انتخابات الجائعين
قبل عامين تقريبا?ٍ وبعد المشاحنات والمماحكات السياسية والحرب الإعلامية التي خاضتها الأحزاب السياسية بخصوص اللجنة العليا للانتخابات هطلت على الوطن اليمني سحابة التهدئة وترحيل الأزمات بتأجيل إجراء الاستحقاق النيابي محل الخلاف بين السلطة والمعارضة بعد أن كان الأولى والواجب على أطراف المعادلة السياسية تشخيص الأزمات ووضع الحلول الناجعة لها بدلا?ٍ من ترحيلها بطريقة قد تجعلها تزداد تفاقما?ٍ إذا ما انتهت فترة التهدئة … ومنذ قرار التأجيل وحتى اليوم لم تستطع الأطراف تلطيف الأجواء الساخنة بينها وتتجاوز النقاط محل الخلاف بسبب عدم وجود تواصل مستمر ورغبة جادة من كلا الطرفين (( السلطة والمعارضة )) في التوصل إلى حلول تتعلق بمعالجة المشاكل من جذورها وليس من قشورها.
على الجميع تقديم تنازلات حقيقية وتغليب مصلحة الوطن فوق كل المصالح الحزبية الضيقة حتى تستعيد البلاد عافيتها ولا يمكن لمثل هكذا أمور أن تحل في وقت ما زالت فيه الحرب الإعلامية تستعر من وقت لآخر عبر وسائل إعلام الحاكم والمعارضة.
متى يفهم الجميع أن الوطن إلى يسير في أتون فتن لا تحمد عقباها ومتى تعي الأحزاب أن قضية تأجيل الانتخابات من عدمها مسألة لا تمثل قيمة لدى المواطن اليمني الذي أصبح يعيش صراعا?ٍ مع لقمة العيش في الوقت الذي يرفل فيه آخرون في التخمة وبحبوحة العيش.
هل يدرك والي البلاد والعباد وقيادات الأحزاب والحكومة حقيقة المعاناة التي يعيشها اغلب الشعب?! متى ستنتهي البطالة.. ومتى سيعود الوطن إلى ما كان عليه. ويا ترى من سيحلل أزماتنا ويدرك حقيقة ما نريد