د. محسن خليل : وفي الليلة الظلماء ي?ْفتقد البدر
فقدت القضية الوطنية الأحوازية رمزا?ٍ كفاحيا?ٍ مقاومأ باسلا?ٍ طالما منحنا ـ الفقيد ـ مد?ه المعنوي باصالته الفكرية وصرامته المبدئية وعنفوان ارادته الحازمة الحرة المتيقنة. كان المناضل الفقيد ابا علي هو خير ناصح لنا كوفد وطني أحوازي زار القطر العربي المصري لمرات عديدة بهدف تسليط الأضواء على القضية العربية الأحوازية في ظل تعتيم ايراني صفوي يجد منفذا?ٍ له في الرؤية الطائفية عند بعض المتأسلمين ممن يرتعون بخيرات الأحواز ويرتشون بأموال الفرس التي يسرقها الحكام الفرس المحتلين من أرض الأحواز الغنية.
كان أبو علي عند كل رحلة الى القاهرة على رأس جدول أعمالنا? نلتقيه في البدء مع أخوته المناضلين الصادقين في مواقفهم الوطنية والقومية الدكتور عبدالواحد الجصاني والدكتور عبدالستار الراوي وغيرهم من الوطنيين العراقيين . . . نلتقيه في حوزته المناضلة المفتوحة لكل من يكافح من أجل وطنه العربي. كان بيته مقر?ه وكان مكتبه. وكان منطلقه نحو تعميم خبرته. كنا نقصده هناك لنتعلم ونستزيد من خبراته التي منحتها له تجاربه المجيدة? كان منذ البدء يستمع الينا بكل عقل مدقق منهجي صبور? ثم ينطلق في رؤية تحليلية كلية تلتقط الجوهري والاساسي في المشروع الذي نبحث عن مناصريه? كان لا يبخل علينا بمشورة ولا يحرص على قيد أنملة من النصائح لأنه كان يقول:”إن المعركة الوطنية والقومية هي معركة واحدة? وإن تعددت ساحاتها? وكان يجزم القول بأن الساحة العراقية ستكون المرتكز لتحرير عربي واسع وشامل? إذ كان العراق هو المبادر في كل عمل فياض بالإخلاص الوطني والقومي منذ دعم العمل الوطني الفلسطيني المسلح الى تزويد عوائل الأستشهاديين بمساعدات تعوضهم عن وجود ابنائهم? وإن كان هذا التعويض لا يرقى الى الثمن الحياتي الذي يدفعه الاستشهاديون .
كان ابو علي ـ رحمه الله ـ متيقنا?ٍ بأن أي عمل يستهدف أعداء الأمة هو لخدمة العراق واي عمل يستهدف تحرير العراق هو لخدمة الأمة باكملها? لذلك محض القضية الوطنية الأحوازية كل عصارة فكره الطليعي المتنور المتبصر الناضج والحكيم والمبادر? وكان يعتبر الاجرام عند الملالي الفرس هو اجرام متأصل لا ينفع معه غير الإستئصال جذريا?ٍ عبر الكفاح بكل أشكاله وتجريع مشعوذيهم السم الزعاف? وهي امثولة ينبغي ان توضع في باصرة كل المناضلين وتحتل المركز من ذاكرة كل المكافحين? فإيران النظام والملالي هي الوجه الآخر للطغمة الصهيوأمريكية التي استهدفت وتستهدف الوطن العربي? فكلاهما متعاونان على القضم والضم والإحتلال ونشر التخلف والتأخير والتفتيت .
يتذكر الوفد الوطني الأحوازي ذلك الإجتماع المبدئي الذي عقد في المقر التابع للمؤتمر الناصري العام? كان فيه بعض الحضور ممن تلبسهم الأوهام وضيعتهم الأحلام فوجدوا في ايران كم?ا?ٍ مضافا?ٍ ولم يعرفوا الخطوات الفارسية الملغومة والمخاتلة في محاربة كل ما هو عربي? سواء?َ في وطننا الأحوازي المحتل منذ العام 1925م أو في العراق وفي بلدان الخليج العربي? وهو أمر?َ شارك فيه العديد من المتحدثين الناصريين والسوريين والمصريين والعراقيين والأحوازيين في دحض منطلقات هذا البعض وتسفيه افكارهم ولكن مع صعود المناضل الباسل الفقيد الدكتور محسن خليل والدكتور عبدالواحد الجصاني منبر الكلام التحليلي المقرون بالوقائع العملية والأهداف السياسية الجلية وج?ها هذان المناضلان العروبيان رؤيتهما المبدئية والسياسية التي القمت المراهنين على ايران حجرا?ٍ وأوضحا الحقائق والبراهين التي تنطلق من أجلها هذه الدولة والنظام الفارسي المحتل الحاقد? ولعل ما قاله المجاهد الكبير المناضل محسن خليل ـ ابو علي ـ هي خير شاهد على تلك الرؤية? فنستميح كل المتابعين العودة الى مضمون تلك الندوة التي بثتها قناة الرافدين الفضائية في الذكرى 83 عاما?ٍ من الإحتلال الفارسي للأحواز وكانت الندوة والبث بتاريخ 20 نيسان / ابريل العام 2008م? وكلمة الدكتور الفقيد الرائعة.
ولا نذيع سرا?ٍ اذا قلنا أن الفقيد الكبير كان من الرو?اد العرب الذين تباصرنا معه في توليد حالة كفاحية متطورة ومتقدمة تحاول لملمة اشلاء العمل الكفاحي الأحوازي باتجاه استمرار الصراع الثوري الحازم والمقاوم ضد قوات الإحتلال الفارسي الصفوي الجاثم على الأرض الأحوازية وكان ذلك ايذانا ببروز المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم) الثورية والوطنية? وبارك هذا العمل هو ورفيقه الدكتور عبدالواحد الجصاني وكانت له كلمة بارك فيها هذه الولادة .
فيا ابو علي الذي نفتقدك كما يفتقد أبناء شعبك / شعبنا / أمتك / امتنا ذلك البدر المنير طريق الظلام المعتم المفروض من قبل كل الأعداء : أعداء الأمة العربية الأستراتيجيين والتكتيكيين نقول لك : نفتقدك في هذا الليل المعتم من هجوم الأعداء? ولكن ستظل روحك وارادتك ومواقفك هي الهادي لنا في رحلة الكفاح الطويل الذي يحرر امتنا ويشد ارادتها نحو مستقبل مضيء يرفل فيه أبناء شعبنا العربي من المحيط المغربي الى الخليج العربي وفي القلب منه شعبي العراق والأحواز بح