رسالة عاجلة للرئيس أبو مـازن.. العـرب سيتخلـون عنـك عنـد الشـدة
رحم الله الشهيد القائد ياسر عرفات ? الذي كان دائم الإيمان بالعمق العربي ? هذا العمق الذي تجسدت صوره بشكل إيجابي أثناء الوحدة العربية بين مصر وسوريا ? في زمن كانت فيه القيادات العربية لديها الحسن القومي والوطني العربي ? وكان الإنتماء للأمة العربية هو الم?ْحرك الأساسي لسياستهم ? وكان هم القضية الفلسطينية هو همهم اليومي ومعاناة شعبنا هي محور اهتمامهم .
لقد بدأ العمق العربي يتضائل بفعل الفرقة والترهل الذي وصلت له الدول العربية ? وحالة الإصطفاف الدولي والمصالح التي زرعتها الولايات المتحدة لتخلق أقطاب عربية مواليه وأخرى متحدة ? وأخرى من المغضوب عليها ? ولقد كانت الولايات المتحدة في ك?ْل خطواتها تهدف لخدمة مصالح إسرائيل وأهدافها الإستراتيجية على المدى القريب والبعيد .
كان ياسر عرفات ? متمسكا?ٍ بالثوابت وبالقرار الفلسطيني الرافض للتنازل ? مرتكزا?ٍ على وقوف شعبه خلفه نحو تحقيق أهداف ضحى من أجلها وقدم التضحيات على مدار سنوات طويلة ? كان يحلم بالعمق العربي كسند أساسي للقضية الفلسطينية ولأي قرار ي?ْتخذ من أجل مصلحة شعب ي?ْعاني من أطول احتلال في العالم ? حتى تضائل هذا الحلم حتى وصل أن ي?ْترك ياسر عرفات وحيدا?ٍ في مقر قيادته بدون كهرباء ولا هواتف ? ووصلت بهم الحقارة لقطع كلمته في القمة العربية التي ع?ْقدت في بيروت وكلنا شاهد على ذلك .
أرى أن المشهد بدأ يتكرر الآن ? فأبو مازن مصمم على الثوابت الوطنية ? ومصمم على وقف الإستيطان الذي لم ي?ْبقى من الأرض الفلسطينية ما يمكن إقامة دولتنا عليه ? القدس تتعرض للموت والهدم ? والجدار أكل ما تبقى من الأرض ? وأصبحت شعبنا عبارة عن قطعان من البشر يفصل بينهم المستوطنين الغاصبين ? وبالنهاية لا أفق سياسي مع هذه الحكومة الإسرائيلية اليمينية التي تتصرف من خلال دعم أمريكي علني ودعم عربي مبطن أصبح مكشوفا?ٍ للجميع جراء الصمت الواضح أمام ما يحدث يوميا?ٍ في فلسطين .
لقد بدأ الرئيس أبو مازن خطوات سوف ت?ْحرج إسرائيل ? وسوف ت?ْغضب الولايات المتحدة ? وسوف ت?ْحرج العرب الذين لا يستطيعون قول كلمة ( لا ) أمام إسرائيل ? وسوف نجد يوما?ٍ أبو مازن وحيدا?ٍ في الميدان ي?ْقاتل إسرائيل والولايات المتحدة وكذلك الأمة العربية التي سوف لا تعطيك أي دعم سياسي أو معنوي أو حتى إعلامي .
سوف يتركوك يا أبا مازن وحيدا?ٍ في الساحة ? هؤلاء العرب الذين يتاجرون بالقضية الفلسطينية أمام الإعلام فقط ? كلام معسول أثناء اللقاءات معك ? وكلام قاسي جدا?ٍ أثناء اللقاء مع الأمريكان ? فالقضية الفلسطينية أصبحت عبئا?ٍ عليهم ? فهي الحاجز بينهم وبين التطبيع مع إسرائيل ? ويريدون التخلص منها لأن مصالحهم مع إسرائيل المستقبل ? فهناك أبواب سوف ت?ْفتح للعرب ? وهناك مشاركات لإسرائيل في البطولات العربية والرياضات والمونديالات .
لقد آن وقت الحقيقة ? هذه الحقيقة الذي أدركها الجميع بعد أن تركوا ياسر عرفات وشعبنا وحيدا?ٍ في معركة الصمود ضد أضخم قوة عسكرية في المنطقة ? وهاهو المشهد أراه قريبا?ٍ ? فهناك رائحة التخاذل والخنوع تفوح في الأفق القريبة البعيدة ?? فحذارى يا أبا مازن من الوقوع في شعارات ومقولات الزعامات العربية التي تريد إسرائيل والولايات المتحدة على حساب فلسطين ومقدساتها وشعبها .
شهارة نت