العراق اليوم .. وذاك الذي كان
ويتواصل كشف المستور العراقي.. ففي متاهة سنوات الاحتلال وحكوماته تاهت كافة ملامح العراق الذي كان .. بلد النبوات والشرائع والقوانين .. ومنطلق البشرية .. وموطئ القدم الأولى لآدم وحواء وشيت ويونس .. ومستقر سفينة نوح على الجودي ..
العراق الذي كان مربع أبو الأنبياء إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب.. العراق الذي كان .. هو الذي أودعه الله خزائن علمه .. وهو الذي تكسرت على صخرة شموخه وحضاراته كل موجات الغزاة !!
أما العراق اليوم .. فهو غير ذاك الذي كان .. عراق ابتلي باحتلال تفوق بوحشيته وهمجيته على كل الغزاه.. احتلال فتح العراق كله للصوص والمجرمين وأصحاب الأجندات الخبيثة.. فبات رهين الاحتكار والاستقطاب لحكومات احتلالية طائفية ? وساهمت كلها – مجتمعة ومنفرده – في صياغة العراق الجديد .. فحولته من بلد لا يوالي أحدا?ٍ .. إلى بلد يحكمه كل الناس – ما عدا أبنائه .. بلد متعدد الإشكاليات .. وكل إشكالية منها كفيلة بتدمير أعتى الامبراطوريات!!
فعلى دبابات الاحتلال .. جاء الأشرار والمجرمون والحقدة من العملاء و المرتزقة والجواسيس واللصوص .. وعبثوا بكل مقدراته وأمعنوا فيها تخريبا?ٍ … وفي أهله تقتيلا?ٍ ?ٍ .. فصار العراق
عنوانا?ٍ للدماء والجراح .. فتضاعفت فيه أعداد المقابر و السجون بأشكالها ومسمياتها ..وزج فيها بخيرة أبناء العراق وشرفائه .. وانتهكت فيها كل محرمات الأرض والسماء ..
العراق اليوم تتلخص هويته بجملة من العناوين لعل من بعضها :
أولا?ٍ : دستور كتب بالرشاوى وبأييد صهيو- أمريكية .. دستور عبث بهوية العراق .. وحمل كل فيروسات التفتيت والتفكيك.. وتعاطى مع العراقيين باعتبارهم طوائف وأديان وقوميات وألسن… وسهل استباحة العراق ..
دستور دفع الأكراد وغيرهم فواتير باهظة من ثروات العراق – لتمريره -.. وتواطأ على تمريره كل القادمين على دبابات الاحتلال وبساطيره..
ثانيا?ٍ : عملاء من كل المذاهب والإثنيات .. قاموا بأعمال قبيحة .. مخجلة .. ومدانة.. واستظلوا بكل خائن وطامع .. نهبوا وحازوا الأموال الطائلة .. وبددو أموال السحت تلك في لعبة شيطانية سموها حرية العراق .. !!
ثالثا?ٍ : فساد مروع .. شامل عام .. شرعنه دستور وقوانين وتعليمات “بريمر”.. واستكملته حكومات الاحتلال كلها وضعت العراق في أدنى درجات النزاهة في العالم !!
رابعا?ٍ : الفقر والجوع ..والمخدرات
العراق الذي كان بلد يسبح فوق بحر من النفط .. هبة الرافدين .. أما العراق اليوم فهو من بين 22 دولة يعاني سكانها الجوع .. ويزداد عدد الفقراء والمعدمين فيه يوما?ٍ بعد يوم.. ( بحسب تقرير منظمتي “الأغذية والزراعة والغذاء العالمي” .. نشر بتاريخ 8/10/2010 ) !!
أما المخدرات فقد ارتفعت معدلات تعاطيها ورواجها – حتى بين الطالبات- وازدادت أشكال توزيعها وبيعها .. وانتشرت أماكن توزيعها حتى أنها باتت توزع على الأرصفة وفي الصيدليات.. أما بالنسبة لتهريبها… فإن الحدود المشتركة ما بين العراق والكويت والمملكة العربية السعودية (مثلث الشيطان البري)- كما يسمونها – فتشهد تزايدا?ٍ في أعداد مهربي المخدرات .. !!
خامسا?ٍ : ملايين الضحايا .. وجلهم لا بواكي لهم .. ولا اعتراف بحقوقهم .. لا محاسبة ولا مساءلة ولا ملاحقة للجناة .. لا عقوبات – وإن حدثت فغالبا?ٍ ما تكون شكلية – ولا تعويضات – فإن حدثت فهي تافهة حد الاحتقار لإنسانية الناس وآدميتهم !!
سادسا?ٍ : الابتزاز السياسي والإثني والطائفي .. الابتزاز الطائفي يمارسه أكثر من طرف في المعادلة العراقية المختلة فهذا التيار الصدري يشترط على المالكي تسلم هيئة النزاهة والوقف الشيعي .. وعلى ربع حصة التحالف من الوزارات .. لقاء دعمه لتشكيل الحكومة!!
وأما ما يمارسه الأكراد على الكتل السياسية في معركة تشكيل الحكومة المتعثرة.. فيمثل حالة صارخة للابتزاز .. فالشروط الكردية التسعة عشر المقدمة للطامحين لرئاسة الحكومة فتستهدف تحويل العراق إلى مستعمرة استيطانية كردية .. وتشرعن المزيد من النهب والاستحواذ الكردي على الأرض والنفط والخزينة والامتيازات .. فضلا ?ٍعن الضغوط والصعوبات والاشتراطات التي يفرضها الأكراد للحيلولة دون “إجراء التعداد السكاني” .. فهم يصرون على تكريد جميع الأقليات الدينية والعرقية في الإقليم.. !!
سابعا?ٍ : الانسحاب الأمريكي المنقوص
رغم الانسحاب المعلن لجزء من قوات الاحتلال إلا أن الوجود الأمريكي لا يتوقف على الجنود الـ(50 ألفا المتبقين ) بل يتعداه إلى “عشرات الآلاف من المتعاقدين مع القوات الأمريكية من شركات المرتزقة أصحاب السمعة السيئة والسجل الأسود (على شاكلة بلاكووتر وغيرها) !! فقد نفذ هؤلاء في الأيام الثلاثين التي تلت الانسحاب الأمريكي حملة اغتيالات بأسلحة كاتمة للصوت .. بلغ عدد ضحاياها منذ بداية العام الحالي 2010 وحتى منتصف شهر أيلول /2010 (686) (بحسب العقيد في الشرطة نوري حمزة : 2/10/2010)
العناوين كثيرة والقائمة تطول .. وما تم