أوقفوا حملة شبوة!!
ليس معقولا?ٍ أن السلطات اليمنية تمضي قدما?ٍ في حملتها العسكرية لتعقب من تصفهم بـ”عناصر القاعدة” المتحصنين بالمدنيين في شبوة دون أن تجد صوتا?ٍ رشيدا?ٍ يقول لها: توقفي.
عامل الزمن أسلوب من أساليب الحرب? وعامل تغيير الخطة? أما أن تمضي الأجهزة الأمنية في اليمن في استنساخ النموذج الباكستاني بكل بلادة وحماس فهذا أمر يضاعف حجم المرارة إزاء التعامل الرسمي مع تحديات البلد الكبرى..
وقلنا استنساخ النموذج الباكستاني لأن ما حدث هناك في باكستان هو أن السلطات مضت قدما?ٍ في الاستجابة لضغوطات الخارج دون مراعاة للخسائر المترتبة على هذا الانكباب في الاستجابة بالنسبة للداخل فغضب الآلاف لمتل العشرات من الأبرياء.. وباتت السلطات في الأخير مجحفة في نظر الشعب ومقص??رة في نظر الأميركان!
هل ضاعت الحكمة اليمانية? أم تهاوت أعصاب السلطات أمام استحثاث الولايات المتحدة الذي يجعل من عشرات من عناصر القاعدة في شبوة رعبا?ٍ يهدد العالم!
لا نقلل هنا من خطر الإرهاب ولا نستبعد فعلا?ٍ أن هناك ما يسمى بـ”تنظيم القاعدة”? وأن مجاميع منه متحصنة في أدغال هذه المنطقة أو تلك من بقاع اليمن? ولكن لا يجب أن تؤدي إزالة مفسدة متوقعة من القاعدة إلى حدوث مفسدة أكيدة أكبر? وهي نزوح الآلاف من المدنيين ومقتل بعض الدروع البشرية منهم.. الأمر الذي يؤدي إلى شيوع حالة عارمة من التذمر في أوساط الناس إزاء هذا الانتفاض غير المدروس من قبل السلطات في ملاحقة هذا التنظيم..
وهذه الموجة من التذمر هي أشد ما تكون خطورة في بيئة مترعة بأصوات الحراك التي يدعو بعضها إلى إعادة تجزيء اليمن.. ويتصيد أخطاء السلطات ليلهب بها جراح المواطنين ليصبح الجميع شركاء خاسرون في تقديم الجميل للقاعدة.
لابأس أن نكون أكثر مصارحة? ونقول: ما ذنب آلاف المدنيين حتى يدفعوا ضريبة تهاون الأجهزة الأمنية في ماضي الأشهر والسنوات? إذ أين العمل الأمني الذي كان يفترض أن يحول دون تموقع هذه المجاميع في حيودها وكهوفها وجبالها.. وبالتالي يمنع هذه المأساة التي جعلت من بلدنا خبرا مؤلما يتصدر نشرات الأنباء على مستوى العالم!!
قلوبنا مع شبوة الأصالة? ومع أبناء شبوة في الحوطة وميفعة? وكلنا ثقة بأن الأجهزة الأمنية ليست عاجزة عن تفكيك هذه الخلايا القاعدية وملاحقتها دون الاضطرار إلى حالة الطوارئ هذه.. ويؤسفنا حقا?ٍ أن تظهر بجلاء في مثل هذه الظروف العصيبة سياسة الكيل بمكيالين? تلك التي يتعامل بها نظام واشنطن حينما يتعلق الأمر بشيء من اختراعها يسمى “القاعدة”..
ولو لم يكن هذا المسمى هو مظلة هذه المواجهات لسمعت الناطق في البيض والناطق باسم الأمم المتحدة والمتحدث باسم منظمة “هيومان رايتس” والصليب الأحمر يناشدون السلطات اليمنية توقيف المعارك لكي لا تتفاقم المعاناة الإنسانية..
فلتسكت المدافع حتى يغرب الذعر من قلوب أهلنا وأبنائنا وآبائنا وأمهانتا في محافظة شبوة.. ولعل اليمنيين هم فقط من يتفهم أن لشعبنا أسلوبه الخاص في التعامل مع عصاته المغرر بهم? ما لم يكن هؤلاء العصاة موجهين برادار إقليمي له أجندة مختلفة كما هو حال متمردي الشمال.. ولو قارنا ما فعله الحوثيون بهذا الاحتشاد الأمريكي الأخير لعجبنا من احولال المعاملة ورداءة الميزان..
نشوان نيوز