ويستمر العطاء ..خانيونس تحيي التراث الفلسطيني بمهرجان حافل
رغم الألم والانقسام الذي يعيشه المجتمع الفلسطيني إلي أن هناك الكثير من الأمور التي تجمعهم وتوحد كلمتهم ومن بين هذه الأمور "التراث الفلسطيني".
حيث استطاعت جمعية الثقافة والفكر الحر بأن تجمع بين جميع الأحزاب السياسية والمجتمعية بين جدرانها للتأكيد علي التراث والأصالة والهوية الفلسطينية .
خرج ذلك جليا?ٍ في مهرجان الجذور التراثي والذي يقام للمرة السابعة عشر علي التوالي علي أرض خانيونس تحت شعار "ويستمر العطاء " بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني وبحضور شخصيات سياسية واعتبارية ولفيف من المواطنين.
حيث افتتح المهرجان بقرآن كريم ألقاها شبل من أشبال جمعية الثقافة والفكر الحر ومن ثم السلام الوطني, ثم أثرت مسامعنا الشاعرة "الهام ظاهر" بقصيدة تحاكي التراث الفلسطيني بكل معانيها وأنواعه ,بالإضافة إلى استمتاعنا بعرض الدبكة الشعبية لأطفال من الجمعية .
وفى كلمة لها أكدت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر مريم زقوت " أن هذا المهرجان يمثل رسالة إلي كل العالم بأن لفلسطين حضارة وتراث وأن شعبها حي وله أرض يطالب بها ويحافظ عليها كما له هوية ويجب أن نحافظ علي هذا التراث وتتناقله من جيل إلي آخر عبر المهرجانات المختلفة .
وأوضحت زقوت أن باستطاعة الإسرائيليين أن يسرقوا الأرض ولكن لن يستطيعوا أن يسرقوا تراثنا وطابوننا وأكلاتنا الشعبية ودبكتنا وغيرها ولذلك علينا أن نحافظ عليها, وهي مسئولية جماعية لا تقتصر على إقامة الاحتفالات والمهرجانات وإنما إدماجه في حياتنا اليومية ومناهجنا لمواكبة متطلبات الحداثة والتقدم من ناحية? والحفاظ على متطلبات الأصالة من ناحية أخرى? وهو ما يعبر عنه اسم المهرجان.
وذكرت زقوت مثلا?ٍ علي سرقة إسرائيل لهذا التراث حيث أن ابنة موشيه ديان الإسرائيلي ترعى حاليا أكبر معرض لتراثنا في وسط مدينة تلا بيب والذي يحتوي علي العديد من التراث الفلسطيني الذي سرقوه ونسبوه إليهم.
وفي ختام كلمتها شكرت زقوت كل المشاركين في هذا المهرجان والحاضرين واعتبرت مشاركتهم بمثابة حفاظ ونقل لتراث الفلسطيني داعية في الوقت ذاته المؤسسات التي لم تشارك إلي التشابك والتلاؤم للوقوف بجانب تراثنا لتسجيل تاريخنا ونقله إلي العالم للحافظ عليه.
وأشادت المؤسسات المشاركة بهذا المهرجان واعتبرته من أهم المهرجانات لأهميته في تعزيز صلة الماضي بالحاضر وكذلك من خلال مشاركة أكبر شريحة من المجتمع من خلال دعوة الثقافة للعديد من المؤسسات والأشخاص للمشاركة بما لديهم من معروضات ومنتجات واللوحات الفنية المختلفة .
واعتبرت ألاء الجردلي وهي منسقة الأنشطة في جمعية وطن : "بأن مثل هذه المهرجانات تعزز من صمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي وخاصة مع تكرار سرقة التراث من قبل إسرائيل ".
كما شكرت الجردلي جمعية الثقافة والفكر الحر علي قيامها ودعمها لمثل هذه المهرجانات حيث اعتبرتها من المؤسسات السابقة في إقامة المبادرات التي تعزز الانتماء للوطن والهوية الفلسطينية.
ومن جانبها قالت المتطوعة في مركز تمكين المرأة والمجتمع وأحد المشاركات ميرفت البهنساوي "بأن مهرجان الجذور والتراث هو مهرجان إنساني ووطني بالدرجة الأولي يدمج الماضي العتيق بالحاضر المليء بالشوائب المختلفة ".
وأضافت "إن مؤسسة الثقافة والفكر الحر استطاعت أن تجعل من مهرجان التراث تقليدا?ٍ سنويا?ٍ من خلال الفعاليات المختلفة التي تقدمها والمعروضات والمنتجات الأثرية كما تشجعنا نحن المؤسسات علي المشاركة والعمل علي حفظ التراث من خلال الدعوات المستمرة للمشاركة ".
وتحدث أحمد ابن الثامنة أعوام الذي كان مبهورا?ٍ بما يراه أمامه من عروض حيث قال "لم أكن أتوقع أن أري مثل هذه المنتجات كمان أنني لم أتذوق المفتول "أكلة شعبية فلسطينية "من صنع اليد دائما نتناول المفتول المبكت داخل الأكياس, إلى جانب استمتاعي بمشاهدة كيف يتم عمل الخبز بالطابون كما استمتعت بالخيمة البدوية بكل مكوناتها والتقطت أمي لي صورة التذكارية داخل الخيمة, أنه مهرجان رائع ".
وأكد وائل ابن السابعة عشر عاما?ٍ "أنه يحضر كل سنة إلى المهرجان ويحب هذه المهرجانات وخاصة كل ما يتعلق بالتراث ويعتبر الماضي شيء جميل جدا?ٍ وخاصة الذي نملكه,حيث رأي كيف كانت الحرف القديمة وكيف كان الناس يقومون بالعمل بهذه الحرف واطلع علي العديد من التطريزات الجميلة وآلات الموسيقية التراثية واشتري حافظة جوال لوالدته مطرز عليها تطريزا?ٍ قديما ".
أما بالنسبة لأبو محمد الذي تجاوز عمره السبعين عام حيث قال "أنا سعيد جدا?ٍ بمثل هذا المهرجان فعند دخولي رأيت كيف يتم عمل خبز الطابون والمفتول ومكينة النول إلى جانب استذكاري للخيمة البدوية وما فيها من بالبكارج ومواقد النار والطاحونة حيث تنقلت بين أركان المهرجان فتذكرت الماضي لأننا لم