قرى يمنية.. رسوم خدمية لا يقابلها أبسط الخدمات الحكومية
كشف فريق الرصد المكلف بتنفيذ برنامج مشروع نشر ثقافة حقوق الإنسان ورصد الانتهاكات في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتقديم المساعدة القانونية الذي ينفذه مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان بالتعاون مع مؤسسة المستقبل الدولية FFF " عن جملة من الانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون في محافظات عدن ولحج وابين والضالع وشبوة . حيث أشارت الراصدة سهام فوري إلى عدد من السلبيات التي تم رصدها خلال النزول الميداني الذي شمل فرى (الصمصام والعسالي سفيان) والتي تؤثر على البيئة وعلى وضعية المواطن الحياتية في ظل هذه البيئة والتي قد تدخل صورة غير مباشرة في الانتهاكات فيكون الإنسان هو العامل المؤثر والمتأثر في آن واحد ومن ضمن الانتهاكات التي تم رصدها انتهاكات في مجال ( حق البيئة النظيفة) حيث تم رصد حالات انتشار النفايات وتكدسها في الشارع دون توفر أوعية وأماكن خاصة لحفظ وتجميع هذه النفايات وذلك على الرغم من وجود (صندوق النظافة ) في المحافظة الذي يستقطع (ضرائب) من كل سكان المحافظة بملايين الريالات.. ناهيك عن عدم توفر شبكات الصرف الصحي والمجاري باستثناء بعض الحفر المغلقة وبعضها مكشوفة مما يسبب في انتشار الأمراض بين المواطنين والأطفال .
كما أشارت الراصدة إلى غياب الوعي الصحي لدى السكان مما يؤدي إلى تفاقم المخاطر والمشكلات . وكذا عدم توفر مياه الشرب الضرورية والصحية الأمر الذي يضطر السكان إلى اخذ حاجاتهم من المياه من الآبار باستخدام أواني (مطحلبة) غير نظيفة قد يؤدي مع المدى البعيد إلى انتشار الأمراض ? كما أن شحه المياه تسبب العديد من المشكلات والنزعات بين السكان إضافة إلى بذلهم الكثير من الجهد والتعب والسهر حتى يتمكنوا من الحصول على هذه المياه .
وأشارت إلى انتشار النفايات في كل مكان في هذه القرى والتي غالبا?ٍ ما تختلط بمياه المجاري وتنتج عن ذلك الكثير من الأوبئة و الأمراض .
وأوضحت سهام فوزي أن معظم المساكن عبارة عن عشش صغيرة مبنية من بقايا الأشجار وجميعها مساكن لا تتوفر فيها ابسط شروط مقومات السكن الإنساني.
اما منسقة فريق الرصد تهاني السقاف والتي شاركت في هذا النزول والرصد الميداني فتقول: أن هناك معاناة ومشاكل نجدها في قرى عبر السلوم ومنطقة مشقر والوهط حيث تعاني بعض هذه المناطق من انتهاك في مجال حق السكن والبيئة النظيفة والصحية? وقد قمنا برصد وضع المساكن في منطقة عبر السلوم وبعض حواري مديرية الحوطة ( عاصمة المحافظة ) ونتيجة لوجود مساكن مبنية من الطين فأنه نتيجة لتراكم مياه لمجاري تحت هذه المنازل بسبب عدم وجود "صرف صحي ومناهل مخصصة للمجاري إضافة إلى ما تسببه مياه الأمطار فأن هذه المنازل تعاني من التشققات ومهددة بالسقوط .
كما أن سكان هذه المنازل " الطينية " يتعرضون للإصابة بالعديد من الأمراض بسبب تسرب مياه المجاري إلى داخل المنازل.
وعن سبب بقاء هؤلاء في بيوت طينية فأشارت الى أن ذلك يعود إلى رخص تكلفة البناء إضافة إلى تناسبها مع طبيعة المناخ الحار وتتركز مشكلاتهم بدرجة رئيسية في غياب الصرف الصحي ومياه الشرب النقية وانتشار النفايات ?العديد من البيوت الطينية تعاني من التشققات التي تهدد بسقوطها ولان سكان هذه البيوت هم من شريحة الفئات الفقيرة فأنهم لا يمتلكون القدرة على إجراء الترميمات لمنازلهم تلك .
وفيما يتعلق بمياه الشرب فيتم الحصول عليها من خلال الاعتماد على بئر موجود فيها فتؤخذ هذه المياه بدبب السليط غير الصحية التي تستخدم لفترة طويلة مما تكون عرضه للجراثيم والحشرات والشوائب والطحالب كما ينجم عن ذلك التلوث الصحي والبيئي للمواطنين وإصابة الأطفال بكثير من الإمراض .
كما أن عدم وصول المياه ( الحكومية ) في هذه المناطق فترة طويلة تصل لأكثر من سنه , يؤدي ذلك إلى تصدي الأنابيب والحنفيات الخاصة بالمياه وبالتالي قابلية تكسيرها في حالة تدفق المياه إليها مع حدوث تلوث وضرر في الصحة العامة .
وبالنسبة إلى المجاري ( الصرف الصحي ) كذلك لم تكن في أحسن حال نرى مجرى الصرف الصحي في الطرقات وعلى جوانب المنازل فلا توجد شبكة خاصة في المجاري وتعتمد هذه المناطق أما على الحفر( البيارات ) المغلقة أو البعض منها يتم تجميع المخلفات بصورة بدويه وذلك