أين علماء اليمن مما يجري ?!!
يعد الشيخ العلامة / أحمد بن حسن المعلم رئيس مجلس علماء أهل السنة بحضرموت ورئيس منتدى المعلم الثقافي الاجتماعي بالمكلا والأستاذ في جامعة الإيمان فرع حضرموت من كبار العلماء في اليمن اليوم ومن أهم القيادات العلمية للسلفية المعتدلة الممثلة باليمن بجمعية الحكمة اليمانية الخيرية التي يرأسها الشيخ المعلم والذي عين مؤخرا كعضو في لجنة المرجعية الدينية للقضايا الوطنية كممثل عن المؤتمر الشعبي الحاكم باليمن لكن الشيخ رفض عضويته كممثل للمؤتمر أو أي حزب من الأحزاب وأشترط أن يشارك كعضو مستقل من أجل اليمن ومصلحته العليا? مؤكدا أن أزمات اليمن أصبحت في الوقت الراهن كبيرة ومعقدة ولن تحل إلا بالحوار الجاد والصادق بين كل من له صوت مسموع أو كلمة نافذة ولعل هذا ما يتفق عليه الجميع والعلماء في طليعة من يعنيهم ذلك? وبعد عاصفة النقد والمعارضة التي وجهت للجنة واتهامها بأنها عطلت الحوار الوطني أضطر الشيخ المعلم إلى إصدار بيان وضح فيه أسباب وحيثيات موقفه متسائلا?ٍ باستغراب :كيف يليق بمن دعي من العلماء إلى مثل هذه اللجنة أن يعتذر عن المشاركة مؤكدا?ٍ على أن هذا لا يجوز في نظره بغض النظر عمن دعا إلى ذلك? وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن حلف الفضول الذي حضره في الجاهلية مع أعمامه: «لو دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت» والعبرة بالمواقف والنتائج وليس بالأشكال والمظاهر أو يكون الشخص أتى مع هذا الفريق أو ذاك? مع تأكيدي مرة أخرى رفضي للحزبية جميعها وأني لست الآن ولن أكون عضوا?ٍ في أي حزب?ُ كان لا المؤتمر ولا غيره .
ولعل حديث الشيخ المعلم في خطبة عيد الأضحى المبارك بمصلى العيد بملعب الفقيد بارادم بمدينة المكلا قبل أيام والذي انتقد فيها بشدة ممارسات السلطات اليمنية في مناصحة جرئية يعد مؤشرا على تطور وعي النخبة العلمية وإحساسها بالأخطار والتحديات التي تواجه البلد .
فقد أكد الشيخ المعلم على ضرورة بدء الرئيس والقائد والمعلم والمصلح بنفسه حينما يحمل مشروع الإصلاح سواء?ٍ?ٍ في تثبيت قيم الخير أو إزالة مظاهر الشر والفساد وكيف بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بأهله وأسرته فأسقط رباهم وأبطل دمهم وذلك هو ضمان قناعة الأتباع وامتثالهم للأمر ولذلك قال شعيب عليه السلام ( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب) .
وفي تلك إشارة واضحة إلى السلطات اليمنية التي تعلن كل فترة تبنيها لمشروع اجتثاث الفساد فيفاجأ اليمنيون بتمكن الفساد واستفحاله الأمر الذي يحول مكافحة الفساد إلى لعبة سياسية هزلية.
وقد وضع الشيخ يده على بيت الداء حين أكد على أن هيبة الدولة اليمنية التي أكلها الفاسدون مع ما أكلوا من ثروات هذا البلد تحتاج لاستعادتها إلى تغيير سياسات وإصلاح أجهزة وتعديل قوانين وتضحية برؤوس الفساد في أي موقع?ُ كانوا بما يوجبه العدل وتقتضيه المصلحة العليا للوطن والمواطن ? ولن تتوفر تلك الهيبة بالحملات العشوائية والقبض على كل أحد وإطالة السجن على من لم تثبت إدانته فإن ذلك مخالف للشريعة والدستور ومولد?َ للبغضاء والتفريق بين الحاكم والمحكوم ولا تزداد الشعوب بذلك إلا عنادا?ٍ ومواجهة وهذا أمر مجرب وظاهر .
وانتقد الشيخ احمد المعلم نهب المال العام في اليمن مؤكدا حرمة الأموال وهي حرمة شاملة للمال العام والخاص ? مركزا?ٍ في هذا المعلم على الظاهرة الغريبة التي أقلقت المجتمع وروعت الآمنين وتسببت في شل?? حركة المسافرين والبضائع مؤخرا وهي ظاهرة التقط??ْع التي برزت أخيرا?ٍ على طريق عدن المكلا وتمادت وتطاولت حتى انتقلت إلى طريق المكلا المهرة والتي ت?ْع?ِد??ْ من أبشع الجرائم وأقبح الصور الوحشية والفساد والتي يرى الكاتب أنها نتيجة لتغاضي السلطات وتواطؤها مع المجرمين واقتسامها معهم السلب والنهب من الموطن اليمني المغلوب على أمره كما يشارك الكاتب الشيخ المعلم في استغرابه من هذه الظاهرة فمع تلك البشاعة والقبح ومع قناعة الجميع بالنتائج الكارثية المترتبة عليها لا تزال قائمة لم يتوصل فيها إلى حل فأموال الناس وسياراتهم لا تزال في أيدي المجرمين وهم لا يزالون ط?ْلقاء يعيثون في الأرض فسادا?ٍ ولولا أمنهم من العقوبة لما تجرءوا على فعل ما فعلوه ولكنها الهيبة المفقودة والمبادرة الغائبة والضعف الظاهر في الأجهزة الأمنية والقضائية وغياب دور المجتمع كل ذلك كان عاملا?ٍ في الوصول إلى هذه الحال مع الخشية بأن يستفحل الأمر أكثر وأكثر ? موضحا?ٍ بأن المواطنين الشرفاء جميعا?ٍ يطالبون بحل?ُ سريع?ُ وحازم يتمثل في القبض على المجرمين ومحاكمتهم المحاكمة العادلة وإقامة حد الحرابة عليهم وإرجاع ما بأيديهم من أموال لأصحابها وتعويض المعتدى عليهم عن كل ما لحقهم من أضرار?ُ مادية?ُ ومعنوية?ُ وتأمين الطرق في جميع أنحاء الجمهورية لينعم المواطن بالأمن والأمان الذي لا حياة كريمة بدونه ولا علم ولا صحة ولا تنمية في حال فقده .
وقد تطرق الشيخ المعلم في خطبته الجريئة إلى جانب اقت