شكـرا?ٍ لأميـر قطـر … فلسطين ت?ْباع في المزادات العلنيـة
أكد أمير قطر ورئيس ملفها لاستضافة كأس العالم 2022 الشيخ محمد بن حمد آل ثان ? أن استضافة بلاده للحدث الكروي الأكبر في العالم ستؤدى إلى تغيير بعض الصور النمطية عن الشرق الأوسط ? وحول إمكانية تأهل المنتخب الإسرائيلي للمشاركة في المونديال ( نحن نتبع سياسة عدم التمييز فيما يتعلق بالرياضة وبالتالي فإن الرياضيين الإسرائيليين سيكون بإمكانهم المشاركة دون مشكلة ) .
لم تفاجئنا تصريحات أمير قطر حول السماح لمنتخب إسرائيل المشاركة في مونديال 2022 الذي سيقام في قطر ? فها هو موقف قطر الحقيقي من إسرائيل ? دولة صديقة تتمتع بعلاقة حميمة معها ? في حين أن إسرائيل تقتل وتذبح الشعب العربي الفلسطيني وتهدم المقدسات وتطرد السكان تحت هذا التخاذل والتواطؤ .
لقد كانت قلوب الفلسطينيين متجهة نحو زيورخ ? متمنيه فوز قطر في مسابقة إستضافة المونديال ? هذا الفوز العربي الذي يشكل رافعة للأمة العربية لما له من أهمية معنوية واقتصادية تجعل دولة عربية شقيقة تحتل مكانة بين دول العالم ? إلا أن الصدمة كانت أكبر للشعب الذي انتظر أن يكون القرار القطري ليس سريعا?ٍ بهذه الطريقة ? فشعبنا ينتظر أن تكون هناك رده فعل طبيعية على جرائم إسرائيل ? وعلى إجراءات إسرائيل تجعلها أكثر عزلة في ظل استمرارها في قتلها لشعبنا ونهبها لأرضنا ? لا أن يكون الرد عبارة عن شكر وتقدير لإسرائيل .
لقد أثبتت قطر أنها دولة استثنائية في ك?ْل شيئ ? فقد شكلت في السابق إزعاج لشعبنا لتدخلها السلبي في الشأن الداخلي الفلسطيني ? ومحاولتها استخدام شعبنا وقضاياه كورقة لعب من أجل مصالحها ? كما أنها شكلت صدمة لطموحات شعبنا بوجود دولة عربية تتمتع بعلاقات مميزة مع إسرائيل في العلن دون خجل بل وأنها تتباهي في ذلك برغم أنها لا توقع اتفاقية سلام مع إسرائيل .
لقد انتظر شعبنا أن تكون هذه الدولة داعمة لحقوق شعبنا وتطلعاته نحو الحرية والإستقلال ? لا أن تكون عبارة عن وسيط ي?ْعطي إسرائيل هدية مجانية للتطبيع مع العرب خاصة أن مثل هذا الحدث سيشكل فرصة لإسرائيل بأن تقول في العلن أنها دخلت إلى قلب العرب والخليج بتصريح عربي خليجي في أول لحظة من هذه الصفقة التي كانت على حساب فلسطين ودمائها .
شكرا?ٍ لأمير قطر ? على هذه الهدية الرائعة لإسرائيل ? فقد كانت إسرائيل تنتظرها منذ زمن ? خاصة أنها تعيش الآن فترة عزلة سياسية ? وهناك إنزعاج عالمي ودولي منها نتيجة قيامها بضرب ك?ْل القرارات والإتفاقيات مع الشعب الفلسطيني بعرض الحائط ? ففي حين تقوم الدول العربية والأوربية مجتمعة بمعاقبة إسرائيل سياسيا?ٍ ? تقوم قطر بإرسال طوق النجاة لإسرائيل في ضربة حقيقية وكبيرة لشعبنا الفلسطيني الذي يموت ك?ْل يوم وتنتظر مقدساته النفس الأخير من سياسية الهدم اليومي في القدس والضفة الفلسطينية .
شكرا?ٍ لقطر الشقيقة ? فقد كان الثمن باهظا?ٍ لهذا المونديال ? كانت فلسطين هي الضحية كما هي دائما?ٍ ? فبالتأكيد عندما تتسابق الولايات المتحدة وقطر على مسابقة احتضان المونديال ? وتقرر الدول الأوروبية فوز قطر على الولايات المتحدة فإن ذلك يضع علامات الإستفهام والتعجب والحيرة ? فهاهي قطر تتحدى الولايات المتحدة وتفوز عليها في مسابقة نستطيع أن نقول بأنها مهمة للغاية لأي دولة كونها تشكل رافعة اقتصادية ومعنوية خاصة أن المونديال حدث تاريخي يشاهده ويحضره ملايين البشر .
إعلامي وكاتب فلسطيني
rm_sh76@hotmail.com