افتتاح فعاليات قاعة حي قصر الحصن الثقافي بأبوظبي
انطلقت مساء أمس الأحد أولى الفعاليات التي تنظمها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في قاعة حي قصر الحصن الثقافي? وذلك بالتزامن مع احتفاء الهيئة بمرور خمس سنوات على تأسيسها? وبما قد?مته للثقافة العربية والإنسانية في مجال التراث المعنوي والمادي ومختلف أوجه الفنون والثقافة عموما.
وافتتحت الفعاليات بمحاضرة حول دور التصميم الحضري فيما يتصل بثقافة أبوظبي وتراثها? شارك فيها م?ْشرفا كلية التصميم في جامعة هارفارد البروفيسور خورخيه سلفيتي والدكتور فيليبي كوريا.
وأعلن سعادة محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث? عن افتتاح قاعة الأنشطة التراثية والثقافية في القلب التاريخي لإمارة أبوظبي? وضمن منطقة حي قصر الحصن الثقافي? بما يعمل على تعزيز جهود الهيئة في تطوير ثقافة إماراتية م?ْعاصرة فخورة بهويتها? ومنفتحة على الحوار مع الآخر.
وأكد أنه وانطلاقا من استراتيجيتنا الثقافية 2008-2012 وفق توجهات حكومة أبوظبي? فقد أسهمت جهود الهيئة في تعزيز مكانة أبوظبي على خارطة الثقافة العالمية وصولا لجعلها مركزا?ٍ لأبرز الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية? ووجهة للفنانين والم?ْبدعين من مختلف أنحاء العالم عبر حراك ثقافي وفني متميز.
وأوضح أنه في هذا المكان م?ْتعد?د التخصصات والاستخدامات? سوف يتواصل اللقاء والتحاور مع جمهور الفن والثقافة والتراث لاستكشاف الأفكار وتبادل الخبرات? وبما يعمل على ابتكار أدوات فع?الة في مجال تطوير المدينة والمجتمع والثقافة في أبوظبي.
وتشهد قاعة حي قصر الحصن الثقافي مجموعة غنية من الفعاليات في المستقبل القريب من محاضرات? حلقات نقاش? مؤتمرات? معارض فنية. وتشمل علم الآثار? التخطيط العمراني? الهندسة المعمارية? الأفلام? الموسيقى? الشعر? الفن المعاصر? الصور الفوتوغرافية? وسائر التخصصات في الفنون والتراث والثقافة.
وافتتحت فعاليات القاعة الجديدة بمحاضرة قي?مة حول الكتاب الذي أصدرته الهيئة بالتعاون مع جامعة هارفارد? ويعتبر على درجة بالغة من الأهمية من حيث م?ْساهمته ببحوث تتعلق بالمحافظة على الطابع المعماري للمنطقة? وهو بعنوان “الاختراع / التحو?ل: استراتيجيات لواحتي القطارة والجيمي”. ويعزز هذا الإنجاز الالتزامات التي قطعتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث نحو الوصول بأبوظبي إلى مركز للبحوث وإنتاج المعرفة? بالتعاون مع مؤسسات أكاديمية عالمية مرموقة.
وأوضح المزروعي أن للواحات قيمة خاصة جدا?ٍ طبيعية وثقافية فضلا عن قيمتها التراثية لإمارة أبوظبي? الأمر الذي يتطلب معه ابتكار وسائل تصميم خاصة وحلولا م?ْحددة تتوافق مع خصائصها الثقافية والطبيعية الفريدة. ونجاح كل ما يتعلق بعملية التخطيط للواحات? ي?ْحف?ز على إجراء مزيد من البحوث والدراسات حول المواقع الطبيعية بشكل عام.
وقد?م المحاضرين الدكتور سامي المصري نائب المدير العام للهيئة للفنون والثقافة والتراث مدير إدارة التخطيط الاستراتيجي والتطوير? م?ْشيرا إلى أن الكتاب الصادر يمثل حصيلة البحوث والمهام التي نفذها مرسم التصميم (العمارة) لطلبة الدراسات العليا بجامعة هارفارد عن واحتي القطارة والجيمي في مدينة العين.
ويتكون فريق جامعة هارفارد الذي يرأسه المهندسان المعماريان جورج سلفيتي أستاذ العمارة وفيليبي كوريا الأستاذ المساعد في التصميم الحضري? من 25 عضوا?ٍ من طلبة الدراسات العليا المتقدمة? ومن ثلاثة تخصصات مختلفة: العمارة وهندسة المساحات العامة والتصميم الحضري. وقد عملوا ضمن إطار علمي ابتكاري متعدد المجالات لاكتشاف الرؤى المتعددة حول مواقع تعتبر استثنائية تماما?ٍ من المنظور الثقافي والبيئي.
وقال خورخيه سلفيتي أستاذ العمارة في هارفارد: “لقد كانت تجربة غير عادية للتعاون مع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في مجال الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي في أبوظبي. وشك?ل ذلك مناسبة لتحقيق العديد من المكاسب والفوائد? فقد تمكن طلبة هارفارد من الحصول على خبرة جيدة ومباشرة في التحليل والاكتشاف? ومعالجة المشاكل الحقيقية في مجال التصميم. وقد حصلت الجامعة على فرصة للتعاون والشراكة مع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث التي تعتبر في طليعة الجهات المعنية بالحفاظ على التراث”.
ومن جهته اعتبر البروفيسور فيليبي كوريا واحات العين بمثابة نقطة انطلاق للبحث والتعمق في أماكن أخرى. وأوضح أن تحقيقات وبحوث الطلبة جاءت متلائمة على نطاق واسع مع أنظمة البنية التحتية للمباني والبيئة داخل الواحات. وهذه التضاريس الغنية تم? استكشافها من خلال عدسة مجموعة متنوعة من الطلاب من جميع أنحاء العالم? وتو?جت في وثيقة فريدة من نوعها يمكن أن تكون بمثابة مرجع للتطوير في المستقبل لكل من واحتي القطارة والجيمي.
ويعرض الكتاب? للنتائج التي توصلت إليها الهيئة التدريسية والطلاب في كلية التصميم (العمارة) بجامعة هارفارد بناء على زياراتهم العلمية السابقة لأبوظبي? والتي شملت تبادل الخبرات مع الباحثين والمختصين