الاتحاد العربي وصمت قمة سرت
كم نخشى بالفعل من أن يأتي اليوم الذي نروي فيه للجيل الأصغر سنا?ٍ في الأيام المقبلة بعض المواقف النبيلة التي بادر إليها قادتنا فيفغرون أفواههم ليس أعجابا?ٍ واحتراما?ٍ ولكن من الدهشة وعدم الفهم…!!!
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا يبدوا التمسك بهذه المبادئ الأخلاقية في ميدان السياسة آخذ في الانحسار ليس في دهاليز بيروقراطيتنا العربية بل في مؤتمراتنا وتجمعاتنا العربية أيضا?ٍ…!! ليحار المرء في تحديد التوجه هل هو تطور طبيعي لحق بالسلطة…?!! أم لحق بالجمهور من الناس…?!! مشاعر متضاربة وأسئلة تأتي و تذهب لاتحمل أجوبة ولكن تحمل غضب وأنت تنظر في وجوه قادتنا وهم يخطبون من خلال منابر مؤتمراتهم وهم لايراعون لغة الأسرة الواحدة? بل يرتعبون من التلميح بها تحت أي مسمى حتى وأن كان الاتحاد العربي…!! حين قدمت اليمن مبادرتها ولها الحق كل الحق أن تسجل هذا السبق النابع من خصوصية مجتمعها الموحد منذ أكثر من عشرون عاما?ٍ ولا يخفى على الجميع الأصداء التي حققتها المبادرة اليمنية الذي وضعها بكل قوة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح داخل القمة وخارجها الداعية إلى إنشاء إتحاد عربي على غرار الاتحاد الاروبي عوضا عن الجامعة العربية…!!! التي شاخت مع مؤسسيها وتداعت وتآكلت حتى أصبحت لاأثر لها يذكر ولا صدى يرجع على صعيد القضايا العربية الراهنة.
وقيمة المبادرة اليمنية بدفعها إلى مجال تتقلص فيه الأطماع السياسية ودوائر الخلافات والصراعات داخلها? إلى دوائر تتوافق فيها المصالح وهو المجال الاقتصادي الذي سيجعل العرب بنك اقتصاديا?ٍ كبيرا?ٍ من خلال مؤسسات? وشركات وأنشطة تجارية? متكافئة لتخلعهم من دور التابع بعد أن فشلت الجامعة العربية عن مواكبة التطورات العالمية والتفاعل معها في ضل الاتحادات العالمية? وفوق كل هذا تجاهل الأعلام العربي هذه المبادرة والأجواء التي حفت بها وماهو الصدى الذي تركته لدى مشاعر وانطباعات الجماهير العربية في كل مكان والتي زرعت في النفوس تفاؤلا?ٍ بأن المستقبل يمكن أن يكون أفضل وعلى نفس الصعيد أيضا تجاهل الأعلام العربي مبادرة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بجعل عام 2010 عام للشباب وعلى إثره يتم إلزام الدول العربية والإسلامية والجمعية العامة للأمم المتحدة لدعم هذه المبادرة التي ستوجه للشباب الذي يقف بين مطرقة السلطة وسنديان التنمية الغائبة غاضبا?ٍ ناقما?ٍ فيصبح أداة هدم? وقتل? وإرهاب لتنظيمات متطرفة تثير القلاقل? والفتن? وتزعزع الأمن? والاستقرار? لتشويش الصورة لمستقبل أوطانهم بدل أن يكونوا أدوات بناء وتشييد من خلال إستراتيجيات عربية تأهل الشباب? وتشركه في أخذ القرار? والتصدي لكل مظاهر البطالة? والجهل? والفقر.
لذا فأن جموع المواطنين العرب كانوا ينتظرون من ملوكهم ورؤسائهم إلا تسود وجوههم حين أصيبت بالصدمة لمبادرات أصبحت ضرورية لإعادة اللحمة العربية المستقلة اقتصاديا?ٍ? وبشريا?ٍ… مترجمة من أرض الواقع فأرعبوا الشارع العربي ففي الوقت الذي عبست فيه بعض وجوه الحاضرين لقمة سرت كانت المبادرة اليمنية والتونسية تزحف بكل قوتها نحو الشارع العربي ومباركته لمثل هذه المبادرات
فاصلة :
في عالمنا العربي الأول خائف من الثاني ?والثاني خائف من الثالث? والثالث خائف من الأول ?والخائف خائف من الخائف
” أحمد إبراهيم / روائي ليبي ”