تداعيات الطرود المفخخة.. حظر جوي في ظل صمت عربي ومخاوف دولية تدفع الى فرض حصار أمني
تداعيات الطرود الملغومة وما يدور حولها من ملابسات خفية حول علاقتها بتنظيم القاعدة في اليمن ما تزال هي المخيمة على كثير من دول العالم وفي مقدمتها اليمن التي أضحت تعاني منها بصورة كبيره فاقت تداعيات التفجيرات التي قام بها تنظيم القاعدة خلال السنتين الماضيتين.
فقد شددت معظم دول العالم من إجراءاتها الأمنية في مطاراتها في حين تواصل اليمن مساعيها في البحث عن مرسلي الطرود المفخخة.. وقد قالت مصادر يمنية أن الجهات المختصة شرعت في التحقيق مع 130 عاملا وموظف شحن في الخطوط الجوية اليمنية ومطار صنعاء الدولي بالإضافة إلى موظفي شركتي (فيديكس) و(يو بي اس ) الأمريكيتين اللتين تم شحن الطردين المفخخين عبرهما? عن طريق فتاة انتحلت هوية حنان السماوي? الطالبة بكلية الهندسة بجامعة صنعاء وتم اكتشافهما وضبطهما في كل من دبي ولندن. كما شددت الداخلية اليمنية من أجراءتها الأمنية في العديد من عواصم المحافظات وخاصة في المناطق المتاخمة للمطارات اليمنية.
التداعيات الأخيرة للطرود وبحسب المراقبين القت بضلالها على الأنشطة التجارية بسبب التأخير للتفتيش. كما أثرت وبشكل مباشر على العديد من القطاعات الاقتصادية في اليمن وفي مقدمتها القطاع السياحي وقطاع النقل الجوي الذي يشهد انتكاسة كبيرة بسبب الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الكثير من دول العالم ومنها ألمانيا التي قررت حظرا الهبوط على جميع الطائرات القادمة من اليمن في مطاراتها بسبب التهديدات التي أثارتها قضية الطرود الملغومة. وأوضحت السلطات الالمانية أنها لن تستقبل أي طائرات ركاب قادمة من اليمن حتى إشعار آخر. وكانت ألمانيا قد أعلنت قبل أيام توقفها عن استقبال طائرات الشحن القادمة من اليمن.
بدورها منعت هولندا طائرات الشحن القادمة من اليمن من الهبوط في أراضيها حسب ما أعلنه جهاز التنسيق الوطني ضد الإرهاب. وقال المتحدث باسم الجهاز “ادموند ميشايرت”: توصلنا إلى اتفاق مع شركات الطيران والمشرفين على الشحن لتعليق كل عمليات الشحن والرسائل البريدية المشحونة جوا من اليمن إلى هولندا او عبر هولندا إلى دول أخرى.
واتخذت تدابير مشابهة في كل من بريطانيا وكندا بالإضافة إلى الولايات المتحدة التي شددت إجراءات السلامة والأمن على طائرات الشحن والركاب وشركات إرسال الطرود.
وبدأت السلطات الأميركية الاثنين تطبيق إجراءات أمن جديدة بهدف منع صعود إرهابيين محتملين على متن الطائرات المدنية. وسيكون على الركاب تدوين أسمائهم بالكامل وتواريخ ميلادهم عند شراء تذكرة طيران كي تتمكن السلطات من التأكد مما إذا كان الراكب مدرجا على لائحة الممنوعين من السفر أم لا.
وقالت جانيت نابوليتانو وزيرة الأمن الوطني: “لقد عززنا إجراءات فحص? الركاب في المطارات? لا المسافرين القادمين من اليمن فقط بل ست?ْطبق الإجراءات على جميع? المسافرين وكل من تكون نقطة وصولهم الأخيرة هي الولايات المتحدة”.
وتضيف نابوليتانو: “هذا فضلا عن وقف استقبال أية شحنات قادمة من اليمن من الآن فصاعدا”. وقالت إنه يجري التنسيق مع الفريق الذي توجه إلى اليمن للمساعدة في عمليات التفتيش? وأضافت تقول: “يوجد في اليمن حاليا فريق من المختصين الأميركيين يفحصون عن قرب ما يجري وخاصة فيما يتعلق بعمليات شحن البضائع التي تخرج من هناك”.
وكان مكتب التحقيقات الفديرالي وإدارة الأمن الداخلي قد أرسلت بيانات لمختلف مراكز الشرطة المحلية في المدن والولايات الأميركية لتعقب وفحص الطرود الأجنبية المصدر والتي لا تحتوي على عنوان المرسل والانتباه إلى تعدد الطرود المرسلة إلى عنوان واحد.
ردود الفعل التي يمكن حصرها على الدول الغربية بعد أن أكدت اليمن بأنها لم تتلق حتى الآن أي طلب رسمي من الدول الخليجية والعربية بوقف عمليات الشحن الجوي من اليمن.. أثارت امتعاض السلطات الحكومية حيث عبر الرئيس علي عبدالله صالح في الاتصال الذي تلقاه مساء الثلاثاء من اوباما عن انزعاجه من قرار بعض الدول الأوروبية إيقاف رحلاتها إلى اليمن والذي قال انه يعد بمثابة فرض عقاب جماعي على الشعب اليمني ويحقق أهداف الإرهابيين ويضر بجهود اليمن في مجال الإرهاب ? داعيا الرئيس الأمريكي أوباما للتدخل لدى دول الاتحاد الأوروبي لإعادة النظر في مثل هذا القرار..
وأكد الرئيس اليمني على أن إجراءات صارمة ومشددة قد اتخذت في المطارات اليمنية وفي ملاحقة الإرهابيين وضبطهم وتقديمهم للعدالة. وقال إن الإرهاب آفة دولية موجودة في كل العالم وليس في اليمن وينبغي ان تتضافر الجهود الدولية في هذا المجال مؤكدا?ٍ بأن اليمن ستظل شريكا?ٍ فاعلا?ٍ للمجتمع الدولي في مجال مكافحة الإرهاب.
وكان رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور قد التقى في وقت سابق ? الثلاثاء? بصنعاء سفراء كل من الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والمفوضية الأوروبية لدى الجمهورية اليمنية وذلك إثر قرار الحكومة الألمانية بعدم السماح لأي طائرة قادمة من اليمن الهبوط في مطاراتها بما في ذلك شركة الخطوط الجوية اليمني