“دراسة حديثة” تكشف عن علاقة القيم الخبرية التي تتناولها الصحف ونمط ملكية كل صحيفة
كشفت دراسة إعلامية حديثة عن وجود علاقة ارتباطيه بين الفئات العمرية المختلفة للصحفيين ?وبعـض نوعيات القضايا السياسية ?والعلاقات العربية ?والعلاقات الدولية اليمنية? بينما لا توجد أي علاقة فيما يخص القضايا الأخرى ومن بينها الاجتماعية?والاقتصادية.
وبينت الدراسة التي حصلت بموجبها الباحثة عواطف حسن حيدر اليافعي –المعيدة بقسم العلاقات العامة والإعلان بجامعة صنعاء- على درجة الماجستير بامتياز من كلية الإعلام جامعة القاهرة – غياب العلاقة بين المؤهل الدراسي للصحفيين اليمنيين ?و أجندة القضايا المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بإستثناء ما يخص دور الأمم المتحدة..وكذلك عدم وجود علاقة إحصائية دالة بين سنوات الخبرة ? ونوعية تلك القضايا.. إلى جانب غياب العلاقة ذات الدلالة الإحصائية بين المؤهل الدراسـي ? والأجـندة المتعارف عليها لدى مختلف المصادر المحلية والدولية والتي يعتمد عليها الصحفيون في كتاباتهم الصحفية?وذلك وفقا?ٍ لاختلاف نمط ملكية كل صحيفة على حدة.
وذكرت الدراسة التي تمت مناقشتها الخميس قبل الماضي في “كلية الإعلام – بجامعة القاهرة”- بأن المصادر الرسمية “الحكومية”للمعلومات? ووكالة سبأ للأنباء يعدان أهم مصادر المعلومات بالنسبة للصحف الرسمية –في حين تعتمد الصحف الحزبية بدرجة أكبر على ما يثيره ويقدمه الكاتب من معلومات وفقا?ٍ لانتمائه الحزبي? بينما تعتمد الصحف الأهلية على الجمهور في تحديد ما تتبناه من قضايا.. مشيرة إلى وجود اختلاف بين الصحف فيما يتعلق بأجندتها في تناول القضايا والمشكلات المجتمعية , وذلك وفقا?ٍ لاختلاف نمط ملكية الصحيفة? وانتمائها السياسي? فالصحف الرسمية تركز على تناول القضايا الاجتماعية بدرجة أكبر من الصحف الحزبية والأهلية التي تركز على القضايا السياسية? كما تختلف أيضا طبيعة التناولات والعرض لتلك القضايا وفقا?ٍ للانتماءات السياسية للصحف? والصحفيين أنفسهم.. وفي حين تعتمد الصحف الرسمية بدرجة أساسية على وكالات الأنباء الدولية والعربية فقط? فإنه يندر اعتماد الصحف الحزبية والأهلية عليها? حيث تعيق الإمكانيات الاقتصادية المحدودة لها ذلك.
وأشارت الدراسة المعنونة بـ”العوامل المؤثرة في بناء أجندة الصحافة اليمنية”- إلى وجود علاقة ارتباطيه بين وظيفة الصحفيين ?وبعض نوعيـات قضـايا (العلاقات العربية ?والعلاقات الدولية اليمنية )لصالح الوظائف الصحفية العليا.
وحسب الدراسة فإن هناك اختلاف في التأثير النوعي للقوى السياسية فيما يتعلق ببناء أجندة قضايا الصحف اليمنية وذلك وفقا?ٍ لإختلاف (نوع القضية ) ?ومدى قربها أو بعدها عن المجال السياسي الداخلي والخارجي لليمن..فالضغوط الواقعة على الصحفيين العاملين في الصحف الرسمية من قبل القيادات الإعلامية ? هي الأساس التي يستندون إليها في طبيعة تناولانهم وعرضهم للقضايا المجتمعية وتحديدا السياسية منها ?بينما تتحكم عوامل الضبط الاجتماعي والشخصي في تناولانهم للقضايا الاقتصادية والاجتماعية حيث تقل أو تتلاشـى الضغوط التي يتعـرضون لها..كما أن لـ”الثقافة التنظيمية ” تأثير قوى يتجسد في “السياسة التحريرية” التي تقلل من درجة حرية الصحفي في بناء القضايا وصياغة مضامينها وذلك في الصحف الرسمية بأعلى نسبة ?تليها الصحف الحزبية(منع أو تغيير وتعديل المواد الإخبارية التي يجلبها الصحفيون) الأمر الذي يؤدي إلى تراجع دور الصحفي في تقريره لما ينشر من مواد إخبارية.
وأوضحت الدراسة بأن الصحفيون العاملون في الصحف الأهلية أكثر تحررا?ٍ في تناولاتهم للقضايا المجتمعية عامة حيث لا يلتزمون بسياسة حزب أو سياسة دولة تتحكم في عملية اختيارهم للمضامين الصحفية الخبرية? وحتى طريقة تناولها.
وفي حين بينت الدراسة بأن مؤسسة الرئاسة هي القوة الأكثر تأثيرا?ٍ على بناء أجندة القضايا السياسية اليمنية تحديدا?ٍ في كل الصحف اليمنية ?ذات أنماط الملكية ?والتوجهات السياسية المختلفة بلا إستثناء.. فقد أشارت إلى أن الرأي العام هو القوة الأكثر إعتبارا?ٍ وتأثيرا?ٍ في بناء أجندة كل القضايا غير السياسية (الاقتصادية ?والاجتماعية ?والأسرية?العنف.)..مشيرة إلى وجود اختلاف في قوة تأثير مؤسسة الرئاسة على أجندة القضايا السياسية -غير اليمنية- ففي الوقت الذي يزداد تأثيرها على الصحف الرسمية ?فإنه في المقابل يقل على الصحف الحزبية التي تؤثر بسياساتها التحريرية بدرجة أكبر ?وتتأثر الصحف الأهلية بالقناعات الشخصية للصحفي ذاته فيما يخص تناولاتة للقضايا (العربية?الدولية ?الأمم المتحدة?الجامعة العربية).
وكشفت الدراسة البحثية عن وجود علاقة إرتباطية بين القيم الخبرية التي ت?ْعنى بها الصحف في مضامينها?وبين نمط ملكية كل صحيفة? مشيرة إلى أن الصحف الرسمية تستخدم قيمة ” شهرة الدولة”? بينما الصحف الحزبية والأهلية تستخدم قيمة “شهرة المؤسسة”? وكذلك قيمة ضخامة الأرقام في الصحف الرسمية (لعرض الإنجازات الحكومية)? وفي المقابل هناك قيم ضخامة الأطراف المشاركة ” في الصحف الحزبية وال