشاريع? وتحت ذرائع مختلفة? بما فيها “الذريعة” القضائية ذاتها قبل سنوات? والتي تستهدف اليوم المقاومة في لبنان? إنما كان? ولا يزال? يستهدف موقع سوريا الإستراتيجي? وتراثها الوطني والقومي العريق? وواقعها? القديم والحديث? العصي على كل محاولات الإخضاع والإذعان? حيث لم تبق وسيلة من الوسائل? ولا ذريعة من الذرائع? للنيل منها إلا? واستخدمت ضدها.
أما الجزائر? وقد كان معو?لا?ٍ عليها كثيرا?ٍ في مواجهة المخططات والقوى المعادية للأمة? فقد أ?ْدخلت على مدى عقدين في دوامة من العنف الداخلي? بكل وجوهه وذرائعه? لإخراجها من معادلة الصراع في المنطقة لاسي?ما بعد وقفة رئيسها بومدين الشهيرة بعد حرب 67 إلى جانب مصر وسوريا? وهي وقفة قيل أنه دفع حياته ثمنها? كما دفعت الجزائر بسببها الكثير مع أعداء لا يغفرون أبدا?ٍ لمن تحدى إرادتهم ولو مرة واحدة.
حتى في لبنان نفسه? فالشواهد كثيرة على كيف يستخدم أعداؤنا الذرائع لتمرير مخططاتهم? ألم يكن غزو 1982 يتذرع بإخراج منظمة التحرير من لبنان? فخرجت المنظمة وبقي الاحتلال والحروب المرافقة له 18 عاما?ٍ.
وما يصح على هذه الدول الهامة? يصح على كل دولة أخرى? حيث ي?ْحض?ر لكل دولة أسلوب إرهاقها وإضعافها ومحاصرتها وتفتيتها? والذرائع دائما?ٍ حاضرة? بهدف شل قدراتها ونهب مواردها? وإدامة تخل?فها? ومصادرة حق شعبها بالمشاركة? ومحاصرة حرياته الخاصة والعامة.
ومن هنا? فالعدوان القضائي “المرتقب” على المقاومة باسم “المحكمة الدولية الخاصة المستقلة بلبنان”? هو في جوهره? حتى إشعار آخر? عدوان شامل على شعب لبنان بأسره عبر إثارة فتنة تنجح فيما لم ينجح في تحقيقه كل ما مر? على لبنان من حروب وفتن? كما أنه عدوان على الأمة كلها عبر النيل من أحد أبرز عناصر قوتها? التي تعتد??ْ بها وتع?تز? وهي المقاومة اللبنانية المجاهدة التي لم تعد تشكل عنصر ردع وتوازن مع العدو الصهيوني وحلفائه فحسب? بل باتت أيضا?ٍ عامل إحراج كبير لنهج التسوية السياسية الذي أ?ْقحمت الأمة فيه منذ عقود فازدادت ضعفا?ٍ وتشتتا?ٍ وتراجعا?ٍ? فيما ازداد العدو غطرسة وعنجهية واستهتارا?ٍ بكل الأعراف والمواثيق والقرارات والعلاقات? كما نرى اليوم مع احتضار المفا