على عتبات كلية الطب تجهض الأحلام? وحظ يانصيب في إلية القبول
لم يشفع لمنال معدلها المرتفع الذي حصلت عليه بكل اجتهاد ومثابرة طيلة 12 سنة من التفوق وحصد المراكز الأولى على مستوى الجمهورية لتحقيق حلمها وحلم والديها بأن تصبح يوما?ٍ طبيبة تخدم مجتمعها وتبني وطنها وتدخل إلى عالم الطب الذي طالما سهرت وكافحت وتفانت واجتهدت في دراستها لتصل إلى هذه المرتبة.
ورغم معدل منال المرتفع الذي حصلت عليه في الثانوية العامة القسم العلمي بنسبة 12ر98 بالمائة وحصولها على المركز السادس على مستوى الجمهورية إلا أنه لم يشفع لها بتحقيق حلمها والالتحاق بقسم الطب البشري بكلية الطب بجامعة صنعاء بحجة عدم تفوقها باختبار القبول الذي أجرته الكلية لكافة المتقدمين لعمليات القبول والتسجيل للعام الدراسي 2010 -2011م? فيما حالف الحظ من أهم أدنى منها نسبة وعلما?ٍ وهو ما يوضع الكثير من التساؤلات لدى مبدعي ومتفوقي اليمن.
مأساة وإحباط يعيشها المتفوقين والنخبة الأوائل والذي حصدوا أعلى الدرجات في الجمهورية في الثانوية العامة القسم العلمي وخاصة من ذوي المعدلات 90 وما فوق? بسبب الآلية المجحفة والإجراءات المعقدة والتعجيزية والطاقة الاستيعابية التي لا تواكب التطورات ولا تلبي الاحتياجات وتتعارض مع حق الإنسان في التعليم فيما يرغب حسب قول الطلاب والأكاديميين والتي اتخذتها الكلية بحقهم و حالت دون تحقيق أحلامهم وطموحاتهم .
منال ? ومثلها إرادة 95 بالمائة ومنى 93 بالمائة? وعمرو 93 بالمائة وعمر 94 ومثلهم لا أقول عشرات بل مئات من الذين حصدو أعلى الدرجات على مستوى الجمهورية ولم يحظو بالقبول في كلية الطب بجامعة صنعاء بسبب آلية فاشلة ومجحفة كما تقول جهاد التي تذوقت مرارة الألم هي الأخرى وتجرعت كأس اليأس والإحباط لحصولها على 90 بالمائة? ونجحت كما نجحت جميع أسلافها في امتحان القبول بمتوسط 79 بالمائة من مائة? ولكن الحظ لم يحالفهن ولم يتم قبولهن بسبب الطاقة الاستيعابية.
والعلم والطب باليمن أصبح سلعة تجارية? حسب قول الحاج جميل عبدالله والد إحدى الطالبات التي حصلت على 93 بالمائة في القسم العلمي ونجحت في الامتحان ولكن لم يحالفها الحظ بالقبول في النظام العام بسبب المعايير الظالمة والطاقة الاستيعابية? فيما اجتازت الامتحان في النظام الموازي ولكن الظروف المادية صعبة وما تسمح ويأمل من الجامعة بإعفاء أبنته من الرسوم او ستظل بدون تعليم.
وقال:" أي تعليم هذا الذي يناشدون به والمتخرجين والمتفوقين من الشباب والفتيات على مستوى الجمهورية لا يجدون من يدعمهم بل من يحطمون آمالهم ويغلقون أبواب القبول في وجههم? كما ترى عشرات ومئات من يحملون الدرجات العليا 90 بالمائة وما فوق يخرجون إلى للشوارع وأروقة الجامعات تمتلئ بهم يتابعون لعل وعسى من يقبلهم في الكليات التي يرغبون بها?أو تلتفت أليهم الدولة لاستغلال طموحاتهم حسب رغباتهم وتبنيهم أسوة في دول الجوار التي تتبنى المواهب والمتفوقين واوئل الجمهورية في مختلف المجالات وابتعاثهم للدراسة في الخارج على نفقة الدولة? وبما يعود بالنفع على نهضة الاقتصاد الوطني والمساهمة في تحسين مستوى الخدمات الطبية والتعليمية في اليمن? او البحث على واقع مجهول في ظل تردي الأوضاع التعليمية والاقتصادية.
هناك عشرات ومئات الحالات التي أغلقت كلية الطب أبوابها ومثيلاتها من الكليات العلمية بجامعة صنعاء أمام طموحات وآمال أجيال الوحدة عماد الحاضر وجيل المستقبل وقادة التغيير ومفاتيح الرقي والتقدم الذين على عاتقهم سيحملون مشاعل النور وبناء الأوطان.
"شهارة نت" ناقش بكل شفافية ووضوح وحط النقاط على الحروف حول الواقع المؤلم للطلاب المتقدمين لكلية الطب بجامعة صنعاء الواقع والتحديات? وعدم اعتماد نتائج الثانوية العامة كمعيار ومقياس أساسي للقبول والتسجيل اسوة ببعض الدول? وغياب التخطيط والتطوير والتحديث في الكلية خلال 20 عام? وعلاقة الآلية والكلية والجهات المعنية في ضياع مستقبل أجيال الوحدة من الشباب والفتيات المبدعين و المتفوقين على مستوى الجمهورية.
في البدء لابد من تسليط الضوء على النتائج التي افرزتها عملية القبول والتسجيل في كلية الطب بجامعة صنعاء للعام الدراسي (2010م – 2011م ) بحسب الإحصائية الحديثة التي حصلنا عليها حيث حدد المجلس الأعلى لتخطيط الجامعات الطاقة الاستيعابية لكلية الطب لهذا العام 400 طالب وطالبة فقط بقوام 100 طالب في كل قسم و بنفس الطاقة الاستيعابية منذ سنوات ولم تشهد تغيير او تحديث? فيما يبلغ الكادر الأكاديمي في كلية الطب بجامعة صنعاء أكثر من الطلاب المقبولين? وبعدد 600 كادر أكاديمي حسب الإحصائية? فيما يبلغ الكادر في جامعة صنعاء بشكل