الطرود.. الرسالة الأخيرة للرئيس صالح
هل ما زال الرئيس صالح هو الشخص الوحيد القادر على التحكم بأوراق اللعبة في اليمن وتحريك خيوط كل الأطراف السياسية والقبلية وحتى الجماعات الأصولية المتطرفة.
وهل ما زال الجوار الأقليمي ينظر الى صالح كحليف إستراتيجي قادر على حفظ الأمن في بلد يهيج غضبا?ٍ ويتقد غيضا?ٍ جراء ما وصل الية من فقر مدقع وما ينتظرة من مستقبل مجهول .. هل ما زال صالح هو ذاك الرجل المناور والمهادن قادر على طمأنة المجتمع الدولي من تخوفات القاعدة وإنفجار وشيك للأحداث المتسارعة والدائرة على صفيح اليمن الساخن.
أم أن صالح لم يعد محل ثقة لدى المجتمع الدولي تماما?ٍ كما هي حكومتة التي يتواصل فشلها في كسب ود المانحين الرافضين حتى اللحظة تسليمها المبالغ المالية المخصصة لليمن التي لم تجد الوعاء الحكومي والإستثماري المناسب سوى جيوب المسئولين فكيف لحكومة هكذه تؤتمن على شعب.
إنها أسئلة قد تحير الكثير من المحللين الذين يقرأون مسيرة الأحداث اليومية في بلد يوصف بالحدث ويعج بالأحداث ويتنوع بأخبار خلافات السياسيين وتفجيرات القاعدة ومظاهرات الحراك وتهديدات الحوثي ومؤتمرات القبائل وأنات جوع قادم يكتسح السواد الأعظم من جماهير الشعب الأبية.
إنها ساحة لا يكل فيها المفسدون من نهش عظام المواطنين ونهب مقدرات الوطن ولا يمل فيها المواطن من الأنين دون أن يحرك ساكنا?ٍ.
أجمع الجميع على فشل هذه السلطة التي تكشفت أقنعتها الزائفة وتمزقت شعاراتها المصطنعة وتحولت بؤر الصراع التي غذتها الى وبال عليها فلم تستطع إيقاف إتساعها ولا التحكم بنشاطها لتفقد الكثير من أوراق اللعبة حتى طالت أيدي الخارج لتصول وتجول بحثا?ٍ عن حلفاء في بلد لا تنقطع فيه العمالة ولا تنتهي فيه الخيانة وبقدر أعداد المتسولين والشحاتين هناك مرتزقة ومقاولين سياسيين.
في بلد تتنوع فيه الصراعات قدر تنوعة الجغرافي وتتعمق فيه الخلافات قدر عمقه التاريخي.. لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص ذاك شعار المرحلة التي غ?ْيب فيها الحوار لتحضر الآلة العسكرية في شتاء ساخن لم يشهد له اليمن مثيل فأنقلبت طاولة الحوار رأسا?ٍ على عقب وعادت الشتائم من جديد وحضرت الأحذية وغاب الوطن.
م?ْستقبل مجهول وحاضر مقتول عنوانه إستئثار بالسلطة وتوريث وطن كتركة تؤول شرعا?ٍ للأبناء ووسط ذلك الزحام يعبر المجتمع الدولي عن غضبة من سياسات النظام ولأول مرة يتلقى الضربات الموجعة عبر قضية الطرود التي أربكت النظام وأصابتة بحالة من الذهول حيث لم يكن يتوقع من الخارج إلا أن يظل داعما?ٍ إستراتيجيا?ٍ له وهذا ما يجعلة يقحم البلاد في أزمات تلو والأخرى ولا يأبه بأطراف العملية السياسية ولا يلقي بالا?ٍ لكل المطالبات والحركات الحقوقية ولا يتوقع لها إلا النكسة والهزيمة والخسران ولكن يبدو أن مسألة الطرود ستجعلة يعيد حساباتة وإن كان عنادة وعنترياتة دفعتة الى قلب الطاولة على الجميع وإغلاق باب الحوار الذي لم يأتي متفقا?ٍ مع شهيتة .
إرتباك
أثبتت حادثة الطرود مؤخرا?ٍ مدى حجم الخلافات والتباينات مع دول الجوار وما الإرباك الكبير الذي وقعت فيه السلطة ككل إلا دليل على أنها لم تستطع حتى اللحظة تجفيف تعرقها وإيقاف تخوفاتها من أي لعبة أخرى مشابهه لعملية الطرود ستبدو السلطة غير قادرة على التعامل معها وعاجزة عن التنبؤ بالقادم فما كان عليها إلا الإرتباك حيث تلقت صفعة قوية من السعودية لحقتها إجراءات دولية إستثنائية تجاه اليمن حذرت وسائل إعلام سعودية من عواقبها على الإقتصاد اليمني ورمي سمعة اليمن في الحظيظ ووصمها بالبلد الإرهابي ووطن تنظيم القاعدة في نفس الدرجة مع أفغانستان وبينما كان العالم يتجة نحو إزعاجات اليمن كان اليمن نفسه غارقا?ٍ في التحليل وتائها?ٍ بين علامات الإستفهام حول الحادثة لينفي بداية الأمر أن تكون اليمن هي المصدرة للطرود ثم يتحول الموقف في لحظات مما يضطر رئيس الجمهورية الى الظهور على غير العادة ليتفادي قليلا?ٍ من شطحات وسائل الإعلام ويهدأ من الغضب الأمريكي ويعاتب الجيران على عدم التنبة للإتفاقيات الأمنية الموقعة بين الجانبين.
لماذا الطرود ?
طبعا?ٍ .. الحقيقة أن جميع الطرود على إعتبار صحة إرسالها من اليمن لم تنفجر حيث تحولت في ساعات الى مجرد إنفجارات إعلامية قادها الرئيس الأمريكي أوباما ورغم حساسية الوقت في أمريكا التي كانت تشهد إنتخابات الكونجرس والذي يقول البعض من خبراء السياسية الأمريكية أن إستدعاء أي قضية قومية لتفجيرها في وجة الجميع قد يكون أمرا?ٍ محتملا?ٍ من أجل تغيير نتائج الإنتخابات لحساب صقور الإدارة الجديدة وهذا أمرا?ٍ محتملا?ٍ..
أما ما يثير الإستغراب فعلا?ٍ فهو التضخيم الإعلام المهول والتحركات الدبلوماسية النشطة التي أعقبت الإعلان عن الطرود والتي شبهها البعض بنفس الأجواء التي رافقت أحداث الحادي عشر من ستمبر
2001م ولم يخفي الكثير من المحللين تخوفاتهم من تحرك أمريكي متسرع تجاه اليمن وإعلان حالة التأهب القصوى في كل المطارات وإتخاذ إجراءات أمنية مشددة كان مؤشرا?ٍ خطيرا?ٍ على