تصاعد خطر نشوب حرب طائفية في اليمن
تصاعدت حدة التوتر بين السنة والشيعة في محافظات اليمن الشمالية? صعدة والجوف وعمران? بعد تفجير تنظيم القاعدة لسيارتين ملغومتين في عملية استهدفت أتباع الحوثي الشيعة? وفقا?ٍ لتقارير وسائل الإعلام والمحللين المحليين.
وقد وقع الهجوم الأول يوم 24 نوفمبر ضد قافلة من أتباع الحوثي في محافظة الجوف وهي في طريقها للاحتفال بيوم الغدير (مناسبة شيعية) مما أسفر عن مقتل 23 شخصا?ٍ وإصابة العشرات? بينما أدى الانفجار الثاني? الذي وقع بعد ذلك بيومين? إلى مقتل شخصين وجرح 14 آخرين.
وأخبر عبد الحميد عامر? وهو زعيم قبلي من محافظة الجوف? شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن القتلى في كلا الحادثين من أنصار أو مقاتلي الحوثي الشيعة (الزيدية) الذين يلتزمون بهدنة هشة مع الحكومة منذ شهر فبراير. وقد أعلن تنظيم القاعدة في اليمن? الذي يتشكل من أفراد الطائفة السنية? مسؤوليته عن الهجومين الانتحاريين.
وفي بيان صادر بتاريخ 25 نوفمبر نشرته المواقع الجهادية يوم 28 نوفمبر? وصف تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية المتمردين الحوثيين بأنهم “أهداف مشروعة”? وقال أنه يجري الإعداد لهجمات جديدة ضدهم? وفقا?ٍ لمجموعة الاستخبارات “سايت” التي تراقب مثل هذه المواقع. وقد تعهد البيان الصادر بعنوان “عمليات الدفاع عن أهل السنة”? بإخلاء صعدة والمناطق المجاورة من المتمردين الحوثيين الشيعة? الذين “يقتلون السنة ويدمرون منازلهم ويشردون أسرهم”.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الشديد العداء للشيعة? مسؤوليته عن هجمات ضد الحوثيين? الذين يشنون حركات تمرد متقطعة ضد الحكومة اليمنية منذ عام 2004.
ويعد الشيعة أغلبية في شمال اليمن ولكنهم أقلية في البلد ككل? ولكن المتطرفين السنيين يزدرونهم ويعتبرونهم زنادقة.
نقاط التفتيش
وقد أقام أنصار الحوثي نقاط تفتيش على الطرق التي تربط المحافظات الثلاثة واعتقلوا أشخاصا?ٍ يشتبه في صلتهم بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وقد ذكر الموقع الأخبار المحلي المستقل التغيير نت أن أتباع الحوثي ألقوا القبض على عدد من علماء السنة في قرية آل الحماطي? بمديرية مجز في محافظة صعدة? انتقاما?ٍ للهجمات الانتحارية. ويعرف سكان هذه القرية بتبعيتهم للمذهب السلفي? وهو العقيدة المتزمتة في الطائفة السنية.
وأضاف الموقع أن أحد الرهائن كان يحمل بطاقة انتساب لجامعة الإيمان السنية? ومقرها العاصمة صنعاء? وأن الحوثيين يشتبهون في تورطه في الهجوم الانتحاري الثاني بسيارة ملغومة.
في واحدة من أكثر من سبع نقاط تفتيش أقامها الحوثيون في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران? وقعت اشتباكات بين مقاتلي الحوثي وأتباع رجل الدين السني مجد الدين المؤيدي أسفرت عن مقتل ستة من السنيين? وفقا?ٍ للشيخ حامد المراني? وهو زعيم قبلي من منطقة حرف سفيان الذي أضاف في حديث لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): “كان من بين القتلى إمرأة مريضة? كان أتباع المؤيدي المسلحون ينقلونها لتلقي العلاج في أحد مستشفيات مدينة عمران”.
حرب طائفية
ويحذر المراقبون المحليون من أن منطقة شمال اليمن? التي كانت مسرحا?ٍ للقتال بين الحكومة والمسلحين الحوثيين منذ عام 2004? قد تتحول إلى مسرح لمعارك طائفية بين السنة والشيعة.
وقال عبد السلام محمد? رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية? وهو مركز محلي مستقل? أن العمليات الانتحارية التي استهدفت الحوثيين “تحمل بصمات تنظيم القاعدة وتتشابه مع مثيلاتها التي نفذتها القاعدة ضد فرق الموت الشيعية في العراق” مضيفا?ٍ أنه من المرجح أن تشهد صعدة والمناطق المجاورة حربا?ٍ طائفية.
وفي بيان صدر يوم 28 نوفمبر? اتهم المتمردون الحوثيون الشيعة الولايات المتحدة والمخابرات الإسرائيلية بتدبير الهجومين الانتحاريين? ولكن محمد يرى أن مثل هذه الاتهامات “مجرد محاولة من قبل الحوثيين للحفاظ على التعاطف الشعبي والقبلي الذي كسبوه خلال معاركهم مع النظام اليمني”.
وتوجد كميات كبيرة من الأسلحة في المحافظات الشمالية الثلاث نتيجة القتال المتقطع منذ عام 2004. “هذه الحقيقة بمثابة دافع خطير على الحرب الطائفية المعقدة بين الشيعة بقيادة الحوثي والسنة?” كما قال محمد عبد الحميد? الشيخ القبلي من محافظة إب الوسطى? لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) مضيفا?ٍ أن السلطات المحلية غير الفعالة في هذه المناطق هي أيضا?ٍ “عامل مساعد على توسع محتمل للعنف الطائفي”.