نص الخطاب:الرئيس صالح يأسف من الحظر المفروض على اليمن ويؤكد:”الإرهاب ليس صناعة يمنية”
جدد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح دعوته أحزاب المعارضة لإنجاح الحوار الوطني للخروج مما أسماه بالمأزق السياسي الذي يمر به اليمن وذلك في إطار الالتزام بالدستور والثوابت الوطنية والحفاظ على المؤسسات الدستورية.
واكد صالح في خطابه بمناسبة عيد الأضحى مضي الحكومة اليمنية في عملية استكمال كافة التحضيرات الخاصة بالانتخابات النيابية المقبلة لتتم في موعدها المحدد ب 27 ابريل القادم.
وأشار إلى أن بلاده تخوضا?ٍ حرب شعواء مع عناصر الإرهاب وأنه قدم وما يزال يقدم الكثير من التضحيات في تلك الحرب مشيرا إلى “أن أجهزة الأمن تمكنت من دك أوكار الإرهاب وتعقب وضبط العديد من العناصر الإرهابية لتقديمها للعدالة”. معبرا?ٍ في هذا السياق عن أسفه للقرارات التي إتخذتها بعض الدول بفرضها الحظر على الشحن الجوي القادم اليها من اليمن? داعيا تلك الدول الى اعادة النظر في تلك القرارات الجائرة.
وأضاف أن “الارهاب لم ولن يكن في أي يوم من الأيام صناعة يمنية بل أن اليمن كان ضحية للارهاب الذي يمثل آفة دولية تهدد أمن وسلامة الجميع”? داعيا الى تتضافر جهود الجميع في العالم لمواجهة هذه الآفة وتجفيف منابعها في كل مكان على الأرض دون استثناء وبكل الوسائل والسبل.
واعتبر الرئيس صالح أن استضافة اليمن لبطولة خليجي (20) فرصة لتعزيز الأواصر الأخوية الحميمة التي تربط الشعب اليمني مع أشقائه في دول مجلس التعاون الخليجي والعراق مؤكدا أن المشاركين في تلك البطولة “سيكونوا ضيوفا أعزاء في وطنهم وبين أهلهم يحظون بكل الرعاية والاحتفاء وينعمون بالأمن والأمان وبما يليق بهم ومكانتهم في قلوب أشقائهم في اليمن ويعكس الروح الحضارية الأصيلة لأبناء شعبنا اليمني الكريم المضياف
وفيما يلي نص الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم كتابه: (و?ِأ?ِذ??ن ف?ي الن?ِ?اس? ب?ال?ح?ِج?? ي?ِأ?ت?ْوك?ِ ر?ج?ِالا?ٍ و?ِع?ِل?ِى ك?ْل?? ض?ِام?ر?ُ ي?ِأ?ت?ين?ِ م?ن ك?ْل?? ف?ِج?ُ? ع?ِم?يق?ُ) والصلاة والسلام على أكرم الخلق أجمعين وخاتم الأنبياء والمرسلين..
الإخوة المؤمنون..
الأخوات المؤمنات..
إنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن أتوجه إليكم داخل الوطن وخارجه وإلى كل أبناء أمتنا العربية والإسلامية بأصدق التهاني وأجمل التبريكات بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك أعاده الله على شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية بالي?ْمن والخير والبركات وأن أتوجه إلى جميع ضيوف الرحمن في هذا اليوم الأغر يوم الوقوف في عرفات بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى بأن يكون حجهم مبرورا?ٍ وذنبهم مغفورا?ٍ وهو أعظم وأزكى ما يتطلع إليه جميعهم وتلهج من أجله ألسنتهم بالتضرع والتلبية في مشهد إيماني مهيب غني بالمعاني الجليلة والدلالات العميقة في أعظم صور الخضوع لله والإذعان والتسليم بالعبودية له وحده لا شريك له وفي الرحاب المقدسة وبين يديه أكمل المناسك التي تؤكد لكل ذي عقل رشيد بأن المؤمنين الذين توافدوا من كل أنحاء الأرض في موقف إيماني واحد يرددون دعاء?ٍ واحدا?ٍ بقلوب خاشعة في هيئة أمة واحدة مهما تعددت لغاتهم وأجناسهم وأوطانهم لا فضل فيهم لعربي على أعجمي ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى والعمل الصالح.
ذلك أن ديننا الإسلامي الحنيف هو دين المساواة والإخاء والعدالة والتحرر من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد وشريعتنا الإسلامية السمحاء إنما جاءت لتحق الحق وتقضي على كل أنواع العصبيات الجاهلية عنصرية كانت أو سلالية أو قبلية أو مناطقية وجاءت لترسخ مبادئ الوحدة والاعتصام بحبل الله والتكافل والتآزر والإخاء والمحبة بين كل المسلمين ولترسم بذلك طريق الفلاح والعزة والمنعة والقوة ولتعلي قيمة الإنسان الذي استخلفه الله في الأرض ليتعبده بصالح الأعمال.
الإخوة المواطنون..الأخوات المواطنات..
لا شك أن ذلكم المشهد التعبدي العظيم والحشد الإنساني المنقطع النظير في رحاب عرفات الله يصور قيمة التلاحم العقيدي الذي يربط بين كل أبناء الأمة الواحدة في بوتقة الإخاء والمحبة وبجامع الإيمان الواحد لأمة التسامح والوسطية والاعتدال ورفض الغلو والتطرف والإرهاب والتي تعتبر من الظواهر الشاذة والخطيرة في حياة أمة الإسلام بل هي آفة نكراء موجهة ضد المسلمين كافة والعقيدة الإسلامية خاصة.
ولقد عانى اليمن كثيرا?ٍ نتيجة هذا الداء الوبيل داء الغلو والتطرف والإرهاب الذي ألحق أضرارا?ٍ كبيرة بسمعته واقتصاده وجهوده التنموية, وقد بذلت بلادنا الكثير من الجهود لمحاربة هذه الآفة كونها تقف حجر عثرة في طريق تحقيق الازدهار الاقتصادي والتنموي المنشود وفي طريق انتعاش السياحة ونمو الاستثمارات والتي من خلالها يمكن إيجاد فرص العمل للحد من البطالة وتحسين أحوال المواطنين المعيشية.
إننا نتذكر ذلك في هذه المناسبة لنقول لأولئك المارقين الذين ظل? سعيهم وانحرف بهم المسار اتقوا الله في أنفسكم وفي دماء إخوانكم المسلمين وفي وطنكم فتخريب الوطن والإضرار بمصالحه وإضعاف اقتصاده وقتل ال