“عطر الحقوقيات”
كانت قاعة فندق “أيجل” في إحدى أيامه الصيفية, نتنه الرائحة بسبب سجائر تتصاعد من أفواه البعض, وتوقف المكيف عن العمل, لكن رائحة السيدات في المنصة, كانت دائما?ٍ, عطرة, وتكفي لشد انتباه الحاضرين فالحقوقيات يعتنين بالتفاصيل بشكل جيد.
وبفضل الثياب الضيقة وبدلات الجينز والشعر المكشوف وأيضا “السيجارة الأمريكية”, أمل الباشا مشهورة بمظهرها الأنيق, بقدر ما هي معروفة بسبب نشاطها الحقوقي في اليمن. نعم ليس لنا الحق في انتقاد أسلوب حياة, بالقدر الذي يتيح لنا التعامل مع هذا الأسلوب بتكيف قد لا يتفهمه الكثيرين أو قل الكثيرات من العاملات في المجال الأكثر انفتاحا?ٍ في هذا البلد:حقوق الإنسان.
هنا, غالبا?ٍ ما تحصل إشكاليات خاصة بما ترتديه النساء يمتد أحيانا إلى مساجد عواصم بعض المحافظات, صنعاء على رأسهن, كإشكالية ترافق الناشطات والعاملات في المنظمات المدنية, ومن الصعب على إي ناشطة تحاط بمفاهيم القبيلة والسلوك الاجتماعي العام مجارات نمط الحياة الذي تعيشه هذه السيدة, التي أوجدت عام(2004م) منتدى الشقائق العربي, كمنظمة يمنية تهتم بـ(حقوق الإنسان,إجمالا, والنساء خصوصا?ٍ?ٍ), ومنذ ذلك الحين نمت هذه المؤسسة لتصبح رصيدا?ٍ جيدا?ٍ لكشف الانتهاكات, ومغالطات في لقاءات دولية, تكون حالة حقوق الإنسان في اليمن, احد النقاط المثيرة للنقاش.
ولان, حقوق الإنسان تركة معقدة, وطريق مفروش بالشوك والشك وعلامات الاستفهام, تبقاء طريقا?ٍ سهل للشهرة والحصول على التأثير, والقدرة على التجديد في الرؤى والمنطلقات, وفي البداية:الضغط على دواسة البنزين للوصل إلى أقصى سرعة كثيرا?ٍ ما تجدي,,, لكنها في النهاية:تمتد القدم إلى دواسة الفرامل لتفادي الاصطدام, لذا تحذوا كل الحقوقيات اليمنيات, حذوا, أمل الباشا بطريقتهن الخاصة, على الأقل, اليوم, قبل أن يفرمل سلوكهن المجتمع, ونظرات المتطفلين.أيضا.
ليس, على افتراض أن عالم “حقوق الإنسان” يجلب إليه عشرات النساء سنويا?ٍ, بإنشاء منظمات مدنية جديدة اتخمت بها العاصمة وتفتقر إليها مدن أخرى, بل هي كل تفاصيلها, يجد المتابع نجاح كبير للنساء أكثر من الرجال في هذا الميدان, يوازي النجاح, لهث الجميع “خلف التمويل القادم من منظمات أجنبية”, ويسر من:الدعم الحكومي, لتنهض هنا منظمة “تهتم بالشباب, وأخرى هناك تهتم بالنساء, وغيرها بحقوق الإنسان, لكن اللافت حقا?ٍ هو:اقتصار عمل تلك المنظمات على التوعية والتدريب, بدون الاقتراب إلى الممارسة الفعالية للمشاكل وصولا?ٍ إلى حالها.
لا تخفي العاملات في المجال الإنساني ذا الطابع اليمني, تخوفهن من تسربهن نحو دائرة الصراع الخفي على تقاسم “الدعم وجلب التمويل” لمشاريع نخبوية لا تحل حتى جزاء من مشاكل الواقع المعاش, مؤملات العيش بسلام بعيدا?ٍ عن هذا كله, لكن الواضح-حاليا?ٍ-الإصرار على المضي بمشروع يراه الكثيرين ناجح لكن بمضامين اقل أهمية.
في هذا الوسط, يمكن مشاهدة, ابرز ما تقدمة دور الأزياء والبساطة وأسلوب العيش الغربي لنساء يمنيات, وعربيات وقليل من حاملات الجنسيات الغربية, هذا الوسط اقرب إلى المكاتب الدبلوماسية من غيره من الأوساط الأخرى, اقرب من مسئولي الحكومة أنفسهم.
إجمالا, الحديث عن جغرافية هذا الوسط لا يذهب إلى القول انه سيئ- كما سيعتقد البعض- بل حديث عام تحرر قليلا?ٍ من التزامات الاقتراب صوب هذا العالم المليء بالمفارقات الجديرة بالملاحظة, والتدقيق بشكل عابر في تفاصيل صانعيه.
*كاتب وصحفي من ذمار
SAQR770@GMAIL.COM