دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للثقافة تصدر كتاب شعر ثقيف حتى نهاية العصر الأموي
صدر عن دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث كتاب جديد بعنوان “شعر ثقيف” حتى نهاية العصر الأموي عني بجمعه وتحقيقه إسلام ماهر فرج عمارة? وبخاصة أن شعر ثقيف لم يحظ بجمع أو دراسة شاملة من الباحثين والدارسين? فأبيات الشعراء الثقفيين متناثرة متفرقة? ومقطعاتهم مبعثرة لم تنل حظها أو حقها من الجمع الشامل? ومن البحث الجامعي الجاد.
ومن بين الشعراء الثقفيين المخضرمين الذين تناولهم البحث “عثمان بي أبي العاص”? “الحارث بن كلدة الثقفي”? عمرو بن شبيل الثقفي”? إلى جانب “ربيعة بن سفيان المحبر الثقفي” ومسعود بن متعب بن مالك الثقفي” من بين الشعراء الثقفيين الجاهليين? و”أزدة بنت الحارث بن كلدة الثقفية” و”الفريعة بنت همام المتمنية” ومسلم بن عبدالله الأجرد الثقفي” من بين الثقفيين الإسلاميين.
ويجمع البحث في صفحاته ما تناثر من أشعار القبائل العربية وتحقيقها ودراستها والقيام عليها? من أهم ما ينبغي أن يعنى به دارس الأدب العربي القديم? ذلك أن الشعر يعد رافدا?ٍ أصيلا?ٍ من روافد تراثنا الثقافي والوجداني? وفي بعثه استجلاء لآفاق الوجدان والفكر والحضارة في تاريخ الأمة? ثم إنه يعطي صورة واضحة المعالم عن حياة العرب وما وصلوا إليه في شتى نواحي حياتهم? فيصل الباحث من خلال ذلك إلى معرفة حقيقية يفقه بها أدب تلك الحقبة فقها?ٍ شاملا?ٍ? قائما?ٍ على أسس علمية صحيحة? ومنهج أدبي قويم? يجنبه الزلل? ويقيه عثرات الطريق? فلا تزل به قدمه? أو يهوي به هواه? فيقضي بأحكام عامة على الشعر القديم قبل جمعه وتحقيقه.
وينقسم البحث إلى قسمين “الدراسة والديوان”? وتتألف الدراسة من مقدمة وتمهيد و4 فصول? وخاتمة? تناول الفصل الأول قبيلة ثقيف من حيث موقع الطائف? وموطن ثقيف وتحديد المعنى اللغوي لاسم ثقيف? ونسب القبيلة? وبطونها? وسبب تضارب الآراء في نسبها? ثم تناول البحث أيام ثقيف وحروبها وحيواتها الاقتصادية والاجتماعية والدينية? وموقف ثقيف من الإسلام قبل الهجرة وبعدها? ثم دورهم في معركة حنين? وما إلى ذلك من حصار الطائف? واعتناق ثقيف الإسلام? ومعاهدة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لهم? ثم تتبع البحث الثقفيين في عصر الراشدين بتحديد موقفهم? من “الخلافة? وحركة الردة? وحركة الفتوحات الإسلامية وإدارة الأمصار.
ومن ثم انتقل الباحث في بحثه إلى متابعة الثقفيين في العصر الأموي? وجهودهم السياسية في قيام الخلافة الأموية? وعلاقة الثقفيين بالأمويين? وموقفهم من المحن التي عصفت بالخلافة الأموية? وموقفهم من ثورات رجال ثقفيين على خلافة الأمويين.
وقد خصص الفصل الثاني للحديث عن الشعر الثقفي? وبيئة الطائف? ومنزلة الشعر الثقفي عند القدماء? ومصادر أشعار الثقفيين وتدوينها من حيث روايتها? وفقدان ديوانهم? ومصادر شعرهم? ثم توثيق شعرهم? واضطراب نسبته.
كما قسم الباحث الفصل الثالث إلى مبحثين للحديث عن الخصائص الفنية لشعر الثقفيين “مبحث للخصائص المعنوية”? وفيها 6 مطالب وضوح معانيهم في شعرهم? والصور البيانية التشبيه والاستعارة? والكناية? ثم المحسنات المعنوية ووظيفتها في شعرهم الطباق والمقابلة والتكرار ثم الأمثال ووظيفتها في شعرهم? ثم فسر الباحث مصادر معانيهم سواء أكانت المعاني التي أخذت عنهم أم تلك التي أخذوها عن الشعراء الآخرين? كما وتطرق الباحث في هذا المبحث إلى أثر الدين الإسلامي والقرآن الكريم في شعرهم.
وتضمن المبحث الثاني “مبحث الخصائص اللفظية” 4 مطالب هي منهجهم في بنية النصوص الشعرية? ورصد إيقاعات الموسيقى الداخلية والخارجية? واللغة وأبرز القضايا النحوية? وختم مبحثه الثاني بذكر مواطن احتجاج العلماء بالشعر الثقفي واستشهادهم به في التفسير القرآني والتأصيل اللغوي والتقعيد النحوي? والتذوق البلاغي.
كما لم يخل هذا الفصل من المقارنة بين شعرهم وشعر بعض قبائل العرب? أو بعض الفئات من الشعراء عند الحاجة إلى ذلك? ومن التنبيه على أن هذه القضية أو تلك مما يشترك فيها شعراء العرب عامة.
أما القسم الثاني من البحث وتحت عنوان “الديوان” فقد ضمنه الباحث مجموع ما وقف عليه من إشعارهم منذ الجاهلية إلى آخر عصر بني أمية? وضمنه أشعار عدد من الشعراء الذين لم تسعف المصادر في تحديد عصورهم? خشية أن يكونوا أو يكون بعضهم ممن عاش في مدة ما بين الجاهلية وآخر عصر بني أمية? ريثما بظهر من الأدلة ما يحدد عصورهم.