جنوب إفريقيا: كأس العالم وتأثيره على العمل في مجال الجنس والإصابة بفيروس نقص المناعة
أصدر قطاع العمل في مجال الجنس في جنوب إفريقيا تقريرا?ٍ جديدا?ٍ أظهر أن كأس العالم الذي أقيم في البلاد مؤخرا?ٍ لم يتسبب في ازدهار العمل في مجال الجنس. واستنتج التقرير أن آلاف الدولارات التي تم صرفها على تمويل الحملات غير المجدية للوقاية من فيروس نقص المناعة البشري قد ص?ْر?فت بدون جدوى.
وقد أظهر هذا البحث الجديد الصادر عن فريق العمل المعني بتوعية العاملين في مجال الجنس بجنوب إفريقيا بالتعاون مع شركاء آخرين مثل صندوق الأمم المتحدة للسكان أن العمل في مجال الجنس لم يتسبب? خلافا?ٍ للتوقعات? في أي ارتفاع في نسبة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري خلال فعاليات كأس العالم التي ن?ْظ??مت في جنوب أفريقيا مؤخرا?ٍ واستمرت لمدة شهر واحد.
وقامت هذه الدراسة? التي تعد الدراسة الأولى من نوعها التي تتناول بالبحث تأثير كأس العالم لكرة القدم على قطاع العمل في الجنس في بلد مضيف? بمقابلة العاملات في مجال الجنس اللواتي أعلن عن خدماتهن في إعلانات مطبوعة أو منشورة على الإنترنت? وتوصلت إلى أنه بالرغم من زيادة عدد العاملات في مجال الجنس اللواتي أعلن عن خدماتهن إلا أن هؤلاء العاملات لم يتحدثن عن زيادة كبيرة في عدد زبائنهن. ووفقا?ٍ للبحث? وصلت نسبة استخدام الواقيات حوالي 99 بالمائة.
وأعلن فريق العمل المعني بتوعية العاملين في مجال الجنس أنه لم يتوصل إلى أية أدلة على انتشار الاتجار بالبشر? داعما?ٍ بذلك تصريحات وزارة العدل بجنوب أفريقيا. كما أوضح أن نسبة الإعلانات التي قام بنشرها العاملون في مجال الجنس من خارج جنوب إفريقيا قد شهدت انخفاضا?ٍ.
وكان ما أطلق عليه فريق العمل المعني بتوعية العاملين في مجال الجنس بـ”الإثارة الإعلامية” قد تنبأ في الأشهر السابقة لكأس العالم بأن حوالي 100,000 عامل في مجال الجنس سيتوافدون على جنوب إفريقيا لتلبية احتياجات السياح? وأن الممارسات الجنسية غير الآمنة بين العاملين في مجال الجنس وزبائنهم قد تتسبب في زيادة نسبة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري. كما أفادت التنبؤات بأنه ستتم المتاجرة بالنساء والأطفال وتهريبهم إلى المدن المضيفة ضمن تجارة الجنس? وأن البلاد التي يصل معدل انتشار فيروس نقص المناعة البشري فيها إلى 19 بالمائة ستعاني من نقص في الواقيات.
ومن جانبه? قام فريق العمل المعني بتوعية العاملين في مجال الجنس بزيادة حملاته الخاصة بالجنس الآمن بثلاثة أضعاف تقريبا?ٍ خلال كأس العالم? وذلك عن طريق التوزيع المكثف للواقيات بشكل عام وتنظيم ورشات عمل حول الجنس الآمن وتخصيص خط مساعدة هاتفي للعاملين في مجال الجنس.
مال كثير وتوجه خاطئ
ووفقا?ٍ لبيان صادر عن فريق العمل المعني بتوعية العاملين في مجال الجنس وصندوق الأمم المتحدة للسكان? تدل نتائج البحث على أن الخوف العام? وليس الأدلة المنطقية? هو ما حرك العديد من برامج الوقاية من فيروس نقص المناعة البشري التي تستهدف العاملين في مجال الجنس وزبائنهم المحتملين خلال انعقاد هذا الحدث الدولي الذي استمر لمدة شهر كامل.
وجاء في البيان أنه “استجابة للتهيج الإعلامي والمخاوف الشعبية? قامت العديد من الوكالات الوطنية والدولية العاملة في مجال الصحة وقضايا النوع الاجتماعي والتنمية باستثمار كميات كبيرة من الأموال في توزيع الواقيات الذكرية مجانا?ٍ? وتنظيم حملات إعلامية كبيرة للتوعية بفيروس نقص المناعة البشري/الإيدز بالإضافة إلى حملات مكافحة الاتجار بالبشر…ولكن أيا?ٍ من هذه الاستثمارات لم يكن مبينا?ٍ على بحوث أو تحقيقات دقيقة وكان من الممكن أن تحقق نتائج أفضل لو تم استخدامها بطريقة هادفة”.
وصرحت رئيسة الأبحاث مارليس ريختر لخدمة بلاس نيوز التابعة لشبكة الأنباء الإنسانية (ايرين) أنه كان من الممكن أن يتم تخصيص الأموال التي تم إنفاقها على هذا النوع من البرامج بشكل أفضل لحماية العاملين في مجال الجنس من زيادة انتهاكات حقوق الإنسان التي تعرضوا لها خلال كأس العالم على أيدي المسؤولين عن تطبيق القانون والتي تمثلت في المضايقة والعنف والرشوة الجنسية .
كما أفادت المؤسستان? اللتان انتقدتا عدم توزيع الواقيات النسائية كجزء من التدابير الرامية للوقاية من فيروس نقص المناعة البشري خلال كأس العالم? أنهما تأملان أن يساهم هذا البحث في تنوير برامج الوقاية من فيروس نقص المناعة البشري التي سيتم تنظيمها في المستقبل على هامش بعض الأحداث الدولية مثل كأس العالم لعام 2010.
وأفادت المنظمتان في بيان مكتوب أنه ” ينبغي على الحملات والبرامج المستقبلية التي تركز على العمل في مجال الجنس والاتجار بالبشر والأحداث الرياضية الدولية أن تستند إلى بحوث منهجية وليس إلى الإثارة الإعلامية التي تؤدي إلى تضخيم وصمة العار ضد العاملين في مجال الجنس وزيادة تعرضهم للعنف”.
وسيقوم فريق العمل المعني بتوعية العاملين في مجال الجنس بنشر تقرير متابعة في جوهانسبرج في نهاية شهر نوفمبر يبحث في تأثير كأس العالم على العمل في الجن