عن عمر يناهز السنتين والنصف.. الاخطبوط بول يفارق الحياة
أعلن في برلين يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول عن وفاة أحد أهم أعلام التنبؤ في عالم الرياضة الذي كان أول من اشار الى ان إسبانيا? وللمرة الأولى في تاريخها ستتوج بطلة لكاس العالم بكرة القدم في مونديال 2010 بجنوب افريقيا? انه الأخطبوط الأشهر باول.
وقد افاد موقع “سي لايف” ان المنية وافت باول في الساعات الأولى من فجر الثلاثاء? اذ فارق الأخطبوط الألماني الذي ينحدر من أصول بريطانية عن عمر يناهز السنتين ونصف السنة? برع خلالها في التنبؤ بالفائز في مباريات رياضية أوروبية ودولية مهمة.
وقد تجلت مواهب الأخطبوط باول في معرفة الفائز في المباريات عبر اختياره لطعامه من أحد الصندوقين المليئين بالطعام? اللذين يحملان علمي البلدين المتنافسين.
وعلى الرغم من الحماس الشديد الذي كان يبديه مشجعو الفريق الألماني? وثقتهم بآراء العديد من المحللين الرياضيين في البلاد وخارجها بأن منتخبهم يعد المرشح الأقوى للفوز بالكأس? إلا ان ذلك لم يثن باول عن حسم الأمر والإشارة بشجاعة ووضوح الى ان المنتخب الألماني لن يتمكن من التأهل حتى للمباراة النهائية? وهو ما أثار غضب المشجعين الذين رأوا في تنبؤات “نوستراداموس 2010” دافعا للانتقام منه? والتعبير عن الرغبة الشديدة بالتهامه? الأمر الذي دفع الكثير من أصحاب المطاعم في العالم الى حذف طبق الأخطبوط من قائمة الأطباق تضامنا مع باول.
وقد دفع تطرف بعض المشجعين وكرههم الشديد للأخطبوط المنجم المشرفين على باول الى تعيين حارس شخصي له للحفاظ على حياته? الذي كان يسمح للمعجبين بتصويره عن بعد كي لا تسبب ومضات أجهزة التصوير أي إزعاج له? كما كان يحرص على ألا يدق أحد ولو برفق على زجاج الحوض الذي كان يعيش فيه الأخطبوط الموهوب.
وكان بعض المدافعين عن حقوق الحيوان قد دعا الجهات المسؤولة عن الأخطبوط الى إطلاق سراحه? إلا ان الجهة المتابعة لأمور باول عارضت هذا الاقتراح بشدة? إنطلاقا من الصعوبات التي قد تواجهه في سعيه لسد رمقه في عرض البحر ? وما قد يترتب على ذلك من سلبيات أولها ابتعاده التام عن عالم التنبؤات الرياضية.
وتوالت الأحداث ليعلن عدد من المشجعين الهولنديين حنقهم على باول? الذي تنبأ بخسارة فريقهم أمام إسبانيا في المباراة النهائية? لما كان يحذوهم من أمل بأن تتمكن هولندا من استغلال الفرصة وتصبح العضو الثامن في نادي النخبة? الذي يضم الدول التي فازت بكاس العالم.
وهنا تدخل الإسبان الذين اكتفوا بتنبؤ باول? واعتبروه نذير خير يلهم لاعبي الماتادور ويشحذ عزيمتهم? فأعلن نواب برلمان ووزراء يتقدمهم رئيس الحكومة الإسبانية عن استعداد مدريد لإرسال وحدة عسكرية للدفاع عن مصالحها في جنوب افريقيا المتمثلة في “باوليتو”? ليختتم المونديال بهزيمة منتخب الطواحين? الذي أهدر الفرصة للمرة الثانية في تاريخه? اذ انه كان قد خسر في المباراة النهائية أمام الأرجنتين في عام 1978.
بعد الإعلان عن وفاة الأخطبوط باول? جال في اذهان البعض ان أحدهم قد تمكن من الوصول الى هدفه واستطاع ان ينال من باول بدس السم له? وهو ما عززه الإعلان عن الانتهاء من تصوير فيلم كوميدي في جنوب افريقيا يحمل عنوان “مقتل الأخطبوط باول”? لكن الجهة المسؤولة عن حماية باول أكدت مجددا ما كانت قد اشارت اليه? وهو ان الأخطبوط حيوان مائي لا يعيش طويلا? وان حياته لا تزيد عن 3 سنوات فقط? مشددة على ان باول مات ميتة طبيعية.
وكان المغني المشهور بيري غيب قد ألف أغنية مهداة لعشاق الأخطبوط العراف وانجازاته? أطلق عليها اسم “نحبك يا باول”? بدأ البعض يطالب بتسجيلها بصحبة آلة الـ “فوفوزيلا” الافريقية? التي لم تفق شهرتها في مونديال 2010? سوى شهرة الأخطبوط الراحل.