قمة طارئة …..قمة عادية …..لا جديد فالأمر سيان
.. رحم الله أيام زمان?أيام المد القومي والثوري عندما كانت الجماهير العربية من محيطها الى خليجها تنتظر بفارغ الصبر خطاب الراحل الكبير جمال عبد الناصر?وما الذي سيقوله في هذا الخطاب?ولتخرج هذه الجماهير العربية عن بكرة أبيها بعد الخطاب تهتف ناصر …ناصر?واليوم في مرحلة الانهيار والانحطاط وما يلف الأمة من ذل وهوان?أصبح المواطن العربي وفي ظل ما يتعرض له من تدجين وتطويع وتدويخ وافقار واذلال?يهتم بأخبار الفنانات وآخر فضائح الوسط الفني أكثر من اهتمامه بالقمم العربية?فالمواطن العربي يصاب بحالة من القرف والغثيان من هذه القمم التي تكرر ذاتها ?نفس بياناتها الختامية مع تغير طفيف في الديباجات والخواتم والتاريخ?فهي لا ترتقي في قراراتها إلى مستوى الأخطار المحدقة بالأمة?بل في كل قمة جديدة نشهد انحدارا?ٍ وهبوطا?ٍ في سقف القرارات?ولا نشهد مراجعة أو توقفا?ٍ أمام مدى الالتزام وتطبيق ما اتخذ من قرارات في القمم السابقة?وكأن البعض حتى عربيا?ٍ ضاق ذرعا?ٍ في هذه القمم? فترى مستوى التمثيل والحضور في هذه القمم يتراجع عاما?ٍ بعد عام?وهناك من يريد أن يتحلل من أعباء العروبة والقومية لصالح القطرية?وبالتالي حتى الجسم الشكلي والمفرغ من كل شيء( جامعة الدول العربية)?عدا الارتزاق لمجموعة من الموظفين والكليشهات الجاهزة لبيانات الشجب والاستنكار البعض عربيا?ٍ لا يريده.
وبالتالي تصبح هذه القمم مجال تندر ولا تأخذ قراراتها على محمل الجد لا على الصعيد الشعبي العربي ولا على الصعيدين الاقليمي والدولي?فهم يرون فيها مجرد “جعجعات” ولغو فارغ?أفضل ما فيها شكر أصحاب الفخامة والجلالة والسمو للبلد المضيف على حسن الضيافة والكرم العربي الأصيل?أما باقي القرارات فيها لا تساوي قمة الحبر الذي تكتب به?فتوضع في الأدراج والخزائن كأرشيف حالها كحال قرارات الأمم المتحدة ومؤسساتها المتعلقة بالقضية الفلسطينية?فالقمة العربية السابقة على سبيل المثال لا الحصر أقرت دعما?ٍ لمدينة القدس بقيمة خمسمائة مليون دولار لم يصل منها لا الخمس ولا حتى العشر?وكذلك كان هناك تهديد بسحب مبادرة السلام العربية من التداول بعد أن أشبعتها إسرائيل ركلا?ٍ وترحيلا?ٍ كالنعش الطائر من قمة لأخرى دون أن تقبل بها وحتى بشروطها وتعديلاتها وبما يستر عورة النظام الرسمي العربي?أما على صعيد الوضع الداخلي العربي فلم نشهد أية انفراجات ومصالحات عربية?بل الأوضاع والتجاذبات والمحاور العربية على ما هي عليه?وأبعد من ذلك فالأوضاع العربية تزداد شرذمة وانقساما?ٍ فلا فلسطين ولا العراق أنقذنا?بل زدنا تقسيم السودان والصومال واليمن والحبل على الجرار?ولا أي شكل من أشكال التضامن او التوحد تحققت?بل نغرق ونوغل في القطرية على حساب المصالح العليا والقومية للأمة?وحتى نجد العديد من الدول العربية تعقد تحالفات وتقيم علاقات فيها ضرر بالغ للأمن القومي العربي?وتسهم في تمزيق الصف وشق وحدة الأمة موقفا?ٍ ومصيرا?ٍ وأهدافا?ٍ وتطلعات.
واليوم والقمة العربية الطارئة تعقد في ليبيا? أراهنكم بأنه لا أحد عربيا يعلق الآمال عليها لجهة اتخاذ قرارات مصيرية تجابه وتواجه وتضع حدا?ٍ للصلف والتعنت الإسرائيلي?والذي مع انعقاد كل قمة عربية جديدة يزداد تغولا?ٍ وتوحشا?ٍ?من حيث السطو على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ومواصلة الاعتداءات على الأمة العربية واستباحة جغرافيتها من المحيط إلى الخليج?ألم يجري اغتيال الشهيد المبحوح على أرض الإمارات العربية بأيدي الموساد الإسرائيلي?? ألم يرفض نتنياهو ويضرب هو وحكومته بعرض الحائط كل مقررات لجنة المتابعة العربية التي دعت بل وضغطت فيها على السلطة الفلسطينية من أجل العودة للمفاوضات بشقيها المباشرة وغير المباشرة?السرية والعلنية?? وماذا كانت النتيجة مزيدا?ٍ من فرض الشروط الإسرائيلية?حتى تقزمت كل المطالب العربية والفلسطينية أمام الرفض والتعنت الإسرائيلي من أجل الاستمرار في مسلسل المفاوضات العبثية والضارة إلى مجرد قبول نتنياهو لتجميد الاستيطان جزئيا?ٍ ولمدة شهرين?فالاستيطان الذي كان وما زال غير شرعي?أصبحنا عربيا?ٍ وفلسطينيا?ٍ نقبل به ونشرعه?وليت الأمر وقف عند هذا الحد?بل نتنياهو والذي يرى أن موافقته على تمديد تجميد الاستيطان لمدة شهرين فقط غير قابلتين للتجديد تضر بمصداقيته?وهو يرهن هذه الموافقة بسلسلة ضمانات ومغريات سياسية وأمنية أمريكية غير مسبوقة لإسرائيل?لعل أخطرها هو التعهد باستمرار التواجد الإسرائيلي عسكريا?ٍ لمدة طويلة في منطقة الأغوار بعد انجاز مشروع التسوية مع السلطة الفلسطينية?ناهيك عن ضرورة موافقة العرب والفلسطينيين على أن يستمر الاستيطان بشكل “منضبط” حتى يتمكن نتنياهو من انتزاع موافقة حكومته على التجميد للاستيطان لمدة الشهرين.
في ظل حالة عربية أكثر من بائسة?حيث فقدان الإرادة السياسية وتغييب خيار المقاومة وخصي الخيار العسكري?وغياب الموقف والخيار العربي الموحد?فما المتوقع من مثل هذه القمة أن تنتج لمصلحة الأمة والشعوب العربية وفي الم