الخلاف على دمشق كمكان (جوهري أم شكلي)
طالعتنا وسائل الإعلام مؤخرا عن حراك في مياه ملف المصالحة الراكد منذ يزيد عن ثلاث سنوات والذي نتج عنه نتائج وخيمة على النسيج الوطني والاجتماعي والأسري.
وجاء اجتماع طرفي الانقسام فتح وحماس بدمشق وإعلانهم عن الاتفاق على ثلاث نقاط من أصل أربع نقاط يختلفون عليها لإتمام المصالحة والنقطة المتبقية هي الملف الأمني مع تأكيد الطرفين أن هذا الملف اجل لأمور فنية فقط وهو عدم وجود مختصين في هذا الملف خلال الاجتماع الأخير .
وبشر الطرفين أبناء الشعب الفلسطيني آن الانقسام يوشك أن ينتهي بمجرد عقد اجتماع للجنة أمنية متخصصة لإنهاء هذا الملف ومن ثم التوقيع على الورقة المصرية لإتمام المصالحة وإنهاء الانقسام المرير بين شقي الوطن والمواطن ? بل زاد الأمر أن كلا الطرفين أكدا عبر مسئولين كبار في الحركتين أن هناك مرونة لدى الطرفين ونية قوية لإنهاء الانقسام .
وانتظر المواطن الفلسطيني المكتوي بنار الانقسام ونتائجه الكارثية على الشعب والقضية الفلسطينية ال20 من شهر أكتوبر الحالي لانعقاد اجتماع دمشق بين حماس فتح ? ولكن مر هذا التاريخ وأعقبه أيام أخرى وحتى لحظة كتابة هذا المقال لم يجتمع الطرفين .
بدل تنفيذ الاجتماع والخروج بنتائج ايجابية طالعتنا وسائل الإعلام برفض فتح عقد الاجتماع في دمشق وذلك عقب المشادة التي حصلت بين الرئيس محمود عباس والرئيس السوري بشار الأسد خلال القمة العربية الأخيرة بمدينة سرت الليبية ? فطلب الأخوة بفتح من حماس باختيار مكان أخر لعقد الاجتماع وأوعز الرئيس عباس لعزام الأحمد بسرعة التواصل مع حماس واتفاق على مكان آخر لعقد الاجتماع باعتبار أن المكان هو سبب شكلي وليس جوهري.
خلاصة القول مادام كلا الطرفين أبديا الموافقة على الشروع في تذليل العقبات أمام إتمام المصالحة وتصريح أكثر من مسئول أنهم سيبدون مرونة كبيرة من اجل إتمام المصالحة ? فان المكان ليس بسبب جوهري أو مهم لعدم انعقاد الاجتماع ولا يجوز لطرف التمسك بمكان بعينه لعقد الاجتماع حتى لا تفهم أن دولة ما أنها تريد فرض قراراتها على الشأن الداخلي الفلسطيني.
أطالب الأخوة في حماس وفتح لتجاوز هذه النقطة الشكلية والاتفاق بأسرع وقت ممكن على عقد الاجتماع المخصص لمناقشة الملف الأمني والبناء على الأجواء الايجابية لدى الطرفين وتفويت الفرصة على الاحتلال المستفيد الأول والأخير من هذا الانقسام إن كانوا فعلا يريدون إنهاء الانقسام وإلا ستفهم عكس ذلك .
أيها القادة إن للشعب حق عليكم بان تتنازلوا عن مطالبكم الشخصية والحزبية للمصلحة العامة وليس العكس ? إن دماء هذا الشعب هي الجسور التي أوصلتكم إلى هذه المناصب .
نرحب بأي جهد عربي أو إقليمي ودولي يصب في المصلحة العامة للشعب الفلسطينية بعيدا عن المصالح الذاتية لتلك الدول .
انتهى ????