مسلسل التنازلات والتهويد والتوطين
“القدس في العيون تفنى ولا نهون” أعتقد أن هذا بات شعارا?ٍ يتغنى به من لا يعرف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ولا ينتمي للإسلام والمسلمين? ودعاؤهم هو (أملي أن ترضى أمريكا عني).
تنازلات تلو التنازلات من قوم يطالبوننا بالاعتراف بالذين احتلوك واغتصبوا أرضك فردوا عليهم حكامنا “إن القيادة الفلسطينية اعترفت( بإسرائيل ) عام 1993م. من خلال ما سمي بالاعتراف المتبادل”.
يطالبون اعتراف الفلسطينيين بيهودية( إسرائيل) مقابل تجميد الاستيطان ? رد عليهم رئيسنا معتبرا?ٍ أن “يهودية إسرائيل” شأن دولي وليس فلسطينيا?ٍ.
و أيضا?ٍ رد عليهم ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير الفلسطينية?/ باستعداد الفلسطينيين للاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية.
وهل تعلمون ما خطورة الاعتراف بيهودية (إسرائيل) ? ذلك يعطي الحق للمحتلين أن يرفضوا أي وجود لمن لا ينتمي للديانة اليهودية على الأراضي الفلسطينية المحتلة? وكذلك اعتراف رسمي بأن الأراضي التي احتلت عام 1948م هي أصلا?ٍ يهودية ? وهم السكان الأصليون? وبالتالي يلغي حق عودة اللاجئين ويعطي الصهاينة الغطاء والحق في تهجير المواطنين والسكان الأصليين.
الاعتراف مقابل تجميد الاستيطان? وليس إزالة كافة المستوطنات الموجودة حاليا?ٍ فوق أراضينا ? ومن ثم نشاهد بناء للمستوطنات فيكون الرد نحن جمدنا البناء الجديد ? ولكننا نوسع ما هو موجود ? وهذا يأتي لطبيعة الازدياد السكاني !! فماذا سيطلب نتنياهو من تنازلات أخرى مقابل إزالة المستوطنات وفي نفس الوقت تمتنع (إسرائيل)عن منح التراخيص أو المصادقة على مخططات البناء في القدس الشرقية ? ألا يزداد المقدسيون سكانيا?ٍ أم هي سياسة القوي يأكل الضعيف?
يريدون تطبيع العلاقات بين الدول العربية مع (إسرائيل)? أجابهم حكامنا وقياداتنا والذين كنا ننتظر جيوشهم كي ينصرونا بمبادرة السلام العربية التي ترحب بهم وتوافق على التطبيع? ويقدمون لهم مزيدا?ٍ من التنازلات ? واكتفوا بدولة فلسطينية على حدود 1967م. فهل اعترفتم ضمنا?ٍ بأن الأراضي التي احتلت عام 1948م هي لمحتليها.
أنتم توفرون الغطاء لأعدائنا فقاموا بتعديل قانون الجنسية (الإسرائيلية) ? والذي يقضي بإرغام أهلنا في فلسطين المحتلة عام 48 على أداء القسم والولاء لما يسمى (بدولة إسرائيل اليهودية الديمقراطية).
طبعا?ٍ كل هذه التنازلات لا تحقق طموح المحتل بل يرمي إلى أكثر من ذلك ? ويطمع بقيام ما يسميه (دولة إسرائيل الكبرى) من الفرات إلى النيل.
أرادوا إخماد المقاومة المشروعة لطرد الغاصبين فقمعوا المقاومين وقتلوا الشيوخ والأطفال ورملوا النساء وهدموا البيوت? فأجبناهم بأن المقاومة عبثية? وكذلك عرضنا عليهم المبادرة الوطنية الفلسطينية التي لا تؤمن بالنضال الفلسطيني المسلح وتعتبر أن الفضائيات والتلفزيونات هي المساحة الأفضل للنضال والتنظير على الاحتلال.
إن المقاومة بكافة أنواعها حق مشروع في مواجهة الظلم وطرد المحتلين وإنهاء العدوان عن شعبنا وتحرير مقدساتنا وهي فرض عين على كل فلسطيني.