“العولقي” الرجل الذي حير الاستخبارات الأمريكية وهو بين يديها
العولقي من مواليد نيو ميكسيكو بأميركا لأبوين يمنيين في العام 1970? والده شخصية مرموقة وقد عمل وزيرا للزراعة وكذلك رئيسا لإحدى الجامعات اليمنية. وقبل خمسة أعوام ظهر أنور العولقي لأول مرة على قناة الجزيرة متحدثا في البرنامج الشهير “سري للغاية”? وظهر تعريف اسمه في البرنامج بأنه “إمام مسجد كان يرتاده أعضاء القاعدة”….
سئل الرجل عن علاقته بعدد من أعضاء تنظيم القاعدة الذين أعلنت أسماؤهم كعناصر تولوا القيام بأحداث 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001م. وظهر الرجل أنه على معرفة بعدد من الأسماء أبرزهم نواف الحازمي وخالد المحضار لكنه حسب ماظهر فإنه لم يكن يعرف بما ينوون القيام به….
ويقول الإعلامي معد ومقدم برنامج “سري للغاية” يسري فودة: “لا بد أن الحازمي والمحضار اللذين ترددا على مسجد الرباط في سانتياغو كانا يستمدان قوة من كلمات الأمام اليمني للمسجد أنور العولقي”…
ويقول صحفي يمني حضر إحدى خطب الجمعة لأنور العولقي في الولايات المتحدة إن الرجل كان لديه لغة انجليزية أفضل من لغة الأميركيين أنفسهم? مشيرا إلى أنه يحظى بكاريزما واحترام الجالية العربية? ويلقى قبولا ورواجا منقطعي النظير….ويضيف لـ إيلاف: “أتذكر أني حين حضرت تلك الجمعة إن الشرطة كانت تغلق الشارع الذي يوجد فيه المسجد نتيجة الازدحام حيث يصلي الناس في الشارع. وأشار إلى أنه كان يخطب نصف الخطبة باللغة الانجليزية والنصف الآخر بالعربية? ويفعل نفس الفكرة في الخطبة الثانية…قبل ظهوره على الشاشة كان قد تم التحقيق معه من قبل لجنة الحادي عشر من سبتمبر/أيلول باعتبار أن رقم تلفونه كان في مذكرة اليمني رمزي بن الشيبة المنسق لعمليات الحادي عشر من سبتمبر وجدت في شقة بن الشيبة في هامبورغ بألمانيا? إضافة إلى ارتياد الحازمي المحضار مسجده بفرجينيا? وحقق معه على خلفية ذلك الحادث? ولم يجد المحققون الأميركيون أي دليل….
العولقي ضايقته أجواء ما بعد الحادي عشر من سبتمبر في أميركا فرحل إلى بريطانيا? ثم عاد إلى اليمن في 2005 وبدأت مطاردته فاعتقلته الحكومة اليمنية لعام ونصف ثم أفرجت عنه لعدم إدانته ولضغوط قبيلته. ويقول والده بأن “آراءه أصبحت أكثر تشددا بعد تمضيته هذه الفترة في السجن”.
مجلة “إن اسباير” هو من يتولاها يقول الباحث في شؤون القاعدة محمد سيف حيدر لـ إيلاف إن هناك “مؤشرات متزايدة أن الرجل أصبح له موقع مهم في تنظيم القاعدة? ربما ليس في الجانب العملياتي أو ما يخص التخطيط لتنفيذ هجمات? ولكن من جانب تقديم البعد الدعائي أو شرعنة ما يقوم به التنظيم أو تحديد وجهة الأهداف المعينة.. فمثلآ?ٍ في حالة رسامة الكاريكاتير الأميركية التي ذكرها العولقي في مقابلته الشهيرة في مجلة “إن سباير” في عددها الأول”….
ويرى محمد سيف حيدر إن “الحكومة الأميركية في حالة العولقي تصادف إشكالية قانونية فهو شخص يحمل الجنسية الأميركية ويجب أن يحال إلى المحكمة ويتم محاكمته محاكمة مدنية أميركية إذا قبض عليه”.
يضاهي أسامة بن لادن واعتبر حيدر إن مجرد قبول العولقي على إجراء مقابلته مع مؤسسة “الملاحم” يبن أن الرجل يتبنى خطاب التنظيم ويظهر في منابره ويعبر عنه ويحدد له خيارته واتجاهاته. وأشار إلى أن اليمن تتلقى ضغوطات من أجل اعتقال الرجل أو قتله? “وأعتقد أن الأميركان يميلون إلى مسألة القتل فهي تتصرف مع شريحتين العناصر العاديين والتقليدين وهم من الصغار وتحبذ الولايات المتحدة اعتقالهم? والأخرى العناصر القيادية المهمةـ وتفضل الولايات المتحدة تصفيتها”…وختم حيدر حديثه بأن العولقي أصبح “بسبب التهويل الإعلامي الكبير والأمر يتعلق بجنسيته الأميركية تحديدا?ٍ? وبقدرته الملهمة على تجنيد الناس? فالرجل وصل في مرتبته إلى مرتبة تضاهي أسامة بن لادن وأنا لا أستبعد انه سيدرج ربما قائمة المطلوبين العالميين ربما خلال فترة وجيزة? لكن إدراجه أيضا معناه أن على الولايات المتحدة أن تتجاوز كل العراقيل القانونية التي تتعلق بهذا الموضوع”.