تكريس ثقافة تقبيل الزوجين لبعضهما في المناسبات العائلية والاعياد أمر جيد
البعض يراه أمرا طبيعيا ? والبعض يراه تجاوزا وخدشا?ٍ للحياء ? والبعض لا يتنبه له من الأصل كونه أمرا?ٍ بديهيا?ٍ بالنسبة له ألا وهو تقبيل الأزواج لبعضهما ? تقبيل اللقاء والوداع ? فبعض الأسر عندما تحل مناسبة اجتماعية أو يحضر الغائب سواء كان أبا?ٍ أو أما?ٍ فجميع أفراد الأسرة تقبل بعضها وهو أمر طبيعي عدا الأزواج فقد يكتفيان بتحية اللسان أو مصافحة اليد فقط ? كل فرد له أسبابه لهذا الفعل ? منهم من يعي لماذا يمتنع عن تقبيل زوجته أمام الآخرين ومنهم من يفعلها بشكل تلقائي حيث تعتبر احد الموروثات التي اكتسبها من الأهل والمجتمع . حول هذا الأمر التقينا بعدد من الأزواج بأعمار مختلفة لنقف على آرائهم حول هذا الموضوع .
13 سنة زواج ولم يقبلها
يذكر أبو ناصر في منتصف الثلاثينيات من العمر وهو متزوج منذ ثلاث عشرة سنة أنه لم يقبل زوجته ولا مرة واحدة أمام أحد حتى في عودته من سفر أو في الأعياد وقال: في المناسبات مثل الأعياد وعند عودتي من السفر خاصة أنني كثيرالترحال أقبل جميع أبنائي عدا زوجتي اكتفي بمصافحتها وسؤالها عن أحوالها وسؤالي لها بنفس حرارة سؤالي بقية أفراد العائلة عن أحوالهم ولكن تقبيلها صعب على نفسي ونفسها أيضا?ٍ فهو يحتاج لجرأة عالية نحن الاثنين لا نتمتع بها ولا نرى في هذا الأمر أي مشكلة فقد اعتدنا عليه بل هو الطبيعي بالنسبة لنا والوضع الآخر هو غير الطبيعي .
وأم ناصر تشاطر زوجها الرأي باختلاف داخلي فقط تقول : أخجل أن أقبل زوجي أمام احد حتى في اشد الحالات ضيقا?ٍ وألما?ٍ فقد تعرض لحادث سيارة خطير وكدنا نفقده ودخل في غيبوبة استمرت لمدة عشرة أيام وعشت في حزن كاد يهتك عضلات قلبي وشراينه وعندما أفاق من الغيبوبة في أول زيارة لنا أقبل عليه أبناؤه ووالدته وأخوته وكنت أتمنى أن اقبله واعتصرتني مشاعرغريبة لتقبيله واحتضانه وكأن التقبيل سيؤكد لي أنه مازال على قيد الحياة ? وأعتبر بطلة عندما استطعت أن أسيطر على نفسي واكتفيت بمصافحته رغم كل مافي? من شوق وحنين وخوف حتى أن إحدى أخواته قالت مازحة ( سلمي عليه وحبيه ) إلا أن والدتها رمتها بنظرة لوم وقالت بصوت تلقائي وطبيعي: ( قلة حيا ) كل هذا حصل في ثوان ? والدة زوجي لم توجه لي العتب أو اللوم فانأ في رأيها ملتزمة بالأدب ومحافظة على العرف العام ولكن وجهته لابنتها التي في قولها خروج عن الأدب والحياء وحمدت الله أني لم افعلها فقد أقع محل تقريع وتوبيخ .
بينما سعاد في بداية الأربعينيات تتمنى أن تقبل زوجها أمام الآخرين بشكل عادي إلا أن أمرا?ٍ ما يمنعها ولا تعرف ماهو وتقول : أختي أكبر مني في السن في ليلة زواج ابنتها وقت الزفة وأمام جميع الحفل وكانت الأسرة تتبادل القبل والتهاني أختي وزوجها قبلا بعضهما بشكل عادي وتلقائي غبطتها على وضعها وكيف أنها لم تبال بأحد وتصرفت حسب ما تمليه عليها نفسها علما?ٍ أن تقبيلها وزوجها لبعضهما أثار حديث أغلبية إن لم يكن جميع المعازيم ? ولحظة التقبيل ذاتها سمعت عددا كبيرا من الشهقات تتقاذف من كل الجهات ? وعندما أحاول أن أجعل هذا الأمر جزءا?ٍ من حياتنا يلومني زوجي رغم أنه لا يبرر الأمر تبريرا منطقيا كل ما احصل عليه هو كلمة – بلا قلة حياء – .
الأجداد
عبدالملك في منتصف الخمسينات من العمر متزوج منذ أكثر من ثلاثين عاما ويتمنى لو كانت زوجته أكثر ليونة مما هي عليه يقول :عندما تحل المناسبات مثل الأعياد نتبادل كأفراد أسرة التهاني والدعوات بالخير والسعادة وتكون القبل المتبادلة بيننا أمرا?ٍ طبيعيا?ٍ وتلقائيا?ٍ وعندما أحاول أن أقبل زوجتي رغم أننا أجداد تبتعد عني وتدفعني بقوة وقد حذرتني بحزم ألا أفعل هذا الأمر أمام أبنائنا رغم أن أبناءنا كبار ? إلا أني أ