أسباب الظهور العلني للدين الصفوي ضد الشيعة والسنة
الحمدلله وبعد??
في مرحلة تاريخية سابقة كانت الرموز الصفوية تنكر أن يكون من عقائدها عقيدة (سب الصحابة)? وترى أنها ضحية التجني الطائفي فقط? والامر الذي كان خافيا هو ان الصفوية لم تكن تظهر حقيقتها وكان الشيعة يحسون بالعار من ادعاء الصفويين بالتشيع? ولهذا السبب كان السنة في حالة تعاطف مع الشيعة وضد من يدعي بان الشيعة كل الشيعة من اتباع الصفوية..
وفي هذه الأيام صرنا نشهد تحولا?ٍ حادا?ٍ في مدى الوضوح الصفوي في إظهار عقيدة سب الصحابة? قضية أن الشيعة يسبون الصحابة لم تعد –كما كانت من قبل- قضية تحتاج لبرهنة وإثبات? بل تحولت إلى معطى يتم البناء عليه.. فمن ادعاء بان القران الحالي مزور وان هناك قرآنا آخر هو الاصلي واطلقو عليه اسم “قرآن فاطمة”? الذي يمجد بالقومية الفارسية وامجادها قبل الاسلام? وصورو الصحابة على شكل مجموعة من المتخاصمين البذيئين ولذا دابت اذاعة ايران في الترويج بان الصحابة غير معصومين في حين ان العصمة فقط للمختارين من قبل الصفوية مع دابهم في عشرات السنين السابقة على تقويل المعصومين المختارين باقوال وافكار تصب اساسا في تمجيد القومية الفارسية وامجادها السابقة.
حسنا?ٍ .. مالذي تغير ياترى? ما الذي دفعهم لهذا الوضوح? في حملة منظمة متناسقة في جميع انحاء العالم من انكلترا الى ايران والبحرين والسعودية وسوريا ودول الخليج للدعوة لهذه الصفوية الجديدة لمسح المذهب الشيعي والباسة الحلة الصفوية.
قبل أن نحاول طرح تفسير ذلك دعونا نحاول التدقيق سويا?ٍ في الأحداث التالية:
في هذه الأيام يظهر الرمز الديني الكويتي “ياسر الحبيب” في احتفال علني في لندن يتضمن فعاليات متعددة لسب أم المؤمنين عائشة? حيث يقول فيها ياسر الحبيب:
إني أريد أن أثبت أن عائشة بنت أبي بكر اليوم في النار? بل هي في قعر جهنم? “كانت عائشة امرأة قليلة أدب كما يقول ألامام ياسر الحبيب في كلمة في احتفال لندن عام وبموافقة الجهات الرسمية الانكليزية وحظور مكثف للصحافة ألاسرائلية.
رئيس جمهورية إيران “محمد أحمدي نجاد” يظهر في خطاب عام على القناة الثالثة الإيرانية في يونيو 2009 يكف??ر ثلاثة?ٍ من أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- دفعة واحدة? ومتهما?ٍ إياهم بالردة عن الإسلام? حيث يقول: طلحة والزبير معروفون في التاريخ? هؤلاء لجؤوا إلى معاوية من منطلق الحمية القبلية? وارتدوا? وحماهم معاوية وآواهم [نجاد? القناة الثالثة الإيرانية في 10/6/2009]
عضو مجلس النواب العراقي “بهاء الأعرجي” يظهر في قناة البغدادية ويتهم أبابكر الصديق بأنه تآمر على العراق? حيث يقول: الذي يأخذ حالة ـيقصد الشيعة ـ الأغلبية في العراق يجد أن عليهم مؤامرة منذ يوم “أبي بكر”
المعمم الشيعي السعودي حسن الصفار ينشر على موقعه الشخصي كتابا?ٍ -لايزال حتى هذه اللحظة متاحا?ٍ للجمهور- يشتم فيه أبابكر و أباهريرة والمغيرة بن شعبة وعمرو بن العاص وسمرة بن جندب? ويكف??ر فيه معاوية بن أبي سفيان? رضي الله عن الجميع? حيث يقول الصفار على سبيل المثال:
)ما حصل من بيعة أبي بكر كان أشبه بالانقلاب على علي) [المرأة العظيمة? حسن الصفار? دار الانتشار العربي? الطبعة الأولى? 2000م? ص64 ]
)معاوية وضع قوما?ٍ من الص?حابة? وقوما?ٍ من الت?ابعين? على رواية أخبار قبيحة في علي -عليه السلام- تقتضي الط?عن فيه? والبراءة منه? وجعل لهم على ذلك ج?ْعلا?ٍ يرغب في مثله? فاختلقوا ما أرضاه? منهم: أبو هريرة? وعمرو بن العاص? والمغيرة بن شعبة) [السابق? ص175]
)واستكمالا?ٍ لمشروع الرد?ة إلى الجاهلية? ختم معاوية بن أبي سفيان حياته باستخلاف ولده يزيد على الأم?ة) [المصدر السابق? ص135].
حين نعيد التأمل في هذه الأحداث: رئيس إيراني.. نائب سياسي عراقي.. معمم كويتي.. معمم سعودي.ومعمم بحريني. كلهم يظهرون سب الصحابة? وكلهم شخصيات شيعية مشهورة? وكلهم أظهروها علنا?ٍ في خطابات جماهيرية أو احتفالات عامة أو مواقع الكترونية شخصية.. والأهم من ذلك كله في لحظة تاريخية متقاربة.
ياترى .. ماتفسير هذا الوضوح ألصفوي الحالي? لماذا كانت الرموز الشيعية سابقا?ٍ يحاولون الاستخفاء والغمغمة واللجوء للأغطية اللغوية المجملة لإخفاء عقيدتهم في سب الصحابة? بينما اليوم? واليوم تحديدا?ٍ? يظهرونها بشكل سافر?
حتى أنني أتذكر قبل هذه المرحلة الزمنية أن الباحثين الشرعيين في مجال العقيدة كانوا يعانون عسرا?ٍ شديدا?ٍ في إقناع الناس بأن هذه هي عقيدة الصفويين مدعي التشيع..
وفي المرحلة التاريخية السابقة كان التقاربيون في أزهى مراحلهم حيث كانوا يستطيعون إنكار أن تكون هذه هي عقيدة الشيعة في الصحابة? أما اليوم فالتقاربيون في أسوأ لحظاتهم التاريخية? حيث يجدون حرجا?ٍ بالغا?ٍ في فتح هذا الموضوع? بل صاروا يخجلون بشكل واضح من مقالاتهم وأطروحاتهم السابقة في تكذيب الباحثين العقديين. وهذا هو من اسباب الظهور العلني لهذا الدين الصفوي.
حسنا?ٍ .. مالذي تغير ياترى وخلق هذا التحول الحاد في كشف الشيعة علنا?ٍ لعقيدتهم في