أنت لن تعرفني حتى تقرأني
نتصافح? نبتسم? ن?ْحدق في الأعين? نرسم بداخلنا صورة لهذا الكيان كما نراها نحن في تعاملاتنا الإنسانية. ولكن (الواقع) أكبر من ذلك بكثير والسبب أن الاختلاط بالناس أكثر والتحدث معهم بتعمق أقوى يجعلك تتعر??ِف على نفسياتهم وتضع النقاط على الحروف? هذا بعد تفحص ومجالسة لهم? ولكن هناك شخصيات تكون عصية على الفهم لا تستطيع فك رموزها أو الوصول إلى حقيقة طبائعهم أو نفسياتهم لذلك فإننا عندما نهيم في حب القراءة نجد أننا وصلنا إلى نفسية ذلك الإنسان الذي سخ??ِر قلمه للوصول إلى القراء.. هناك من تستطيع الوصول إليه على الفور وهناك بالطبع من تجد نفسك حائرا?ٍ في فهم شخصيته ولكن حديثي هنا (حول نافذة القراءة) أننا عندما نعجب بمقالة ما فإننا نسل?ط الضوء على كاتب تلك المقالة نفتش الأوراق بحثا?ٍ عن زاويته? بل ننتظر اليوم الذي سوف يطل فيه بقلمه على القراء لأنه قد يضرب بداخلك الوتر الحساس ويجعل مشاعرك تجيش وتصول وتجول في م?ْحيط عقلك وقلبك ولسان حالك يقول وأنت تقرأ مقالته إنك أتيت على الجرح ليس لتنثر الملح إنما لتكون بلسما?ٍ شافيا?ٍ للجروح المتعبة.. آه أيها القراء الكرام كم هي الجروح في أعماقنا ليست بجروح شخصية فقط? بل هي جروح في جسد الأمة جسد القرابة والأخوة.. كم نتألم إذا شددنا رحالنا وزرنا بذكرياتنا زمن الماضي? حيث التماسك والترابط والتراحم.. أما الآن فهناك تفكك أسري وانفصال جذري للترابط والتراحم والمودة والتقارب في كيان الأسرة كلل.
لماذا? لأن زمننا هذا هو زمن (التصح?ر) (الاضمحلال) (الجفاف) (الاندثار) لكل ما هو جميل. عندما نبحث في واقع الحياة سنغرق بالتأكيد ولكن عندما نقف على بوح الكلمات ونقر الحروف على القلوب فسنشعر حينها أن الدنيا لا تزال بخير أليس كذلك يا أعزائي القراء?