من سلة آسيا لغرب آسيا لخليجي 20 نجاح مستمر
· مرة أخرى يسمح لنا الزمن باستقراء نجاحات يمنية جديدة في ميدان الاستضافات والمشاركات الرياضية العديدة التي شهدتها الجمهورية اليمنية على اختلاف الألعاب منها الجودو والأثقال والشطرنج وتنس الطاولة وكرة القدم وكرة السلة , ولعل هذه الأخيرة هي من جمعت منتخبات إيران والصين تايبيه وماليزيا وسيرلانكا وكوريا الجنوبية وكازاخستان ? و قطر ولبنان والسعودية والفلبين وسوريا والصين و العراق واليابان والهند , اجل لقد استطاعت اليمن ان تجمع 15 دولة آسيوية في سلة واحدة ضمن نهائيات كأس آسيا لكرة السلة الـ21 للناشئين التي استضافتها بلادنا لأول مرة واستمرت من 22 سبتمبر و حتى الأول من أكتوبر بالعاصمة صنعاء .
· نعم نجح اليمنيون كعادتهم , لان لهم مع النجاح قصص كثيرة , لم تجتمع دولة ولا دولتان , بل 15 دولة جاءوا من مختلف أرجاء القارة ليشهدوا للعالم بأمن اليمن وسلامة أرضها وكرم أهلها وسحر طبيعتها وتاريخها الضارب في جذور الزمن الغابر .
· اجزم بأن نجاحنا في تنظيم هذا التجمع الآسيوي الكبير , لهو دليل قاطع لمن ما زال في قلبه مكان للشك , بأننا على نفس المنوال سائرون في خليجي عشرين بعدن وأبين , فلو قارنا الحدثين من منظور رياضي بحث لوجدنا بأن تنظيم بطولة أسيوية على هذا النحو وللعبة جماعية ليس بالأمر الهين إطلاقا , فالعدد أولا كبير وهو يكاد يكون ثلاثة أضعاف الدول المشاركة في دورة الخليج , أضف الى ذلك بان الدول التي حضرت سلة آسيا باليمن تتنوع دياناتها وتتفرع ثقافاتها وتتعدد لغاتها وتتباعد المسافات فيما بينها , بعكس أشقاءنا في الخليج والذين يتوحدون معنا في كل في الدين واللغة والثقافة , فذلك ادعى لان يكون النجاح حليفنا .
· الأكيد بان النجاح لا يأتي هكذا , ولكنه يتحقق باجتهاد المجتهدين , وبعزم ذوي العزم , ولعل هذا ما جعل اتحاد السلة برئاسة الخضر العزاني ينجحون في مهامهم في هذه البطولة القارية الكبيرة , ولان الأمر على هذا المنوال فينبغي على اللجنة المنظمة لخليجي عشرين بقيادة مديرها الشيخ احمد صالح العيسي ان تستفيد من خبرات اتحاد السلة لان الفائدة ستعم اليمن في الأخير .
· لو سلكت اللجنة المنظمة لخليجي عشرين نفس الخطوات التي سار عليها منظمو البطولة الأسيوية السلوية , وكذا بطولات اتحاد تنس الطاولة والتي يجب الاستفادة من خبرات الأستاذ نبيل الفقيه وزير السياحة لان له بصمات واضحة في إنجاح أكثر من بطولة استضافتها بلادنا من قبل .
· على المتشائمين والحاقدين واليائسين ان يسمعوا وان يقرؤا وان يشاهدوا ما قاله الأصدقاء قبل الأشقاء ممن وفدوا للبطولة الأسيوية , فما قالوه وما خرجوا به من انطباعات ممتازة عن بلادنا وأمنها وسياحتها وحسن ضيافة أهلها , لأدركا بان هؤلاء هم المروج الأكبر لخليجي عشرين وهم أيضا الذين سيخرسون السنة المتطاولين على يمننا الحبيب , وقد أخرسوها فعلا , فالياباني والكوري والصيني من بين المشاركين على سبيل المثال لن يجاملونا إلا إذا رؤا فعلا ما يسرهم .
· على الطريق ذاته سطر أبطالنا في بطولة غرب آسيا لكرة القدم والتي جرت بالأردن الشقيق , لقد قدم لاعبونا أداء جميلا ميزه الانضباط الفني الذي ظهر به اللاعبون ورغم خروجهم الصعب بضربات الترجيح أمام الأزرق الكويتي , والجميل انه في كل المباريات كنا السباقون في التقدم , ولكن ما يحتاج المراجعة هو سهولة قبول الأهداف من أخطاء دفاعية , خرجنا كذلك بهداف كبير هو علي النونو , ولكن هداف واحد لمنتخب بأكمله لا يكفي , كذا حزنا حارسا كبيرا هو سالم عوض وما ينقصه هو تماسك أعصابه وعدم التهور , فخروجه بتلك الطريقة يكلف منتخبنا الكثير .
· لقد تابعت المباراة والى جواري جزائريون , وأكدوا لي بأن منتخب اليمن يلعب بصورة جيدة , فقط حسب ما قالوا ينقص تعزيز الهجوم بهداف آخر وترابط الدفاع , نعم اثبت منتخبنا بأننا لسنا جاهزون فقط من حيث الاستضافة بل من الناحية الفنية , فلدينا منتخب ان واصل على نفس المشوار سوف يظهر بلا ريب بصورة مغايرة عن النسخ الخليجية السابقة ,لاسيما أننا قابلنا منتخبين خليجيين هما العراق والكويت , بطولة غرب آسيا غرست مسمارا آخرا في نعش المتشائمين وهذه المرة , أكد لهم لاعبونا بان لديهم ما يقدمونه , ليردوا عليهم وعلى منافسيهم .
· من سلة آسيا بصنعاء الى غرب آسيا بالأردن الى خليجي عشرين بابين وعدن , قصة نجاح كتبت سطورها الأولى وستكتمل تلك السطور بسيمفونية جميلة سيعزفها اليمنيون لأشقائهم على ارض الحضارة والكرم , وسوف نكرم وفادتهم , وسيجدون منا ما وجدهم من سبقوهم ممن وطئت أقدامهم ارض اليمن السعيد .
*باحث دكتوراه بالجزائر
mnadhary@yahoo.com