حديث المدينة ومنتخب الـ 6 مليارات ريال
نجحت الاستضافة ونجحت المراهنة ونجح الإيواء ونجح الأمان في بلد الأمن والإيمان وفشل منتخب الـ (6 مليارات ريال).
يتحدث شارع ثغر اليمن الباسم عدن من نساء ورجال ومسنين وأطفال حتى الأطفال الذين لم يبلغوا الح?ْلم عن إنفاق منتخبنا الأحمر في دورة (خليجي 20) وما صاحبها من سلبيات في تجهيز المنتخب بالشكل المطلوب للمنافسة لاسيما وقد رصد له (6 مليارات ريال) هي كافية لإعداد وتجهيز منتخب من المدرسة أو منتخب مبتدئ من الصفر.
عند ركوبك حافلة النقل ليس لهم حديث سوى عن المنتخب? عند مرورك بين مجاميع في الشارع لا يتحدثون إلا عن المنتخب عند ذهابك إلى العمل ليس لهم سيرة إلا على المنتخب عند ذهابك إلى المقاهي أو المنتديات يكون حديثهم عن المنتخب حتى النساء في ملتقياتهن يتحدثن عن خسارة منتخبنا.
وأنت عزيزي القارئ أعلم ما هو مغزى ما يدور بينهم عن جلا حديثهم.
احتشد أستاد الوحدة في محافظة أبين فوق طاقته الاستيعابية بـ (30) ألف متفرج من الجماهير أتوا من كل فج عميق? بينما الطاقة الاستيعابية تقريبـ?ٍا بـ (23 ألف متفرج) كلهم أتوا لمؤازرة ومساندة الحمر لتخطي عثرة البداية برباعية الأخضر السعودي .. جماهير الأحمر انتظرت وباركت صفارة حكم الساحة وانطلقت الصفارة لملاقاة شقيقه القطري في مباراة حاسمة تحدد مصير الأحمر.
وسط الأهازيج والهتافات المشجعة للاعبين ولرفع معنوياتهم تمكن منتخبنا من إحراز هدفه الأول والأخير في المنافسة فكانت فرحة الهدف لا توصف داخل الملعب وخارجه (أي المستثمرين على شاشات التلفاز) حينها كانت مدينة عدن وضواحيها شبه خالية من الحركة السكانية تشاهد المباراة عند إحرازنا للهدف الأول.. انطلق صوت موحد من كل منازل عدن صوت موحد كوحدة منتخبنا الذي أعطى دلالة بوحدة الشعب من جذوره? صوت هز جبل?ِي شمسان وصيرة بفرحة الهدف الذي أحرزه الورافي ولولا أخطاؤنا الدفاعية ومرور هدفين لكنا أعدنا الآمال وعلى مقولة مثلنا العدني (يا فرحة ما تمت).. الهزيمة الأولى من السعودية والثانية من قطر والثالثة من الكويت.
وبعد الخروج المبكر لمنتخبنا قلبت الأوراق وكثرت التساؤلات (6 مليارات) التي اعتمدها لاتحاد الكرة والقائمون على إعداد وتجهيز المنتخب? فهذه التساؤلات جاءت عندما شاهد الجمهور لعب المنتخب وافتقاره للياقة البدنية وضعف البنية الجسمانية وعدم امتلاكهم للكرة في بعض الأوقات رغم سيطرتهم عليها في بدء الشوط الأول في كل المباريات التي لعبها وكذا ظهور علامات الإرهاق التي تظهر على وجوه اللاعبين عند الدقيقة الـ 30 من زمن الشوط الأول تحولهم جميعـ?ٍا إلى مدافعين وغياب الهداف وضعف الوسط والاعتماد الأكثر على الجناح ما أثار الشك في نفوس الجماهير بعدم انضباط الشباب بخطة وتوجيهات الجهاز الفني.. لاسيما وأن المدرب الكرواتي يوري ستريكشو هو من أفضل المدربين عالميـ?ٍا ولكن تدخل اتحاد الكرة في شؤون اختصاصات المدرب هو الذي جعل هناك فجوات واختلالات في التوازن.. خسر المنتخب والمنافسة في خليجي 20 ورحل أولا?ٍ وأحبطت الأحلام وتدمرت ورسمت خيبة الأمل على الجمهور.