اللغة العربية والدراسات البينية في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث
أقامت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث محاضرة بعنوان “اللغة العربية والدراسات البينية” قدمها العالم اللغوي العربي الدكتور سعد مصلوح والحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب في مجال الترجمة وذلك في مساء أمس الأربعاء 10 نوفمبر 2010 في قاعة المحاضرات في المسرح الوطني بحضور عدد من أساتذة اللغة العربية والصحفيين المهتمين.
استعرض الدكتور سعد مصلوح نظريات الألسنية الحديثة في تطبيقاتها الاجتماعية والاحصائية معتبرا?ٍ أن الألسنية الإحصائية التي كانت من أولى أطروحاته في البحث اللغوي الأدبي باتت اليوم مستخدمة?ٍ في عدد من التخصصات البعيدة عن تخصص اللغة والأدب العربيين? وبات يستخدمها طلاب تقنية المعلومات في العديد من الجامعات.
ورأى الدكتور أن هناك حاجة ماسة عند العرب في يومنا الحاضر إلى البحث المعرفي الشامل وإلى المتخصص الشامل في المعرفة المتعددة لا الواحدة? بحيث نستعيد مجدنا العلمي والمعرفي كما سبق وتحقق على يد كبار العلماء وأصحاب المعارف الذين اجتمعت لديهم معارف متنوعة ولكن ضمن الاختصاص الواحد الواسع? كما الجرجاني وسيبويه وغيرهما.
وأضاف أن العلاقة التي كانت قائمة قديما?ٍ بين العالم والمتعل?م هي علاقة تلاقح وتبادل معرفي واتصال لا انفصال? موردا?ٍ المثل على ذلك في كتابة الغزالي لكتابه “تهافت الفلاسفة” ثم تأليف ابن رشد كتابه “تهافت التهافت” ردا?ٍ على كتاب الغزالي نفسه? مشيرا?ٍ إلى أن هذا التبادل المعرفي هو ما نحتاجه في راهننا العربي الذي يفتقد إلى العالم المتعدد التخصصات في واحده? ليكون بذلك المفتاح إلى النهضة العربية الحديثة في الفكر والمعرفة والانفتاح على العلوم لامتلاك تقنيات الحداثة والمعاصرة? معتبرا?ٍ أن سبب تخلف الدراسات اللغوية والأدبية يكمن في الفصل بين اللغة والأدب في التخصص الجامعي أولا?ٍ? ومن ثم الدفع بالطالب إلى التزام التخصص الأحادي التركيز بحيث يصبح الطالب ضيق الأفق وقليل الحيلة في احتكاكه بالآداب والعلوم العالمية.
وقد قدم الحاضرون مداخلات تعقيبا?ٍ على المحاضرة رأوا في معظمها صدق الدكتور في توصيفه للحالة التي تعاني منها اللغة العربية والمعارف المرتبطة بها? مشيدين باتجاه العديد من الجامعات إلى اعتماد الكتب المتخصصة التي تعالج هذا القصور المعرفي وتسهم في إصلاح الخلل المنهجي الذي ينعكس في التخصصات الجامعية التي تظل بعيدة عن ما قدمه العلماء الأوائل من إنجاز معرفي استفادت به البشرية قديما?ٍ وحديثا?ٍ