انهم لايحبون الملح في دمشق
(رسالة الى فخامة الرئيس بشار الاسد)
احب في البداية ان اشكر فخامة الاجهزة الامنية في دمشق والتي سمحت لوالدة الطفلة طل الملوحي باجراء اتصال هاتفي مع ابنتها والتي ضبطتها الاجهزة الامنية الصامدة متورطة في حب فلسطين ? وهي جريمة كبيرة خاصة لمن ثبت تورطه في هذا الحب دون موافقة الاجهزة الامنية التي وضعت شروطا لهذا الحب ? كما واني احب ايصال هذا الشكر الى فخامة الرئيس السوري والذي لم يستجب لكل نداآت الاستعطاف بعد ان سمع العالم كله بقصة الطفلة طل الملوحي وارسل له رسائل الاستعطاف من اجل اطلاق سراح الطفلة طل الملوحي ? ولكن وللاسف دون جدوى ? ولااعرف ماهو السبب !!! فاما ان يكون لعدم الاستجابة لشفاعات المتشفعين سببا وهو ان السيد الرئيس لايعلم ابدا مايجري في العالم من حوله وما يجري على ارض دولته من جرائم باسمه ? وهو امر قد يحصل بسبب احاطة الزعماء العرب بمجموعات قذرة من حاشيات فاسدة هدفها في الحياة استخدام اسم الوطن والوطنية حصانا يركبونه ليطأوا ظهور الشعب وبطونهم ? واما ان فخامة الرئيس يعلم ذلك ولكنه سعيد بتلك النداآت الاستعطافية من اجل فك سراح طفلة جريمتها الكبرى هي حب فلسطين .
لقد وضعت نفسي كأب لتلك الطفلة التي استرجل رجال الامن عليها في ظل احكام العار التي تجلل كل من يطبق انظمة الطواريء والتي هي عدوان واجرام بحق الشعب الذي يطبق عليه ? لقد وضعت نفسي في مكان الاب لهذه الطفلة المختطفة من عصابات يسمون رجال الامن فوجدت ان المقياس الانساني قد يشل القدرة الابوية على التحمل لمجرد سحل طفلة الى السجن ووضعها في منفردة مظلمة من اجل ان يقدم ضابط الامن تقريره الى فخامة الرئيس عن الاحوال المنضبطة للشعب ومدى سعادة الشعب بحكمة القائد ? فأي عدالة يقيمها نظامك الامني يافخامة الرئيس وكيف يغمض لك جفن وانت تسرق راحة الاطفال في بلدك وتنهب حريتهم وتقتل طفولتهم.
ولقد تخيلت يافخامة الرئيس ان انقلابا ابيضا جرى في سورية يوما ما ? ثم اتى الانقلابيون اليك وجروا زوجتك من شعرها امام عينيك ثم سجنوها في زنزانة منفردة ? ثم تناولتها الايدي واشبعوها ضربا وسبا وشتما امام عينيك ? فماذا سيكون رأيك حينذاك يافخامة الرئيس ? اشتهيت مرة واحدة يافخامة الرئيس ان تضع نفسك في نفس الموقف الانساني لضحايا نظام الطواريء المجرم ? ولكن من ورث السلطة انى له ان يفكر سوى بتقارير الامن التي تتحدث عن دولة سرى العدل في اوصالها وطاولت عنان السماء في مجدها ونسي فخامة الرئيس ان دولته ليست اكثر من مجموعة ابنية لمجمعات عشوائية كانت في يوم من الايام عاصمة النظافة والامن والمجد والحضارة وحولت اعذب نهر يمر فيها الى نهر للقذارة ? بل وان ميزانيتها لاتتجاوز ميزانية شركة لبيع البقدونس في اوروبة ومع ذلك فقد وظفت لها وزير اعلام تافه يسوق التضليل على الشعب الفقير الذي يحلم بالهجرة من بلده? ولكن عيون السلطة لاترى ابدا طوابير طلاب الهجرة امام السفارات الاجنبية والذين بلغ عددهم خارج اوطانهم اكثر من عددهم في داخله ? انها لاترى الا مظاهرات التلاميذ الذين يساقون في مسيرات التأييد في اخطر انتهاك للطفولة ومعهم العمال والمعلمين تسوقهم عصا الديكتاتورية التي اعمت عيونها سواد الحقد السلطوي وحب الكرسي والفساد الذي خرم كل مناحي الحياة.
لقد جربنا يافخامة الرئيس السوري ان نكتب عرائض الاسترحام للكثير من الانظمة اثر اعتقالهم لبعض الشخصيات ? ومنهم من استجاب خلال اقل من يومين مع الاعتذار الشديد ? ولكنك يافخامة الرئيس لم افهم حتى اليوم سبب عدم استجابتك لآلاف النداآت والتوقيعات ? والبعض قال انها سادية مفرطة منك ? والبعض الاخر قال انك لاتملك من الامر شيئا في سورية وانك رجل طيب ومجرد قناع قماشي لنظام امني لايميز بين العنزة والارنبة ? ولاادري ان كان مايقال صحيحا ? والا فاني لم اعرف ماهو الخطر الذي يسببه رجل اعزل في عامه الثمانين كهيثم المالح ? وهل بات نظامك الذي حمل مسؤولية النضال العربي مع رجاله وضباطه ودباباته وطياراته وصواريخه الاستراتيجية يخاف من مجرد رجل في الثمانين من عمره ومن طفلة في الثانوية لو كانت في الغرب لمنحوها جائزة الابداع الطفولي
لقد انتقدنا طويلا سطوة النظام المصري وتعسفه ? ولكن ذلك النظام يافخامة الرئيس وبالرغم من تعسفه وخيانته ? ولكنه اكثر حرية من النظام الامني السوري الذي لم تستطع بورصته استقطاب مستثمر اجنبي واحد باعتراف المشرفين على البورصة وهذا بسبب السياسة الامنية الناجحة والجاذبة التي اقامها رجالك الامنيون ? فمتى تمطر غيمتك يافخامة الرئيس وتعيد لارض الشام وردها وياسمينها ? وتطرد كل رعاة العنز من حولك.
ان طل الملوحي وهيثم المالح يافخامة الرئيس هما علمين من اعلام النهضة في سورية ? ولقد وعدتنا انك ستجلب الديمقراطية الى سورية واقسمت على ذلك ? فهل اعتقال الطفلة الملوحي والمحامي المالح بداية نشر الديمقراطية وخوزقتها على يديك ? ام انه العداء للملح يافخامة الرئيس ? وذلك حرصا على الصحة العامة ودرئا لامراض ا