لماذا اقترحنا الهدنه.?!
بعد أيام قلائل من المقرر أن تنطلق بطولة خليجي عشرين في مدينة عدن وزنجبار أبين فبعد شهر من الجدل الواسع حول مدى قدرة اليمن على استضافة البطولة في ظل الأزمة الحالية التي يمر بها الوطن والمخاوف من حدوث أي مواجهات بين السلطة والحراك وعدم جاهزية عدن? ولكن وبعد إعلان اللجنة المنظمة للبطولة بأن اليمن وعدن بالتحديد أصبحت جاهزة تماما?ٍ لاستقبال الأشقاء فإننا نرى الآتي:
1- تكرار دعوتنا التي أطلقناها قبل أسبوعين عبر صحيفتي الميدان والوسط لإعلان هدنة خلال فترة البطولة بين السلطة وقوى الحراك السلمي الجنوبي إذا انطلقنا بدعوتنا هذه من الحرص على أرواح المواطنين المسالمين الذين سيشاركون حسب ما أعلنته قوى الحراك السلمي في فعاليات سلمية احتفالية بمناسبة عيد الاستقلال الوطني الـ30 من نوفمبر في ظل تحدي من قبل السلطات المنظمة للبطولة التي ترفض السماح لأي متظاهرين خلال البطولة الخروج للشوارع مهما كانت الأسباب تحسبا?ٍ لأي فوضى أمنية تسبب المضايقة للأشقاء كما تقول المصادر الرسمية.
2- لقد كان الكثير ممن يتحدثون قبل أسابيع حول مدى جاهزية اليمن لاستضافة البطولة ونحن منهم حريصين من خلال كتاباتهم وملاحظاتهم على مصالح الجميع وسمعة أبناء اليمن في الجنوب والشمال وعلى سمعة مدينة عدن وأبين أمام الضيوف والعالم الخارجي من أي قصور أو فشل في التنظيم ولم يكن أحد ضد البطولة أبدا?ٍ فالرياضة محل ترحيب من الجميع وقدوم الأشقاء من دول الخليج وغيرهم محل ترحاب أيضا?ٍ مهما كان الخلاف السياسي ولكننا اليوم وبعد أن تأكد الجميع أن البطولة ستتم في موعدها المحدد أصبحنا أمام الأمر الواقع لا بد من أن نحك??م عقولنا ومصالح الجميع وندفع باتجاه خلق أجواء آمنة تجعل الضيوف يستشعرون بأنهم في وطنهم ويسهمون بالتالي في دعم حل الأزمة اليمنية من خلال الصورة الإيجابية الواجب على الجميع تقديمها أمام الأشقاء وبالتالي تستطيع السلطة تنظيم البطولة من خلال الهدنة دون التحجج بالحراك وتتحمل مسئولية أي فشل وحدها لأنه لم يبق?ِ لها عذر في حال أعلنت قوى الحراك الهدنة في عدن وأبين والحوطة كما أن قوى الحراك ستكسب الاحترام عند الأشقاء وأبناء اليمن وستفرض نفسها حتى على السلطة كقوة موجودة على الأرض ويمكن للحراك من خلال الهدنة أن يوصل رسالته للآخرين والرأي العام من خلال فعالياته السلمية الخالية من أي مواجهات مع قوات الأمن وفي أماكن بعيدة عن عدن وزنجبار والحوطة أماكن البطولة حيث و الحراك غالبا?ٍ يقيم احتفالاته في ردفان أو يافع أو الضالع أو شبوه أو لودر وكلها بعيدة عن البطولة.
3- إن فشل البطولة إذا ما حصل سيجعل السلطة في ورطة ويؤكد بالفعل قوة الحراك وسيطرته على الشارع الجنوبي وتأثيره في عدن وسيؤدي أي فشل يحصل إلى عزلة الحكومة اليمنية من الأشقاء ومراجعة وضعيتها في مؤسسات الخليج ومنها بطولة الخليج لكرة القدم لذلك من مصلحة السلطة قبل غيرها نجاح البطولة والتهدئة مع الحراك من خلال الإفراج عن المعتقلين وإيقاف المواجهات والحشود العسكرية وانتهاج خطاب إعلامي راق?ُ بعيدا?ٍ عن أي شتم أو سب أو استهزاء بالآخرين لأن الخطاب الإعلامي له تأثير في عملية التهدئة.
4- إن نجاح البطولة أيضا?ٍ سيكون انتصار للسلطة على معارضيها وبالذات الحراك السلمي وسيؤكد أن السلطة مسيطرة على الأمور في الجنوب خاصة في عدن وأبين ولحج وبالتالي سيؤثر على الحراك ومطالب القضية الجنوبية وسيجعل الصراع يحتدم بين الحراك والسلطة ولذا من مصلحة الحراك إعلان الهدنة مع السلطة وسيكون عند نجاح البطولة شريك في نجاحها بإعلانه الهدنة وسيحافظ على مكانته وسيجعل هذا الأمر يفتح باب الاعتراف المتبادل بين السلطة والحراك ويساعد على خلق مناخات مناسبة للحوار الجاد لحل القضية الجنوبية وبمشاركة الأطراف الأخرى في الأزمة (المعارضة وشركائها).
5- إن الخلاف السياسي حول القضية الجنوبية باعتبارها أساس أي حوار وحل أو استقرار لا يمكن له أن ينتهي بمجرد نجاح البطولة أو فشلها وبالتالي على الجميع أن يفكر جيدا?ٍ بعدم الخلط بين السياسة والرياضة وأن نمكن الشباب من متابعة خليجي عشرين وقضاء عيد الأضحى المبارك في أجواء أخوية وهدنة آمنة من أجل الحفاظ على سلامة الجميع والأشقاء الذين ليس لهم دخل بأي خلاف سياسي في اليمن ولا يريدون رؤية الحشود العسكرية والدبابات والطائرات القاذفة أثناء البطولة فهم ضيوف وللضيف حرمته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) وعلى العموم بالنسبة للحراك فإنه سيكون مستفيد في حالتي النجاح والفشل.
برقية للمنتخب الوطني
هل ينجح المنتخب الوطني لكرة القدم في تقديم مباريات مشرفة تسعد الجماهير اليمنية بعد أن عجزت السلطة في إسعادها ويوحد قلوب أبناء الوطن بعد أن مزقتها الصراعات والحروب والسياسات الخاطئة هذا ما نأمله بإذن الله وتقبل الله من الجميع صالح الأعمال وكل عام وأنتم بخير.
صحيفة الميدان