جمعتهم الاتفاقيات وفرقتهم الطرود اليمن والسعودية.. حب من طرف واحد
لعل فيلم قضية الطرود المفخخة والسيناريو الم?ْخرج بإتقان وبمواصفات هوليودية عالمية كان ابطالها الامريكان والانجليز وشاركت في البطولة الجارة السعودية كضيف شرف بمخابراتها التي قفزت فوق تقنيات ونظم أمن مطار صنعاء الدولي ? بل وتنبأت عبر الأقمار “العقالية” بالطرود المفخخة القادمة من صنعاء لتصنع الموت في أميركا ? واستبقت مخابرات المملكة كاميرات مطارات دبي ولندن. والعلاقة بين اليمن والمملكة شهدت باعا?ٍ طويلا?ٍ من المد والجزر وشهدت تحسنا?ٍ في الفترة الاخيرة.. لكن على ما يبدو ان العلاقة اصبحت هشة وباتت مضطربة وتراجعت بعد قضية الطرود? والتي اثبتت من خلالها المملكة انها لاتبادل اليمن الود والحب واصبح الحب من طرف واحد فقط!. والتي اثبتت بجلاء من خلال قضية الطرود ان الود الذي تكنه اليمن للجارة السعودية لم يقابله من الجارة الا مزيد من الحقد الدفين وكشرت انيابها بمحاولة عض اليمن ولو من باب الدعابة والدعاية? -والتاريخ الطويل يشهد على ذلك- ولا يسعنا ذكره في هذا المقام والجميع على علم بذلك? وقال اليمن عفى الله عما سلف- وبدأ صفحة جديدة وحب جديد- وما يهمنا في هذا المقام هو ذلك الدور الاستخباراتي المتقن والتطور غير المعهود الذي وصلت اليه استخباراتهم ولا خلاف هنا- بل كان الاجدى ومن باب حسن الجوار والقربى وتطبيق حبر كل تلك الاتفاقات الامنية والتعاونيةالتي وقعتها مع اليمن ولو لمرة واحدة بل وقامت بتزويد أمريكا وبريطانيا بالمعلومات الاستخباراتية وارقام الطردين دون ابلاغ الحكومة اليمنية بتلك المعلومات ? وهو موقف سعودي بدا مناقضا?ٍ ومغايرا لما يتم التأكيد عليه بخصوص وجود تنسيق أمني بين البلدين في مجال الحرب على الارهاب وتنظيم القاعدة المشكل من عناصر تنتمي للبلدين.حصول السعودية على تلك المعلومات ألامنية الحساسة وإخفاؤها عن الجانب اليمني الذي يفترض انه شريك اساسي في الحرب على الارهاب فالعملية انطلقت من أراضيه ? وكان بالإمكان منع خروج الطرود من اليمن لو تم تزويد الحكومة اليمنية بتلك المعلومات ? بدلا من التكتم على المعلومة وتزويد امريكا وبريطانيا بها”. ومها كانت تفاصيل تلك العملية ما يهمنا هنا ما الذي تريده الجارة من اليمن او بالاصح ماذا تريد ان توصله لليمن وللعالم اجمع من رسائل – السعودية هنا- نعرف جيدا?ٍ ان اليمن قد قدم لها الكثير واعطاها الكثير بل وقدم الغالي والرخيص من اجل “عيون” المملكة? ولم يقابل ذلك الا بمزيد من المؤامرات والدسائس واشعال الفتن هنا وهناك بل وتصدير ارهابها وقاعدتها الى الاراضي اليمنية سواء التابعة للقاعدة او تلك التي جندتها بين صفوف التنظيم لمصالحها الاستخباراتية.. أيا?ٍ كانت حقيقة تلك الطرود المشبوهة فإن الحادثة كشفت مدى هشاشة العلاقات الامنية بين الاجهزة اليمنية والجارة السعودية خاصة فيما يتعلق بتعاونها مع اليمن? وهي حادثة تزيد من عدم ثقة الطرف اليمني.
albasher787@hotmail.com