المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل والمستقبل المجهول
عام اخر يقترب على نهايته دون اي بادرة او بوادر لتجاوز ازمة المؤسسات الفلسطينية التي تمر بها منذ سنوات? فغياب اي فعل جدي ومسؤول لتجاوز الازمة سواء كان من قبل السفارة التي تحاول رمي اسباب الازمة على السفراء السابقين? وانها غير مسؤولة عنها? او الطريقة التي يتعامل بها بعض القياديين المسؤولين كأن لا ازمة بالبرازيل? وهذا ما استدعاني الى الوقوف من جديد امام الازمة المستمرة للمؤسسات وسبل تجاوزها.
ايضا حتى هذه اللحظة لا توجد اي بوادر تؤكد على انه ستكون هناك محاولات لعقد مؤتمر للجالية الفلسطيينة ومؤسساتها بالبرازيل? وهذا بوجهة نظري يعود الى ارتباط قيادة المؤسسات بالسلطة الفلسطينية وتوجهات القيادة الفلسطينية المهيمنة والمسيطرة على القرار الفلسطيني? فانعقاد المؤتمر هو رغبة هذا التوجه الفئوي وليست رغبة فلسطينية جامعة وموحدة? وهذا ما كان واضحا بالمؤتمرين السابقين اللذان عقدا لاسباب شخصية ومصالح ذاتية? حيث نجحا اصحابها بتحقيق مآربهما.
ان محاولات السفير الفلسطيني التملص من مسؤولياته الوطنية اتجاه الازمة? هو هروب من المسؤولية? وهو ايضا يدرك جيدا ان الازمة الحالية للمؤسسات هي منذ بداية التسعينات? عندما كانت السفارة الفلسطينية وسفيرها وموظفيها على اشتباك مستمر متواصل مع فريد صوان? المجمد العضوية والعمل داخل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية بقرار من الرئيس الفلسطيني الراحل الشهيد ياسر عرفات? فالسفير الفلسطيني الحالي لديه تفاصيل لا اعرفها كلها لانه عاش هذه المرحلة بكل احداثها وتفاصيلها.
ان زيارة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الرفيق تيسير خالد الى البرازيل? ومروره من برازيليا الى كامبو غراندي ومن هناك الى بورتو اليغري? قد اكتشف ان الازمة اكبر من ان تكتب بمقال? رغم عدم الافصاح عنها من طرفه? فبمدينة بورتو اليغري نجح الاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية مع جمعية بورتو اليغري من احضار عدد لا يتجاوز المائة شخص للقاء الرفيق تيسير? من جالية تجاوز عددها الالف وخمسمائة فلسطيني? ولم يلتقي مع الجالية الفلسطينية ببرازيليا التي يتجاوز عددها ايضا هذا العدد? ولم يتم دعوته الى مدينة ساوبولو للالتقاء بالجالية ومعرفة وضعها هناك? حيث تعتبر هذه المدن الثلاثة اساسيات للتجمعات الفلسطينية? فهل كان عدم ترتيب زيارة للرفيق تيسير خالد الى مدينة ساوبولو سببا لعدم معرفة ازمة الجمعية وتفاصيل الدعوة القضائية التي رفعها عضو المجلس الوطني ضد الجمعية?
ازمة الجمعيات والمؤسسات الفلسطينية لن تحل نتيجة رغبة شخصية او ذاتية او فصائلية? فهي بحاجة الى مبادرة قادرة على تحريك الجالية وكافة قواها وافراد الجالية الفلسطينية? فخلال فترة السبعينات والثمانينات كانت الثورة بعزها واوجها? وكانت تعتبر عاملا اساسيا لحركة الجالية وتفاعلها? اما الان فالجالية لا ترى الا مسلسل التنازلات والخلافات والانقسامات? ولا ترى الا اوسلو والقدس مسلوخة عن جسمها الفلسطيني? ومنطقة ال 48 لا تهم القيادة الفلسطينية? فرغم كل بساطة الجالية الا ان وطنيتها تفوق وطنية من يتهمونا بالتطاول على الوطنيين الذين يتقاظون رواتبهم من امريكا او برغبة امريكية صهيونية? هناك من سيقول ان كلامي خطيرا? فساتفق معه بكل تأكيد? وهذا الكلام ليس تجني? فمن يريد ان يعرف موقف الجالية عليه الاحتكاك بها والتفاعل معها ومعرفة اسباب مواقفها.
من الخطأ تحميل الاخرين الازمة? فالازمة يتحمل مسؤوليتها من يقف على راس الهرم? وليس من هو موجدود خارج الاطر والمؤسسات? فمن يريد ان يحمل جمعية برازيلية مسؤولية ازمة الاتحاد? فهو نفسه الذي رفض مشاركة الجمعية او هيئتها الادارية باعمال المؤتمر التاسع? وهو نفس التوجه الذي عمق الازمة وهو صاحب قول “من لا يقف الى جانب حركة فتح لن تكون له مصالح بالاتحاد” وهذا الكلام اساسا هو الكلام الخطير والذي يعبر عن فاشية اصحابه وناطقيه.
ازمة المؤسسات من الخطأ فهمها من وجهة نظر جانبية واحادية? فهذه الطريقة تشكل اكثر ضررا واساءة على مستقبل العمل الوطني باكمله وشموليته? وعلى مستقبل الجالية واستمرارها وعطائها الوطني? فعقد اي مؤتمر بدون حوار شامل لن يكتب له النجاح? وانما سيكون مؤتمرا يعمق مزيدا من الانقسام والشرذمة بالساحة? فلا الاتحاد قادر على تشكيل لجنة تحضيرية للبدء بلم الشمل ولا بعقد مؤتمرا حتى منتصف العام القادم? وتجاوز العقبات التي تشكل عائقا امام هذه المسألة هي اكبر بكثير من من يحاول ان يصور الامور بتلك البساطة? واعتقد ان زيارة تيسير خالد للبرازيل ولامريكا اللاتينية قد خرجت باستنتاج بان الازمة مفحلة وكبيرة? وان تجاوزها او الدفع بتجاوزها لن يكون بتلك السهولة? فهناك العديد من العوامل التي تلعب دورا اساسيا بالازمة وحلها? ومن هذه العوامل من له الحق بالمشاركة بالمؤتمر? ومن هو صاحب الحق بالافتاء?
ان تكون النظرة متشائمة? ليس هذا المعني? بل المراد ان يكون هناك افراد بمستوى المسؤولية عندما يريدون ان يكونوا بمركز القرار? وان