(أحمد الجبلي.. الخطيئة التي لن تتكرر )
إعتادت الأمم والشعوب عبر التاريخ الإنساني على خوض غمار التجارب وصولا?ٍ إلى الحق والفضيلة حتى أن الرسالات السماوية والأديان وكنوع من الإرادة الإلهية المهيئة للأسباب نزلت على البشر تدريجيا?ٍ مثلها مثل التجارب الإنسانية المتراكمة وعليه فأنه ليس عيبا?ٍ أبدا?ٍ أن يخطئ الإنسان في أتباع منهج ما أو فكرة أو حتى أتباعه لخيار ما في ظرف محدد.. بل من العيب الحقيقي استمرار الإنسان على خطيئته أو الإصرار على ما لا يحمد عقباه من قبل الشعوب.
أن التجربة الإنسانية التي خاضها اليمنيون عموما?ٍ وخاضتها محافظة الحديدة على وجه الخصوص والمتمثلة في (انتخاب المحافظ ) والتي كانت فكرة رغم عظمتها وكبر أهدافها إلا أنها ولدت ميتة وذلك للطريقة التي اتجهت نحوها قيادة المؤتمر في اختيار شخوص المحافظين وفرضهم على جمهور الناخبين في المحافظات لدرجة أن قرار اللجنة العامة الذي أعلن في التلفزيون والصحيفة الرسمية وكان بمثابة قرار جمهوري بالتعيين قبيل إجراءات (الانتخاب) المزمع أقامتها كل ذلك كان يمكن أن يكون جيدا?ٍ وناجحا?ٍ لولا أن الاتجاه العام للاختيار أتجه نحو فرض شخصيات (حدث ولا حرج ) أما (الجبلي )والذي تشابه وصوله إلى الحديدة كثيرا?ٍ من وصول (جلبي) العراق إلى بغداد من حيث القوة الخلفية التي تقف وراءه والدبابة الحكومية التي جاء عليها والرفض الشعبي والجماهيري له حيث مورست كل وسائل الترهيب والتهديد لفرضه على أبناء المحافظة المطيعة والتي خدع معظمهم بأنه سوف يكون الأقرب لهم والأسهل في التعامل وفهم مشاكلهم والتعاطف معهم كونه كما يقال من أبناء المحافظة كما تحدث البعض لم تعد الصدمة في الطريقة التي أتى بها وأسيئ بها إلى رجل من أشرف رجال المحافظة وأتقاهم وأصفاهم أخلاقا?ٍ والذي كانت جماهير الحديدة تهتف باسمه كمحافظ لها لولا مشيئة صنعاء
لقد جاء أحمد الجبلي ليثبت للجميع أن أبناء المحافظات وبالذات الحديدة عاجزين وغير قادرين على إدارة شي حتى أنفسهم وهذا في اعتقادي وظيفته الأساسية التي جيء به من أجلها فقد تحول إلى غول فساد في المحافظة عبر تجميد الإدارات القانونية المحيطة به ضمن الهيكلية كوكلائه ونائبة وغيرهم ليطلق العنان للصبية في مكتبه ليعيثوا في الأرض فسادا?ٍ أبتدءا?ٍ من فرض الإتاوات على مكاتب الدولة التنفيذية في المحافظة وانتهاء بالتهديدات بالإقصاء والأبعاد من الوظيفة والاتجار في مشاريع المياه والمقاولات عبر الأصهار والأنساب.. والختام أخذ أراضي شاسعة تصل إلى الآف المعادات خارج المدينة وآلاف الأمتار داخلها تحت مسمى (طارق الجبلي وإخوانه )وليس هذا كل المفاجأة فبإمكان أي بشر فقط العودة إلى تاريخ أحمد الجبلي المشرق أثناء إدارته لوزارة الزراعة ليتمكن من معرفة تفاصيله والوقوف على طريقة تعامله مع صندوق التشجيع الزراعي وموارده وتحويلها لمنافع شخصية لصالح أشخاص بهدف الحفاظ على بقاءه وزيرا?ٍ وهنا يأتي وجه الغرابة فكيف بمن يمتلك هذا التاريخ الناصع أن يفرض على محافظة أقل ما يطلق عليها أنها الوفية والمطيعة فهل هو جزاء الطاعة والوفاء ?
في ختام الأمر اطلب من الله التوبة والعفو وأتوجه إلى أبناء محافظة الحديدة جميعهم راجيا?ٍ السماح كوني أحد المشاركين بطريقة أو أخرى في ارتكاب هذه الخطيئة في حقهم وحق المحافظة التي أصبحت أطلالا وأتعهد لهم أنه إذا أمد الله في العمر فسوف نكون جنودا?ٍ مخلصين للتخلص من هذا الذنب عندما تتأتى الفرصة لذلك سائلين من الله العلي القدير أن يوفقنا جميعا?ٍ إلى ما فيه خير الوطن وأمنه واستقراره وتقدمه وضرب مفسديه .