جمعية كنعان على قاعة جمال عبد الناصر ” الحلم العربي الواحد”
استيقظت هذا الصباح وأنا أجد الدنيا أصغر بكثير من التي كنت أراها بل أصغر من آلامي وأحلامي ? فعندما تتخذ من أحدهم لك وطنا?ٍ فأنك تحتسي مرارة الغربة حين يغيب? وتحتسي مرارة الموت حين تشعر بأنه قد لايعود أبدا?ٍ .
فبالأمس….. رحل وغادر كل الوطن الواحد في عينيه? المجزء بعيون الكثيرين غيره..!!
بالأمس ……..غادرنا كاكل الأشياء التي نحتاج إليها بقوة كي نبقى على قيد الحلم? والأمل? والحياة .
بالأمس………. قص علي? والدي قصة رحيله بحنين وأحداثا?ٍ أخرى تلي الحنين… فأرعبني الانغماس في تفاصيل لاطاقة لي بها.
بالأمس ………..زرع في قلوب محبيه حلم الوحدة الوطنية وحلم الوحدة العربية فلتفوا عليه وتأمروا عليه مرتزقة الاستعمار والتفكك وبائعي الحلم العربي الواحد… فوجدتني مضطرة للتبسم لأجنب نفسي ذهول ما أجدة على الساحة من حفدة أولئك المرتزقة والرجعيين في وطننا الغالي اليمن وهم يتهامسون على وحدة وطن حفظها الله وحماها من شرهم.
بالأمس……… قرأت كيف تبادلوا الدموع وهو يقبل أوراق اعتماد أول سفير لدولة سوريا بعد انفصال سوريا عن مصر الكنانة وقد القي السفير بعد تسليم أوراقه كلمة قال فيها الدكتور سامي الدروبي في صوت متهدج تغمره العبرات : إذا كان يسعدني ويشرفني أن أقف أمامكم ? مستشرفا?ٍ معاني الرجولة والبطولة فإنه ليحز في نفسي أن تكون وقفتي هذه كوقفة أجنبي ? كأنني ما كنت في يوم?ُ مجيد?ُ من أيام الشموخ مواطنا?ٍ في جمهورية أنت رئيسها ? إلى أن استطاع الاستعمار متحالفا?ٍ مع الرجعية أن يفصم عرى الوحدة الرائدة في صباح كالح من أصباح خريف حزين يقال له 28 أيلول ? صباح هو في تاريخ أمتنا لطخة عار?ُ ستمحى ? ولكن عزائي عن هذه الوقفة التي تطعن قلبي يا سيادة الرئيس والتي كان يمكن أن تشعرني بالخزي حتى الموت ? إنك وأنت تطل على التاريخ ? فترى سيرته برؤية نبي وتصنعه صنع الأبطال قد ارتضيت لي هذه الوقفة ? خطوة نحو لقاء مثمر بين قوى تقدمية ثورية ? يضع أمتنا في طريقها إلى وحدة تمتد جذورها عميقة في الأرض فلا انتكاس ? وتشمخ راسخة كالطود فلا تزعجها رياح .
ذلك عزائي يا سيادة الرئيس وذلك شفيعي عندك ? وشفيعي عند جماهير أمتنا العربية التي” لا تعترف بالانفصال إلا جريمة وشفيع من ندبوني لهذه الوقفة ثوارا?ٍ شجعانا?ٍ يقفون في معركة النضال العربي الواحد على خط النار ويؤمنون بلقاء القوى الثورية العربية لا بديلا?ٍ للوحدة بل خطوة نحوها”.
وبعد أن ألقى السفير كلمته سلم أوراق الاعتماد إلى الرئيس عبد الناصر فتسربت الدموع إلى مآقي الحاضرين وكان الموقف يحفه جلال ما بعده جلال يثير في النفوس حلو الذكريات ومرها وعظم التجربة الرائدة وما انتهت إليه…للأتباها بمضي عشرون عاما لليمن الواحد رغما?ٍ عن أنف كل الإرهاصات والمنعطفات التي مررنا بها .
واليوم………. تغمرني السعادة وأنا هنا على قاعة تحمل اسمه وجدران تحفنا صوره وصور الوحدوي اليمني علي عبد الله صالح بين أصحابه القدامى ورفقاء نضاله وان ضاعوا بين خطوط الطول والعرض .. إلا أنهم مازالوا يبذلون الألف المستحيل لنكون وطن واحد يمن واحد .
اليوم……….. تغمرني السعادة ونحن نحتفل برحيل الغائب الحاضر ليجدد كل شي فينا…بعد أن مارس كل أنواع التمارين القاسية ونجح في تحقيق الهدف فتجول في كل أعماقنا? واتكأ على زوايا قلوبنا? وصافح كل الأحاسيس في داخلنا .
اليوم ……….تغمرنا الأمطار الهادئة المتواصلة بلا رعود ?ولا يروق? ولا فيضانات ?وإنماء ماء يغسل قلوبنا كما غسله الحدث الذي يضمنا داخل هذه القاعة الناصرية الوحدوية
اليوم ………..اعتلى أصوات أبناء اليمن الغالي الواحد تلو الأخر وعلى رأسهم رئيس جمعية كنعان الأستاذ / يحي محمد عبد الله صالح مجدد روح الشباب لنتذوق معه وهو يتلوا خطابة لهفة الحب الحقيقي للوحدة الوطنية العربية? مجددا?ٍ مفاهيم الشوق والحنين للغائب الحاضر? معبدا?ٍ معنا الطرقات التي أرهقها التمزق والشتات? وملون مساحات حياتنا التي فقدت ألوانها الحقيقة.
اليوم ……..جدد العرب كل العرب الحب والولاء لمهد الحضارات وموطن العرب الأول اليمن الموحد والسعيد بإذن الله .
اليوم ………سرقت نفسي من عالم النوع ?والجندر? وحقوق النساء? وكل تلك الإسقاطات…. وأنا استمع للابنة التي حملت أسم أبوها أرثا?ٍ تاريخيا يجب أن تكون بحجم هذا التاريخ وهي الأكاديمية?و المعلمة للأجيال تلو الأجيال? فمونتني بالتواضع ? وجملتني بالصمت الذهبي? ورممت جسدي لغياب المرأة في حياتنا… فكانت أكثر حضورا?ٍ? وبهاء?ٍ? في حضرة الغائب الحاضر لتطلق في داخلي صهيلا?ٍ لملايين الأحصنة لتعدوا بي هناك فوق قمة اليمن الغالي
اليوم ….. جل ما احتاجه إن اقبل يدي والدي? وألثم جبينه الذي وهبني عطر حب اليمن وما عليها? وكل من أتي إليها? وكل من وقف إلى جانبها.