اعق?دوها ولا ت?ْع?ِق?دوها
مع كل? بارقة? أمل?ُ عن ق?ْرب? عقد المباراة? النهائية بين أكبر فريقين على الساحة ? ينتاب?ْ الجماهير شعورا?ٍ رائعا?ٍ ? وي?ْخرجها إلى مدرجات الملعب ? لترقص على نغم التوافق من شدة الفرح? بعدما انتعشت أسه?ْم الحب في بورصة? المشاعر? واستسلمت دقات القلب لنسمات? السعادة القادمة من وراء الحدود? لتصافح?ِ قسمات? وجه الشعب الذي احتلته اله?ْموم .
لا شك أن اتفاق الإخوة على أغلب? نقاط الاختلاف? شئ?َ جميل? ويوحي للشعب بأن الانقسام?ِ يلتقط?ْ أنفاس?ِه الأخيرة ? وأن دفن?ِه بات مسألة وقت? وعلى الجميع? الانتظار أمام شاشات التلفاز? لمشاهدة بدء مراسيم تشييع الانقسام إلى مثواه الأخير? وإطلاق صفارة بدء المباراة التي طال انتظارها? والدخول لعهد?ُ جديد?ُ على ت?ْراب الوطن? لمواجهة? التحديات الجاثمة على أنفاسه كالصخر.
لكن وكالعادة? فان العدو لا يشاء لنا أن نكون كما نريد?? بل يزرع?ْ في درب?نا الأشواك?ِ ? وي?ِبث?ْ السموم?ٍ في شرايين? التراب? التي نمشي عليها ? ويوعز للأفاعي أن تنخر?ِ في أجساد?نا? ويجبرن?ِا على ممارسة? ما ي?ِراه?ْ م?ْناسبا?ٍ?لإخراج?نا من نادي الوحدة? وإدخالن?ا في إمبراطورية? الحزن م?ن? جديد? ? ن?ِعيش?ْ فيها ما تبقى م?ن? ع?ْمر?ه? وع?ْمر?نا ? فقد خرجت علينا أولى العزم من الدول? وتهدد بقوة ? لتقول بأن المصالحة?ِ الفلسطينية مرهونة?َ بضمان حق الجيران في العيش? الكريم? من خلال الالتزام بالاتفاقيات الموقعة معهم.
وهنا تتدخل الوقائع?ْ لتفسد?ِ على الأماني عيش?ِها? ويدخل?ْ الشك?ِ في قلب? المواطن بأن المباراة?ِ التي ينتظره?ْا الجميع ? ستحظى بشرف? التأجيل تارة?ٍ أخرى ?وشرف الإثارة من جديد? لأن الفريقين اختلفا على الملعب? الذي ستجري عليه الم?ْباراة النهائية ? والح?ِك?ِم الذي سيتولى التحكيم ? والقناة الفضائية التي ستستأثر بالبث المباشر لوقائع? المباراة? ومن هم الشهود? رغم اتفاقهم على كثير?ُ من التفاصيل ? ليعود التشاؤم إلى قواعد?ه سالما?ٍ في عيون? الناس? وقلوب?هم.
وهنا أدرك المواطن الفلسطيني أن بقاء?ِ الحال على ما هو عليه من ثنائيات” رغم قسوته” أفضل?ْ من الحديث? عن المصالحة الموسمية? وزرع بذور الأمل الكاذب في نفوس الشعب? ثم العودة للاختلاف بحلة?ُ جديدة ? وبشكل?ُ أعمق?ْ مما كان عليه? ليخيب ظن الأرض التي انتظرت الإشعاع الجميل من شمس? التوافق? ليعيد لها الحياة التي توقفت عن النمو ? ويعيد?ْ للإخوة? بريق?ِها ? بعدما ذابت أمام حرارة الاتهامات.
وما بين الأماني والوقائع ? تبقى عقول الناس ت?ِنتظ?ْر النتائج ? تحت ظل أشجار الوطن? ولسان حالها يقول?ْ يا مرارة الفرقة ?كل الذي جاء معك? ? قاتل?َ? ويا أيها القادة” اع?ق?دوا المصالحة ولا ت?ْع?ِق?دوها.
mmomna@hotmail.com