نحو وطن بلا شيوخ … ومواطنون لا رعايا !!
ألا ترون كيف أنه حين تذكر القبيلة فلا نستحضر سوى الشيخ ويتوارى كل أبناء القبيلة خلف اسمه وعائلته !!
أعتز بأبناء القبيلة حين أنظر إليهم فأراهم “مواطنين أحرار “? يمتلكون من القوة والقدرة على رفض كل ماينتقص حقوقهم أو ينتهك حرياتهم ? وانظر إليهم بأسى وإشفاق حين يبدون لي مجرد “أتباع” لا وزن لهم ? و “أرقام” في كشوفات شؤون القبائل ورواتب العسكر يقبض ثمنها الشيخ بالنيابة عنهم .. ليعيش وعائلته في رفاهية وبذخ في حين يقبض “الأتباع” الوهم والسراب ويعيشون دون حدود الكفاف !!
أعتز بأبناء القبيلة حين يلوحون “مواطنين سواسية” .. لا يمتاز عليهم الشيخ وأبناء الشيخ وبيت الشيخ وعائلة الشيخ .. وأنظر إليهم بأسى وإشفاق ? حين يبدون لي مجرد “رعايا” لا دور لهم إلا زيادة نفوذ الشيخ ? شيخهم هو الشيخ وعضو مجلس النواب والشورى والمجلس المحلي ? وهو وحده فقط من يمثلهم في الداخل والخارج ? في تمييز طبقي بغيض يتوارث المركز الأعلى فيه هو وبنيه من بعده . في حين كتب على “الرعايا” أن يكونوا الأدنى والأقل شأنا هم وأبناهم وأبناء أبناءهم !!
اعتز بالقبيلة حصنا للتضامن والتكافل وملاذا للنخوة والشرف ? وامقتها وكرا?ٍ وملاذا للقتلة وقطاع الطرق ? وموقدا لحروب وصراعات عبثية وحده الشيخ الآمن فيها ومن يقبض ثمن الدماء والأشلاء !!
أؤمن بأن أقدس معاركنا المدنية هي تلك التي سنخوضها لمناهضة التمييز الطبقي في اليمن بين الشيوخ والرعايا ? وتحرير الوطن من عنصريتهم وويلات عبثيتهم وانتهاكهم للقانون واستيلائهم على الأموال والممتلكات العامة وممانعتهم لنشوء الدولة المدنية ? إن نضالنا الاجتماعي لا يقل قداسة وعدالة عن نضالنا في وجه الاستبداد السياسي وفي سبيل انتزاع حقوقنا الديمقراطية .