سائقو الأجرة في غزة.. صدرت أوامر بمضاعفة قيمة المخالفات وزيادة عدادها رابع أيام العيد
عيد غزة لم يكن مثل أعياد كل الناس.. ساكنيها مثل كل الناس.. لكنهم لا يعيشون مثل خلق الله.. الحصار لا يزال جاثما على الصدور? يرهق الصغير والكبير.
المعاناة متواصلة? وأشكالها متعددة.. العيد مضى.. والمعاناة ماض وحاضر! شرائح أهلها يعيش تحت ظروف صعبة.
حال سائقو سيارات الأجرة? يرسم صورة واضحة لواقع مواطني قطاع غزة.. قبل العيد كانت ألسنتهم تردد: "بأي حال عدت يا عيد".. وبعد العيد? لا يزالون يشكون سوء الحال.
"اصطبحنا هذا اليوم بمخالفة مرورية بقيمة (100 شيقل).. الناس بتصب?ح تقول: يا رزاق يا كريم? وإنا استقبلت صباحي بشرطي يكتب لي مخالفة بدعوى إنني خالفت قوانين السير".. قال سائق الأجرة سائد بغضب مكتوم: " سبب المخالفة هو دخولي شارع الجامعة".. سألته: لكنك تعلم أن دخول سيارات الأجرة في شارع الجامعة ممنوع?
أجاب: "صحيح? لكننا فعلنا ذلك طوال أيام إجازة العيد.. والواقع أن ما يدفعني أنا وزملائي السائقين لدخول شارع الجامعة هو التقاط ركاب للحصول على مزيد من الدخل لنواجه به طلبات الحياة الصعبة"..
شارع الجامعة مكتظ بالركاب لوقوعه في مربع ثلاث جامعات كبيرة في مدينة غزة? مما يغري سائقي الأجرة للمغامرة بدخوله.
مع ذلك? فإن سائد لم يدخل الشارع الممنوع من باب المغامرة? حسب ظنه.. "دخلته صباح رابع أيام عيد الفطر.. في إجازة العيد تم فتح الشارع أمام سيارات الأجرة.. ظننت أن السماح ما زال مستمرا"..
" اليوم هو رابع أيام العيد وبالعادة يسمح لنا أن نتحرك في شارع الجامعة ,لكن فوجئت اليوم بوجود شرطي من الأمن والسلامة علي الطرقات في الشارع, طلب أوراق السيارة "..
تابع " قام الشرطي بكتابة مخالفة لي بـ (100) شيقل? وعندما ناقشته رفض مناقشتي, طلبت منه أن يخفض المخالفة فرفض".
في العادة? قيمة الغرامة على المخالفة التي ارتكبها سائد تصل إلى (50) شيقلا فقط?! لكن الشرطي قال: "لدينا أوامر أن لا تقل المخالفة عن (100) شيقل هذا اليوم وان نخالف الجميع"
سائقو الأجرة في غزة يشكون من منافسة سيارات كثيرة لهم? تعمل على الخط? يقودها مواطنون غير مرخصين كسائقي أجرة? يبحثون عن مصادر رزق لعائلاتهم? تحت ظروف حصار نضبت معه مصادر الرزق أمام الناس.
إسرائيل ومنذ سنوات تمنع عمال غزة من العمل داخل المناطق المحتلة عام 1948م? لذا قام كثيرون منهم ببيع مصاغ زوجاتهم لشراء سيارة "تسترهم".. السيارات قديمة? وتكلفة صيانتها مرتفعة.. "والمخالفات مرهقة"? يقول سائقو الأجرة..
سائق الأجرة أبو محمود.. اعتقد أيضا أن دخول شارع الجامعة في رابع أيام العيد مسموح به..
قال: "فوجئت بشرطي يوقفني ويطلب أوراقي ثم يكتب لي مخالفة بـ (100) شيقل, وبصراحة تألمت جدا لأني لم اعمل بعد بهذا المبلغ, تحدثت مع الشرطي في الأمر أكثر من مرة إلا انه لم يهتم بي وبالعكس قال لي: إذا قلت كلمة أخرى سأحرر لك مخالفة جديدة بـ (100) شيقل أخرى".. "أضاف الشرطي بصرامة: هذه أوامر نطبقها".
سائق الأجرة أبو سامر? عالج موقف مماثل بالهروب.. فعندما طلب منه شرطي أن يتوقف? لم ينصع للطلب وهرب.. كان قد خولف هذا اليوم بمائة شيقل "ولن أسلم نفسي لمخالفة ثانية"? قال.
وفقا له? نقل إليه الشرطي الذي خالفه أن "المدير العام اجتمع بنا اليوم وطلب منا أن نخالف اغلب السائقين وان نترصد لكم ومن يأت منا بمخالفة أقل من (100) شيقل سوف يعرض نقسه للعقوبة.. لذلك, يجب أن أخالفك لكي لا أعاقب".
أضاف أبو سامر: "نحن ننتظر هذا الأيام طوال السنة على أمل أن نكسب ما يعوضنا عن خسارتنا طوال العام? ولنسدد بعض الديون علينا المتراكمة من غلاء أسعار قطع الغيار ومن تكاليف التراخيص التي تأكل أكثر ما نجنيه فلا يتبقي لنا غير القليل!".
"الله يحرمهم الفرحة زى ما حرموني إياها".. هكذا بدأ هاني حديثة.. لقد فرض علية غرامة بـ (150) شيقلا بزعم انه ارتكب مخالفة "بنظرهم" ولتطاوله علي المسئول عن مخالفته.
قال: "لم ارتكب أية مخالفة حيث أخذت راكبا من دوار الشفا وهو بعيد عن الموقف وبالعادة نأخذ من هناك ركاب ولا نمنع من أخذهم ولا يتم مخالفتنا".
يتابع: "ولكن تفاجأت بهذه المخالفة? في البداية اعتقدت أني ارتكبت إشي كبير وخاصة انه كتب لي مخالفة (100) شيقل وهذا المبلغ كبير ومخالفته تكون كذلك كبيرة وعندما قال لي سبب المخالفة غضبت كثيرا وسبيت عليه"..
"لم اقصد أهانته ولكن لم افعل شيء حتى يتم مخالفتي? لم ارتكب أي جرم أو مخالفة مرور