اغتيال الطفلة إيه العمري جريمة بحق الإنسانية
أيه قائد العمري طفله في ربيعها الثالث عشر تدرس في الصف السادس اغتيلت وهي في منزلها في مديرية جبن بمحافظة الضالع بصورة بشعة وجريمة شنعاء اثر انفجار ساعة أرسلت لوالدها على شكل هدية من جهة مجهولة وهي ملغمة بعبوة ناسفة? لم تكن على علم تلك الطفلة البريئة أن الهدية التي أرسلت إلى أبيها مع سائق بيجو الأجرة تحمل عبوة ناسفة? لم تكن تعلم أن منزلها الذي يعد مكان أمان لها ولأخوتها وأسرتها قد بات في ذلك اليوم موقع مستهدف من قبل أعداء الإنسانية أعداء الطفولة أعداء الدين أعداء الأمن والأمان? أولئك الذين يتغنون على نشيد الجريمة? ويزرعون أحقادهم بألغام للفتك بأرواح الأبرياء .
الطفلة أيه التي ظنت بهدية العيد فرحتها? فتحتها قلبتها وكلها أمل بها لعلها تجد ثوب?ٍ للعيد أو حذا أو ساعة يد? فتحتها فإذا بها ساعة ولكن ساعة حائط ? فقررت أن تشغلها وتضعها على حائط منزلها حتى تزينه بقدوم العيد? إلا أن تلك الهدية كانت سبب فرقتها عن أحبتها وخلانها? كانت سبب أحزان أمها وأبيها وأخوتها? لأنها ببراءتها لم تكن تفكر يوما إن تجد هناك هدية بهذا الشكل? فهي لم تعرف عن الهدايا ألا بمفهومها الإنساني ألقيمي الأخلاقي الذي تنظر إليه ببراءة طفولتها? وقيم وأخلاق أسرتها ومجتمعها ودينها? لم تدرك يوما أن الساعة التي تنظر أليها يوميا وكل وقت تستيقظ بها صباحا للذهاب إلى المدرسة? وتنام بتوقيتها مساء?ٍ? تأكل وجباتها بموعد الساعة التي تحملها على يدها وتراها على الحائط ? لم تكن تعلم إنها قد صارت في ذلك اليوم تحمل لها موعدا مع القدر? موعدا لمغادرة حياة الطفولة البريئة? موعدا للانتقال إلى جوار ربها? موعدا لفاجعة محزنة لأهلها وذويها وزملائها? لم تكن تفكر يوما إن يأتي من يتجرد ويتخلى من دينه وإنسانيته وضميره وأخلاقه ويفكر هذا التفكير ألدني الحقير? وان يجعل من الساعة عبوة ناسفة ليفتك بها أرواح أبرياء? يأخذ الأمان بإعطائه هدية عيد? يأخذ أرواح صغارنا من بين أحضان أبائهم وأمهاتهم? يخطف فرحتهم من داخل بيوتهم? يبعثر أجسادهم الصغيرة? يمزقها بوحشية لم نرى مثلها قط .
قائد محمد العمري والد الطفلة أستاذ تربوي ومعلم أجيال مدير مدرسة بالرغم من كبر سنه وخبرته في الحياة إلا انه لم يكن يفكر يوما أن تأتيه هدية من أي جهة كانت? خاصة في مناسبة دينية عظيمة بحلول عيد الأضحى المبارك? وتحمل موعدا مع قدر واجل يباغت ابنته الصغيرة قبل يومين من عيد الأضحى ويحرمها ويحرمه من فرحة العيد? ولم يكن يفكر يوما إن الهدايا تحولت إلى عبوات ناسفة لسفك دماء الأبرياء في عمق الريف اليمني? لم يخطر على باله يوما أن يجد على ارض المسلمين بل على ارض المعمورة بكل أطيافهم وأديانهم ومذاهبهم وأجناسهم واختلافاتهم إن يكن هناك من يتجرد من مشاعر الإنسانية? ومن روح الأبوة? ومن الضمير والإحساس? لم يخطر على باله أن الإرهاب والعبوات الناسفة قد وصلت إلى داخل منازل الأبرياء الساكنين في بيوتهم بأمان الله.
واليوم وبعد مضي أسبوع على رحيل أيه البراءة أيه الطفولة? أسبوع على هدر دماءها الطاهرة الزكية? وبعد أن مضى عيد الأضحى المبارك التي حرمت من الفرحة بقدومه? بعد أن أجبرت على التنازل عن ملابس العيد واستبدالهن بكفن الموت? وبعد إن حرمت من الفرحة بالعيد وسط أهلها وزملائها? وبعد أن حرم أهلها وذويها من مشاهدة ابنتهم أيه وهي تتزين بفرح العيد وبابتسامة البراءة? وبأمل الحياة? انقل رسالتي إلى كل أب وإلى كل أم? إلى كل أخ وإلى كل أخت? إلى كل مواطن? إلى كل إنسان? إلى كل من ضميره صاحي? إلى كل من يشعر بروح الإنسانية? إلى كل من يؤمن بدينه? إلى كل مسلم? آن لا تفوتوا دماء الطفلة أيه تذهب هدرا? لا تسكتوا عن هذه الأفعال الشيطانية الخبيثة? وليقف الجميع صفا واحدا من اجل صدها وردعها? وكشف المجرم الذي فعل تلك الفعلة الشنعاء وتنفيذ عليه شرع الله ليكون عبرة لمن تسول له نفسه المساس بحياة الناس الأبرياء? واختراق امن وحرمة منازلهم? ونسال الله أن ينتقم ممن قتل الطفلة أيه? وممن ساعده وممن أخفى عليه? ونسال الله أن يسكن الطفلة البريئة في جنات الفردوس وان يجعلها مع الصالحين وان يلبسها سندس ويبشرها بروح وريحان وجنة النعيم? والهم أهلها وذويها الصبر والسلوان وانأ لله وانأ إليه راجعون .