خليجي 20 .. وماذا بعد!!
من المؤكد بأن المتابع لمجريات العمل والاستعدادات التي جرت لاستضافة خليجي 20 سيلاحظ ذلك الاهتمام الغير عادي من قبل القائمين في الحكومة اليمنية على استضافة هذه ألتظاهره الكروية الهامة وذلك رغم الصعوبات والعراقيل التي واجهتها اليمن والتي كانت تشير حتى الساعات الأخيرة من يوم الانطلاق إلى استحالة استضافة اليمن لمثل هذه الفعالية الرياضية خصوصا?ٍ في ظل التغطية الإعلامية لبعض البلدان الخليجية التي وضعت اليمن أمام الشعوب العربية في صورة غير طبيعية يستحيل أمامها تنظيم مثل هذا الحدث.
لقد وضع الإعلام الخليجي اليمن كمنطقة حروب وكوارث مما دفع الكثير من المنتخبات إلى التردد عن المشاركة في المنديال خوفا?ٍ على سلامة لاعبيهم الذين وصفهم احد قادة الكرة الكويتية بالفدائيين.
ومع أن الأمر بالنسبة لي كان مضحكا?ٍ جدا?ٍ من حجم التهويل الذي اصطنعه الإعلام الخليجي مما يجري في عدن إلا أن ما يحيرني هو ذلك الإصرار اليمني على استضافة البطولة الخليجية بأي ثمن وكأن هذه البطولة ستعمل على حل مشاكل اليمن السياسية والاقتصادية.
إن ما يجري في اليمن وإن كان لا يرتقى إلى الحجم المخيف الذي صورته وسائل الإعلام الخليجية إلا انه يستدعي وقفة جادة من قبل الحكومة اليمنية ليس لوضع الجنوب أو الشمال في الداخل وحسب وإنما لصورة اليمن في الخارج من خلال وضع الحقائق على الطاولة والاعتراف بالقضية الجنوبية خصوصا?ٍ كمعضلة أمنية وسياسية أوجدتها قوى الفساد في الداخل عبر السلب والنهب لأراضي المواطنين والبسط على حقوقهم ناهيك عن قوى المعارضة في الخارج التي وجدت بيئة خصبه لإثارة الفوضى والبغيضة بين أبناء الوطن الواحد. فكما لقوى الحراك من سلبيات في ابتعادها عن المطالب الشرعية والتمسك بخيار الوحدة فللسلطة سلبياتها التي لا تعد ولا تحصى في تغييبها للعدالة وانشغالها عن تحقيق الأمن والتنمية المستدامة التي كان ينبغي التركيز عليها بدلا?ٍ عن المشاكل وخوض الصراعات والحروب في الشمال والجنوب.
ولا يمكن لبطولة خليجي 20 التي ستنقضي خلال أيام العمل على حل قضايا الوطن أو إنهاء مشاكل المواطنين والاختلالات الأمنية ما لم تكن هناك خطوات جادة يلمسها الجميع عبر تصحيح مسار القضاء وتقديم الفاسدين للعدالة وحل قضايا المواطنين بصورة عاجلة.
نتمنى من الله أن يدخل السكينة والطمانينه على الوفود المشاركة في خليجي 20 وان يهدي قاده البلاد والعباد لما فيه مصلحة الوطن اولا?ٍ
المصدر: ايلاف